نداء الفصائل السبعة التي التقت في غزة ووضعت الأسس العملية لإنهاء الانقسام، ورسمت بالتفاصيل معالم مرحلة سياسية فلسطينية تقوم على الشراكة، وتعتمد التوافق الوطني إلى حين إجراء الانتخابات، هذا البيان الفصائلي المسؤول والموزون بحاجة إلى إسناد جماهيري، وحراك شعبي ضاغط على الطرف المعطل للمصالحة.
الفصائل الفلسطينية السبعة والتي تضم عددًا من التنظيمات الفلسطينية المقاومة والفاعلة ميدانيًا في الساحة الفلسطينية، والتي لها تاريخها العريض في العمل السياسي، لخصت المصالحة في عدد من النقاط المتوازنة، والعملية، والقابلة للتطبيق، والتي تؤكد جدية، وحسن نوايا الطرفين اللذين لم يشاركا في الاجتماع، وهما حركة فتح وحركة حماس، وهما أصحاب الكلمة والموقف في إنهاء الانقسام والشروع في خطوا عملية للمصالحة التي يتمناها شعبنا الفلسطيني.
لقد لخصت الفصائل السبعة مقترحاتها لإنهاء الانقسام في عدة نقاط، يمكن تلخيصها كالتالي:
1ـ وقف التراشق الإعلامي.
2ـعقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير.
3ـ رفع العقوبات عن سكان غزة.
4ـ التأكيد على الرعاية المصرية للمصالحة.
5ـ التزام كل الأطراف بالحوار الوطني الشامل كأساس لإنجاز المصالحة.
6ـ تشكيل حكومة وحدة وطنية فورًا تتحمّل مسؤولياتها كاملة بما في ذلك حل ملف الموظفين وتوحيد ودمج المؤسسات الوطنية وتعزيز صمود شعبنا وإعادة الإعمار في القطاع، والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية ومجلس وطنيخلال عام من تاريخه.
فهل يستطيع فلسطيني واحد مخلص لفلسطين أن يتنكر لهذه القيم والأخلاقيات الوطنية التي رسمت معالمها 7 تنظيمات فلسطينية خلا حركتي حماس وفتح؟
وهل يستطيع تنظيم فلسطيني منتمٍ للوطن فلسطين أن يدير الظهر لهذه النقاط الست التي يلتقي عليها كل حريص على أمن فلسطين، ومصلحة شعبها؟
بقى أن أشير هنا إلى أن نداء التنظيمات السبعة قد خلا من الإجراءات العملية التي يمكن اللجوء إليها في حالة عدم استجابة تنظيم بعينه لهذا النداء، وهذا ما يجب أن تتنبه إليه التنظيمات السبعة، وهي تحدد الأفق السياسي لمرحلة يجب أن تقوم على الوحدة الوطنية.
لما سبق، أقترح على التنظيمات السبعة ألا تتوقف عند إصدار البيان فقط، على التنظيمات المبادرة أن تدعو إلى لقاء جماهيري واسع لدعم مبادرتها، وتأييد ندائها للوحدة، على أن يكون هذا اللقاء الجماهيري بمشاركة كل القوى السياسية والوطنية والإسلامية والشعبية والنخب الثقافية والفكرية التي تؤيد نداء التنظيمات السبعة، وعلى أن يكون اللقاء في غزة الضفة الغربية معًا، لينجم عن هذا اللقاء لجنة وطنية تضم قادة التنظيمات السبعة، وكفاءات وفعاليات شعبية، تبدأ التحرك الميداني، بعد فرز قيادة وطنية موحدة، تأخذ على عاتقها التواصل مع جامعة الدول العربية، والمنظمات المدنية خارج الوطن وداخله، وذلك بهدف فرض إرادة الشعب الفلسطيني على كل تنظيم يتمرد على المصالحة، ولا يحترم مصالح الشعب الفلسطيني في إنهاء الانقسام.