فلسطين أون لاين

​في معية الله دائمًا

لا تنتظر نزول المصائب حتى تسأل الله حاجتك

...
غزة - مريم الشوبكي

لا تنتظر نزول المصائب حتى تتضرع إلى الله وتطلب منه حاجتك، أو حينما يكون عندك طلب تتمنى تحقيقه، بل الدعاء والتقرب إلى الله بالذكر والصدقات يكونان في الرخاء ووقت الشدة، لأن الله يحب أن يُسأل في كل حين.

رئيس رابطة علماء فلسطين في رفح عدنان حسان قال: "الإنسان المسلم في هذه الحياة عرضة للابتلاء من الله، وعليه أن يحمده على نعمه، فإن قدر الله واقع في الإنسان، وعلى الإنسان أن يكون في معية الله دائمًا، والله يحبه أن يكون طائعًا له".

وأضاف حسان لـ"فلسطين": "ومن الأخطاء التي يعيش عليها كثير من الناس انتظار المصيبة ليكون طائعًا لله، بل عليه أن يعيش على ذكر الله، قال (تعالى): {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}".

وبين أن دعاء الله على الدوام لا يرتبط بوقوع مصيبة أو مشكلة، بل من المفترض أن يدعو الإنسان ربه في كل أموره حياته وآخرته، قال (تعالى): "إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".

وذكر أنه عن أبي هريرة عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: "الدعاء يرد البلاء"، وهذا يدل على أن قدر الله نافذ، وأمر من أوامر الله، فما يصيب الإنسان من خير أو سوء مقدر من الله، ولكن البلاء يرفع بالدعاء، ويتعار البلاء والقدر، فإن شاء الله يرفع هذا البلاء".

ولفت رئيس رابطة علماء فلسطين برفح أن الدعاء يرد القضاء، وهذا ما جاء في حديث ثوبان عن الرسول (صلى الله عليه وسلم): "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".

وأشار إلى أنه من لا يدعُ الله يغضب عليه، فورد في الحديث في مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "من لم يسأل الله يغضب عليه" (إسناده حسن)، وهذا أمر واضح للمسلم ألا يبتعد عن دعاء ربه متكبرًا أن يسأله.

وبين حسان أن الصحابة كانوا يسألون الله جميع مصالح دينهم ودنياهم من الطعام والشراب والكسوة وغير ذلك، كما يسألونه الهداية والمغفرة، وفي الحديث: "ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع"، وعن ابن مسعود عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: "سلوا الله من فضله، فإنه يحب أن يُسأل".

وذكر أن الله لم يجعل بينه وبين عبده واسطة، والدعاء يحتاج إخلاصًا في النية وحسن أدب مع الله (تبارك وتعالى)، والدعاء من العبادات القولية والخفية، أو تكون علنية بين الصلوات، قال أهل العلم: "ذكر الله الدعاء باللسان، وتسبيحه وذكره".

وأكد حسان أنه بالدعاء تستنزل الرحمات ويصرف البلاء، ويمنح العبد زيادة وبركة في العمر، والمال، والولد.

ودعا المسلم إلى ذكر الله في القلب، والتفكر في خلقه مضغة صغيرة، قال (تعالى): "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ"، وحفظ الجوارح وأن تصير مستغرقة في تسبيح الله: العينين بالذكر والخوف من الله والبكاء من خشيته والبعد عما حرم الله (عز وجل)، واللسان بالبعد عن الغيبة والنميمة، قال (تعالى): "اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا".

ومن طرق التقرب إلى الله -حسبما بين حسان- الصدقة التي تطفئ غضب الله (تبارك وتعالى)، وهي رافعة للبلاء شافية منه، وتزيد من بركة المال المتصدق منه، قال (تعالى): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً".

وقال رئيس رابطة علماء فلسطين في رفح: "يقول العلماء لابد أن يكون بين العبد وربه خبيئة، حتى يحتاج التضرع لله (عز وجل)".

وأشار إلى أن الدعاء والتقرب إلى الله ليسا مطلوبين من الفقير أو الشخص المُبتلى فقط، بل كل إنسان عليه أن يسأل الله، ويشكره على نعمه التي أنعمها عليه.

وأكد حسان أن الغني يواجه بعض الأمور التي تنغص عليه حياته، فالسعادة ليست بالمال بل طمأنينة القلب وراحة البال، فخير وسيلة للاطمئنان ذكر الله والتوسل إليه والدعاء.