في الثالث من أكتوبر 2015م، انطلق الشاب مهند الحلبي، من بيته في مدينة رام الله، نحو القدس، بعد انتهاكات كبيرة، نفذتها سلطات الاحتلال بحق المرابطات والمرابطين في المسجد الأقصى، ليشعل بسكينه، أولى عمليات انتفاضة القدس.
وتتزامن الذكرى الثالثة لانتفاضة القدس، مع فعاليات الجمعة الـ29 لمسيرات العودة وكسر الحصار، في ترابط واضح بين محافظات الوطن، ووحدة وطنية على خيار المقاومة بشتى السبل، ورفضا لسياسات قمعها في الضفة الغربية أو مساعدة الاحتلال في الكشف عن مجموعاتها السرية التي تكافح للخلاص منه.
يقول خالد مناصرة والد الشهيد حسن، الذي ارتقى شهيداً بعد أن أعدمته قوات الاحتلال، في 12 أكتوبر، تشرين أول 2015، لتنفيذه عملية طعن: "إن رسالة شهداء انتفاضة القدس وذويهم, أن أرضهم المقدسة التي اغتصبها الاحتلال الإسرائيلي ستعود"، مشدداً على ضرورة الحفاظ على رسالتهم بالوصول إلى الحرية الكاملة للشعب الفلسطيني.
وتابع في حديث لصحيفة فلسطين: "المشي على خطى الشهداء يكون بالوحدة الوطنية واستمرار نهجهم ومسيرتهم المطالبة بالحرية"، موجها التحية لمسيرات العودة الكبرى وللمشاركين في جمعة "انتفاضة القدس".
وأضاف: "غزة محاصرة منذ أكثر من 10 سنوات، وهي تبحث عن الحرية وتحقيق حقوقها المشروعة والطبيعية"، مؤكداً أن تاريخ الشعب الفلسطيني حافل بمواجهة ومقاومة الظلم بأشكال مختلفة حتى تحقيق مطالبه.
أما والد الشهيد، مهند الحلبي، فأكد أن رسالة شهداء انتفاضة القدس، تتلخص بضرورة استمرارها ومواجهة التنسيق الأمني وقمع الاحتلال لمؤيديها، وهدم منازل منفذي العمليات الفدائية.
وقال شفيق الحلبي لـ"فلسطين": "مهما حاولوا لن يستطيعوا وقف إرادة الشباب الثائر، ولن ينفعهم التنسيق الأمني، ما دام هؤلاء الشباب محبين وطنهم, مدافعين عنه (..) وهم واعون لمحاولات جرهم للمهازل والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي".
ووجه شفيق رسالة للشبان نيابة عن أهالي الشهداء الذين ضحوا بدمائهم بالقول: "لا تيأسوا مهما حصل، فكم من أسير اعتقله الاحتلال، وكم من منزل لأهالي الشهداء هدم، والانتفاضة لم تتوقف"، مؤكداً عدم خضوع الأهالي لابتزاز الاحتلال أو أعوانه.
المقاومة مستمرة
الكاتب والمحلل السياسي رائد نعيرات، أكد أن استمرار وديمومة انتفاضة القدس وشكل العمليات الفردية على مدار 3 سنوات دليل على نجاحها.
وقال نعيرات لـ"فلسطين": "الانتفاضة حققت الهدف وأبقت جذوة المقاومة مستمرة، رغم انقطاعها وتوقفها في مراحل مختلفة".
وأضاف: "العمليات الفردية كانت شكلا بارزا في انتفاضة القدس، ولها الأثر الكبير في ديمومتها واستمرارها".
أما الباحث والمفكر عادل سمارة، فشدد على أن استمرار العمليات في الضفة الغربية رغم المعيق الأساسي ممثلاً بسلطة التنسيق الأمني التي لا تخفي سرًا برفضها المقاومة المسلحة "دليل على وجود الدافعية والقدرة للشباب المنفذ لتلك العمليات".
وقال سمارة لـ "فلسطين": "الدافعية موجودة، والقدرة على التنفيذ رغم صعوبتها تتوافر لدى المناضلين، وهذا دليل أساسي على التمسك بالقدس والحفاظ على العمل المقاوم".
وشدد أن استمرار مسيرات العودة الكبرى منذ انطلاقها في 30 مارس/ آذار الماضي "رسالة واضحة من غزة إلى الضفة الغربية بأن الطاقة الشعبية لا تتراجع في الاستمرار بالنضال ورسالة تمسك بالقدس المحتلة ونهج المقاومة معاً".