سجل نظام القبة الحديدية الإسرائيلي، فجر أمس، فشلا جديدا في مهمته الأساسية القائمة على اعتراض وإسقاط صواريخ المقاومة التي تطلق من قطاع غزة نحو الأراضي المحتلة عام 1948م وتوفير الحماية للمستوطنين.
واعترف الناطق باسم جيش الاحتلال، رونين مانيليس، بإخفاق القبة في إسقاط صاروخين أطلقا من غزة، أصاب أحدهم فناء منزل في مدينة بئر السبع المحتلة جنوب فلسطين المحتلة والآخر سقط في بحر مدينة "بيت يام" جنوبي "تل أبيب"،قائلا: "لا يمكن نشر منظومة القبة الحديدية في كل مكان وهي ليست لها قدرات مطلقة".
وسبق أن سجل نظام القبة الحديدية خلال الأشهر الماضية سلسلة من الفشل الذريع في اعتراض صواريخ المقاومة خلال جولات التصعيد المحدودة في الشهرين الماضيين، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى جدوى القبة الدفاعية وانعكاسات الفشل المتكرر لنظام القبة على سوق التجارة العسكرية الإسرائيلية؟
المختص بالشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة، أكد أن الوقائع الميدانية الجديدة والقديمة أثبتت عدم جدوى القبة الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة، الأمر الذي يكشف زيف الدعاية الإسرائيلية التي تروج للقبة على أنها أحدث الصيحات التكنولوجية المتخصصة في اعتراض المقذوفات الصاروخية قصيرة ومتوسطة المدى.
وقال أبو زبيدة لصحيفة "فلسطين": "عقب عدوان 2014 أدخلت قيادة جيش الاحتلال بعض التحسينات على عمل المنظومة، ولكن تلك التعديلات تثبت فشلها في جولات التصعيد الأخيرة عندما لم يجرِ تفعيل عمل القبة من الأساس"، مبينا أن الفشل المتكرر للقبة يسبب إرباكًا على الصعيدين العسكري والسياسي إلى جانب الجبهة الداخلية.
وأضاف أبو زبيدة: "القيادة العسكرية للاحتلال ستواصل الكذب على المستوطنين، وربما تثبت فيديوهات توثق لحظات الإسقاط المزعومة والتي لا تكون سوى انفجار نابع عن عملية التفجير الذاتي لصواريخ القبة وليست إصابة الصاروخ الفلسطيني"، لافتا إلى أن فشل القبة ينساق أيضا على الجدار الأراضي الذي يدعي الاحتلال بأنه يكافح أنفاق المقاومة العابرة للحدود.
وفي أواخر مارس/آذار الماضي كشفت المناورات الدفاعية التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" داخل قطاع غزة، عن ثغرة في عمل منظومة القبة الحديدية، عندما أطلقت بشكل تلقائي أكثر من 20 صاروخا اعتراضيا، إثر إطلاق عناصر القسام رصاصات ثقيلة خلال مناوراتهم شمال القطاع.
وأحدث ذلك الخلل حينها ضجة إسرائيلية كبيرة سواء على صعيد إصابة المستوطنين في منطقة غلاف غزة بالهلع أو مطالبة قادة إسرائيليين بفتح تحقيق شامل بالحادث، إذ وصف مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق اللواء احتياط "غيورا آيلاند" الأمر بـ"الفضيحة".
بدوره، أوضح المختص بالشأن الإسرائيلي سعيد بشارات أن تداعيات الفشل المتكرر لعمل منظومة القبة الحديدية تصيب بصورة مباشرة وغير مباشرة عصب سوق التجارة الإسرائيلية العسكرية القائمة على التكنولوجيا، فضلا عن خروج أصوات إسرائيلية داخلية تطالب بالبحث عن منظومة دفاعية جديدة توفر الحماية لمستوطني المستوطنات القريبة من قطاع غزة.
وقال بشارات في حديث لصحيفة "فلسطين": "لطالما اتهمت الصناعة العسكرية الإسرائيلية بالتكسب من وراء الجيش، واتخاذ الأراضي الفلسطينية كميدان تجارب وتسويق للأسلحة الإسرائيلية، ولكن مقابل ذلك كان للمقاومة الفلسطينية في غزة دور في وضع علامات استفهام على مصداقية الدعاية الإسرائيلية".
وأشار بشارات إلى أن السنوات الماضية شهدت تجميد أو إلغاء العمل بعدة صفقات لبيع أسلحة إسرائيلية، كان آخرها إلغاء الهند صفقة بيع أسلحة دفاعية كانت ستبرم بين الطرفين، بقيمة نصف مليار دولار، ولكن الاحتلال استعاض عن إغلاق بعض الأسواق في وجهه بفتح خطوط بيع في دول عربية.
وكانت مصادر إعلامية قد كشفت في سبتمبر/ أيلول الماضي عن شراء المملكة العربية السعودية منظومة القبة الحديدية الدفاعية من دولة الاحتلال، عبر وساطة قوية بذلتها الولايات المتحدة الأميركية.