فلسطين أون لاين

​"لا توجد فرص حقيقية لعقدها"

محللون: الدعوة لحلِّ التشريعي والانتخابات تعزيز للفصل

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

عدّ محللون دعوة المجلس الثوري لحركة فتح، لحل المجلس التشريعي، وعقد انتخابات عامة، تعزيزًا فتحاويًّا لانفصال الضفة الغربية عن قطاع غزة مع غياب أي فرص حقيقية لعقدها، وتكشف عن توتر قيادة السلطة في التعامل مع غزة.

وأصدر رئيس السلطة ورئيس حركة فتح محمود عباس، خلال اجتماع الثوري، أمس، قرارًا بدعوة المجلس المركزي، الذي يعقد نهاية هذا الشهر "لاتخاذ ما يلزم لحل المجلس التشريعي الفلسطيني".

وقال الثوري في بيان صحفي: "إن الانتخابات (...) ستعقد في الضفة الغربية فقط إنْ تعذر إجراؤها في غزة".

وأرفق الثوري دعوته هذه بأخرى "لاتخاذ مواقف حاسمة ضد مواقف حماس مع المحافظة على حقوق ومصالح وخدمات أهلنا وكادرنا في غزة باعتبارهم رافعة المشروع الوطني"، وفق تعبيره.

فصل غزة

وفسر الكاتب السياسي هاني حبيب، الدعوتين بأنهما "غطاء لتوجه السلطة نحو اتخاذ عدة خطوات ضد قطاع غزة".

وقال لصحيفة "فلسطين": "حل المجلس التشريعي بناء على توصية ثوري فتح يشير إلى أنها الخطوة الأخيرة لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة".

وأضاف: "كان الأولي على الثوري التأكيد على قرارات المجالس المركزية السابقة كإلغاء التنسيق الأمني مع الاحتلال، والتنصل من اتفاق وأسلو، وليس اقتصار التوصيات على ما يعوق التوصل لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية".

وأشار حبيب، إلى أنه لا توجد أي فرصة حقيقية لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية موحدة بين الضفة وغزة، معتقدًا أنها ستؤجل بصورة أو بأخرى.

ورأى أنه إذا ما أجريت الانتخابات في الضفة دون غزة "فسيضيف ذلك عقبة جديدة أمام المصالحة".

وشدد الكاتب السياسي على ضرورة الوقوف في وجه كل الإجراءات التي من شأنها عدم تحقيق المصالحة الوطنية السياسية، داعيًا حركة فتح لإدراك خطورة الأوضاع الراهنة والتهديدات الإسرائيلية بشن عدوان جديدة على غزة، واستمرار الاستيطان بالضفة والعمل لمواجهة "صفقة القرن".

تعزيز الانقسام

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن دعوة ثوري فتح "تأكيد لحالة فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة".

وقال عوكل لصحيفة "فلسطين": "هذه القرارات تعطي مؤشرات عن حالة التوتر والغضب التي تسود أواسط السلطة تجاه غزة".

وأوضح أن الدعوة المطلقة لا تمثل منظمة التحرير كونها صدرت عن المجلس الثوري لحركة فتح وليس عن المجلس المركزي "ولن يكتب لها النجاح، وفقط ستعزز الانقسام".

ورجح عوكل، أن تكون هذه الدعوات مقدمة من عباس لاتخاذ إجراءات عقابية جديدة في حال لم تنجح الوساطات المصرية.

وكانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، والمبادرة الوطنية، قد قاطعوا اجتماع المركزي الذي عقد في 15 أغسطس/ آب الماضي، وبررت الفصائل ذلك بغياب التشاور، وتفرد السلطة بالقرار، واستمرار معاقبتها غزة، ومدها حبال الوصل مع الاحتلال.

انفجار القطاع

من جهته، قال الكاتب السياسي مصطفى الصواف: "حركة فتح تسعي لإلغاء المجلس التشريعي وهي تعلم أن الانتخابات مطلب كل الفلسطينيين".

وأضاف الصواف: "دعوة فتح التي تمثلها فقط ولا تمثل جميع الفصائل الفلسطينية، والغرض منها تعزيز فصل غزة عن الضفة الغربية"، مؤكدًا أن كل الفلسطينيين مع إجراء انتخابات حركة في كل الأراضي الفلسطينية والخارج ما أمكن، وتشكيل مجلس تشريعي ووطني وإعادة بناء مؤسسات السلطة".

وأوضح أن تفرد رئيس السلطة محمود عباس بالقرار السياسي الفلسطيني "يجعل إمكانية إجراء الانتخابات مسألة مستحيلة إلا إذا كان عباس يريد إلغاء المجلس التشريعي القائم، أو أنه يريد تشكيل مجلس وفق رؤيته أسوة بالمجلس الوطني واللجنة المركزية وغيرها من المجال التي شكلها".

ورأى أن دعوة الثوري تمثل تهديدًا من فتح بتشديد الحصار على القطاع، مؤكدًا أن غزة مقبلة على الانفجار في وجه كل من حاصرها من خلال مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار إن لم تنتهِ أزماتها.