رأى متابعان في الشؤون العبرية، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو يسعى من خلال اللقاء بالرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، إلى دفعه لتحقيق وعوده لدولة الاحتلال، وأبرزها نقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى القدس المحتلة.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أمس، عن أن مستشاري نتنياهو، يعكفون على إجراء اتصالات مع مستشاري ترامب، من أجل عقد لقاء بينهما في واشنطن، في بداية شباط/ فبراير المقبل.
أمريكا تقود
د. عمر جعارة أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت والمهتم بالشؤون الإسرائيلية، يرى أن تصرفات الولايات المتحدة تجاه (إسرائيل) وغيرها تقوم على ركيزة أساسية وهي أن المصالح الأمريكية تقف في المقدمة.
وقال في حديث مع صحيفة "فلسطين": "دافيد بن غريون عندما فاز في رئاسة وزراء الاحتلال اتهموه بأنه إرهابي وأنه المسؤول عن مجزرة دير ياسين، وفي النهاية كان هو من أصدر الأوامر للقرارات الإسرائيلية بالانسحاب من شبه جزيرة سيناء عام 1973 ليس رغبة منه بذلك وإنما لأن المصالح الأمريكية تطلبت ذلك".
وأضاف جعارة: "أي شخص يعتقد أن (إسرائيل) هي من توجه علاقتها مع الولايات المتحدة فهو واهم لأن المؤسسة الأمريكية تحتفظ لنفسها بقيادة علاقاتها وفق مصالحها الشخصية أولا قبل أية تحالفات أخرى".
وتابع: "لا يوجد بوصلة للسياسة الأمريكية باستثناء مصالحها، أما فيما يتعلق بعلاقة نتنياهو مع الرؤساء الأمريكيين بما فيهم باراك أوباما، فقد أوضح أوباما في خطابه الأخير أن نتنياهو يعتبر إدارتنا نداً بينما هي أكثر إدارة أمريكية منحت (إسرائيل) مساعدات تستمر لعشر سنوات قادمة بزيادة بلغت 80 مليون دولار عن الإدارات السابقة".
واعتبر المحلل جعارة، أن السياسات الفلسطينية لا وزن لها وهذا حال العديد من الأنظمة العربية، وقال: "جميعها تحت المظلة الأمريكية ولا قيمة لها بالعيون الأمريكية وكذلك الإسرائيليين إن تجاوزوا المصالح الأمريكية".
وقال: "أذكر في مؤتمر مدريد عندما حان وقت كلمة الوفد الفلسطيني برئاسة الدكتور حيدر عبد الشافي هم رئيس وزراء الاحتلال في حينه اسحاق شامير بالخروج لكن وزير الخارجية الأمريكية حينها نهره وأجبره على الحضور وسماع الكلمة الفلسطينية حتى النهاية".
وأضاف جعارة: "ومع ذلك خرج شامير وقال لوسائل الاعلام سأفاوض الفلسطينيين عشرين عاماً في الهواء ولن يحصلوا على شيء".
يستبق الأحداث
بدوره، يرى العضو السابق في الكنيست الإسرائيلي والمحلل السياسي من الداخل المحتل، عباس زكور، أن نتنياهو يريد أن يستبق اصطدام ترامب مع المؤسسة الأمريكية التي ستحول دون تنفيذ وعود ترامب لنتنياهو.
وقال في حديث مع صحيفة "فلسطين": "نتنياهو يريد ضمانة من ترامب لتحقيق الوعود التي قدمها له، خاصة فيما يتعلق بنقل السفارة إلى القدس المحتلة والتوسع الاستيطاني سيما في الضفة الغربية".
وأشار إلى ايكال ترامب مهمة متابعة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلى صهره اليهودي الأصل وهو ما جعل اليهود –حسب رأي زكور- يطمعون بالحصول على امتيازات غير مسبوقة من الإدارة الأمريكية الجديدة.
وقال: "نتنياهو في وضع لا يحسد عليه، ويريد أن يحقق مكاسب لـ(إسرائيل) حتى يغض المجتمع الإسرائيلي الطرف عن قضايا رشاوى الفساد التي فتحت ضده مؤخراً، ولذلك هو يعوّل على الإدارة الأمريكية أن تمنحه نقل السفارة والتوسع الاستيطاني وكلاهما إنجاز سيحسب لنتنياهو".
واستطرد زكور: "الإسرائيليون يسارعون إلى تحقيق مصالحهم ولا ينتظرون مثل العرب"، موضحاً أن ما يجري من تسارع سياسي يحتاج إلى موقف عربي وإسلامي موحد يصل إلى درجة التهديد بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة إن لم تستجب للرغبات العربية.
وبين أن اهتمامات أمريكا وإن كانت منساقة لدعم دولة الاحتلال إلا أنها لا تستغني عن العرب والذين يشكلون أكبر سوق للبضائع الأمريكية خاصة فيما يتعلق بالأسلحة، وهو حسب توقعات زكور ما سيكون في حسبان الإدارة الأمريكية الجديدة.