كشف رئيس اتحاد الموظفين العرب بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أمير المسحال، عن تفاصيل جلسات الحوار الأخيرة التي عقدها الاتحاد مع إدارة الوكالة بهدف الوصول لحلول في قضية الموظفين المفصولين، البالغ عددهم قرابة ألف.
وقال المسحال: إن "الاتحاد عقد جلسات متتالية الخميس والسبت ثم الأحد، وأنه ليس هناك نية لدى الإدارة للتراجع عن قرار الفصل بكامله، مع سعيها للخروج من الأزمة بإعطاء رزمة من التحسينات على قرار الفصل".
وأضاف في تصريح خاص بصحيفة "فلسطين": التقينا الإدارة أمس، وكان هناك تقدم بنقاط إيجابية، وهو ما سيدفع الاتحاد لتمديد المدة التي أعلنها لعشرة أيام (من المفترض أن تنتهي اليوم) لإتاحة الفرصة للحوار بين الجانبين وعدم العودة للمربع الأول".
وعن طبيعة التحسينات على قرار الفصل، أوضح المسحال أن قرار فصل 68 موظفا تبدل وأصبح تقاعدا طوعيا استثنائيا، مع حصولهم على كامل مكافأة نهاية الخدمة، ويبقون ضمن قوائم الموظفين، والانتظار لمدة عام على الأقل قابل للتجديد، وخلالها تتاح لهم فرصة العمل على نظام المياومة أو البطالة، وفي حال فتحت الوظائف المغلقة، يتم دمجهم بالوظيفة وإعطاؤهم الأولوية.
أما مطلب الموظفين المفصولين، فيتمثل بأن تبقي الأونروا العقد مجمدا وأن يحصلوا على إجازة دون راتب لمدة ستة أشهر، وخلال هذه المدة إذا وجد شاغر وظيفي يعود الموظف إليه، وإذا لم يوجد يأخذ راتبه بدلًا من الفصل وإنهاء الخدمة.
واستدرك المسحال قائلًا: "لكن الإدارة لم توافق على هذا المطلب".
أما بخصوص أصحاب الدوام الجزئي، فبين أن مطلب الموظفين البالغ عددهم أكثر من 500 موظف، أن يبقى العقد كما هو في السابق (موظف ثابت)، ولكنهم على استعداد لتلقي راتب بنسبة 50%، لكن إدارة الأونروا تقول إن أي تغيير في الراتب يجب أن يتبعه تغيير في العقد، لافتا إلى أن الإدارة تتعامل مع من لم يجددوا العقود على أنهم مفصولون.
وقال المسحال: إن الاتحاد دخل الحوار بطريقة قوية –سبقها إجراءات نقابية– وأعطى مساحة للحوار والتفاوض مع الإدارة، بهدف الخروج برؤية مشتركة حول آلية حل المشكلة.
هجمة جديدة
وعن سياسة التقليصات المتبعة من قبل الوكالة بغزة، اعتقد المسحال أن الإجراءات القادمة على الوكالة في القطاع ليست محكومة بتغيير عقود الموظفين فقط، بل إن هناك هجمة أخرى متوقعة على المؤسسة الأممية نظرًا لوقف الدعم الأمريكي بالكامل.
ولفت إلى أن الوكالة بدأت بتطبيق موضوع سيناريو الدوام الجزئي منذ بداية العام الحالي في التعيينات الجديدة، مشيرا إلى أن أي تغيير في التشكيلات المدرسية بنسبة 1% ينقص 200 موظف في قطاع التعليم.
وتوقع أن "تكون هناك ضربات للأونروا عن طريق التقليصات في الخدمات والموظفين"، مبينا أن أول ضربة هي التشكيل المدرسي، إذ لم يتم توظيف أي معلم هذا العام –رغم أن الوكالة توظف سنويا 500 معلم– وأن هناك تضييقا على الموظفين من خلال العبء الملقى عليهم.
وبين المسحال أن تعيين المدرسين حاليا يتم بنظام المياومة وينتهي مع انتهاء العام وليس هناك ضمانة للتجديد، مما يدفع الموظف الذي اجتاز امتحانات التوظيف للانتظار لمدة عامين حتى يشارك بالمسابقة مرة أخرى.
واستغرب المسحال استهداف اللاجئين في قطاع غزة (إحدى الأقاليم الخمس لمناطق عمليات الوكالة) رغم أن القطاع يضم النسبة الأكبر لعدد اللاجئين مقارنة بالأقاليم الأخرى، معربًا عن أسفه بأن تفتح الوكالة باب الوظائف في مناطق العمليات الأخرى وتغلقه في غزة.