منذ أن انطلقت في الثلاثين من مارس ذكرى يوم الأرض، وامتدت لإحياء ذكرى النكبة السبعين تزامنًا مع افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، أثارت مسيرات العودة الكبرى لكسر الحصار عن غزة جدلًا واسعًا بين مؤيد ومتحفظ ورافض لجدواها، استخدم خلالها المتظاهرين أسلوب المقاومة الشعبية بأشكاله المختلفة، وقابلت قوات الاحتلال هذه المسيرات بالبطش والقمع والرصاص الحي والغاز المسيل للدموع.
ستة أشهر وأكثر مضت على مسيرات العودة استشهد خلالها 198 مواطنًا، وحوالي 22 ألف جريح، لم يبالِ الفلسطينيون يومًا بأعداد شهدائهم، وجسيم فقدانهم، وما توقفوا طويلًا عن كون شهداء "الذكرى" يفوقون كثيرًا يوم الأرض نفسه؛ فالعبرة لديهم ليست بالأرواح المبذولة على علو قيمتها، وإنما بجدوى ما يفعلونه ودوره الكبير في تحريك القضية والسعي نحو إيجاد حلول لقضية الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم ومحاولة التخفيف من قبضته ونيل حقوقهم المشروعة.
كثرت التساؤلات والجدل خلال الفترة الماضية حول جدوى مسيرات العودة، أمام حالة التضحية والصمود التي يسطرها المتظاهرون في كل مخيمات العودة، ولعل من أبرز ما حققته هذه المسيرات منذ انطلاقتها، أنها أكدت جملة كبيرة من القضايا المهمة، أولاها هو تعزيز الوحدة الوطنية بالمشاركة الفصائلية الكبيرة التي شهدتها مسيرات العودة مذ انطلقت وحتى اليوم، بل وبعثت هذه المسيرات برسالة واضحة للاحتلال والإدارة الأمريكية وللعالم أجمع، أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتنازل عن حقوقه وثوابته، وأعادت إحياء القضية الفلسطينية من جديد على الطاولة الدولية.
استطاعت مسيرات العودة أن تعيد للذاكرة الفلسطينية حق العودة حيث جاءت ردًا مباشرًا وعمليًا على مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائيًا، وذكرت العالم بحق الفلسطينيين الثابت في عودتهم لأرضهم وديارهم التي هجروا منها، ولعل من أبرز هذه القرارات القرار الأممي 194 الصادر في ديسمبر عام 1948م ، كما شكلت مسيرات العودة زخمًا سياسيًا وجماهيريًا كبيرًا نظرًا للتحديات السياسية والإنسانية التي يعانيها السكان في قطاع غزة نتيجة الحصار والانقسام.
الجدوى من مسيرات العودة بعد ستة أشهر أنها تركت أثرًا إيجابيًا منذ انطلاقها وحتى اللحظة على المستوى السياسي الفلسطيني وخففت حالة الاحتقان الداخلي نتيجة تعطل المصالحة الفلسطينية واستمرار حالة الانقسام وصنعت حالة الوحدة الوطنية الحقيقية في الميدان، وألقت بظلالها على "صفقة القرن" والمخططات الدولية والإقليمية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
شكلت مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار وما زالت بتطور أساليب المقاومة الشعبية هاجسًا كبيرًا لدى الاحتلال أمام حالة التحدي والصمود والتضحيات، حيث وجد نفسه أمام ضغط شعبي جماهيري كبير، ما دفع قيادة الاحتلال إلى الحديث عن ضرورة إيجاد حلول مع قطاع غزة.
ما حققته مسيرات العودة حتى الآن كثير رغم استخفاف بعضٍ بهذه الحقائق التي لا يمكن إنكارها، ومن أبرزها إفشال صفقة القرن، وإحياء حق العودة، وإبراز القضية الفلسطينية للصدارة على الطاولة الدولية من جديد، وفرضت أزمة قطاع غزة على جدول أعمال المستوى السياسي والعسكري والأمني لدى الاحتلال، بل وما زال هذا الملف يؤرق الاحتلال، كما أجبرت رئيس أركان دولة الاحتلال آيزنكوت على الاعتراف بأن مصدر التهديد الوحيد على الأمن الإسرائيلي هو قطاع غزة.
استطاعت مسيرات العودة وكسر الحصار أن تشكل حالة استنزاف لكل الدوائر الأمنية والعسكرية لدى الاحتلال، وإيلامه وإبقائه في حالة من التوجس والخوف، كما فضحت انعدام ثقة حكومة نتنياهو في السياسات التي تتبعها ضد قطاع غزة، ما أدى لتعاظم الدعوات الداخلية الصهيونية لتغيير النمط في التعامل مع قطاع غزة.
يقول محلل الشؤون العربية في القناة "العاشرة" العبرية تسيفكا يحزكيلي: حماس نجحت في إرهاقنا بالمظاهرات والبالونات الحارقة وهي من سيحدد ما إذا كانت هناك مواجهة أخرى.
أظهرت مسيرات العودة حالة الهشاشة التي تعيشها دولة الاحتلال، ما جعلها تتوجه لمصر تارة وللأردن تارة وللرئيس الأمريكي ترامب وللسلطة الفلسطينية تارة أخرى لضرورة العمل على احتواء الموقف ووقف هذه المسيرات التي باتت تشكل إزعاجًا حقيقيًا للاحتلال، بل وبدأت تحقق جزءًا من أهدافها وماضية حتى النهاية، بعد أن شكلت رسالة واضحة لكل الأطراف الإقليمية المتهافتة على التعاون مع الاحتلال بأن الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة قادرون على قلب الطاولة بشكل يعيد خلط الأوراق في المنطقة.
ربما يقول بعضٌ غن فاتورة مسيرة العودة خلال الستة أشهر الماضية كبيرة، وقد يطرح بين الحين والآخر سؤال إلى متى؟ وإلى أين ستمضي مسيرات العودة؟ وربما يغمز ويلمز آخرون: ماذا حققت هذه المسيرات؟ أجزم ومن متابعتي الحثيثة لمشوار هذه المسيرات أن طريق مسيرات العودة الكبرى طويل وما زال في بداياته، والحرية غالية وفاتورتها كبيرة، ومسيرات العودة ستحقق أهدافها عاجلًا أو آجلًا، وقت أن يعلن الاحتلال أن كلَّ أدوات القمع والقتل التي استخدمها لم تفلح في إنهاء هذه الظاهرة، والتجربة مع الاحتلال تفيد بأن الاحتلال لن يلبي مطالب الشعب الفلسطيني إلا بعدما يستنفد كلَّ خيارات وإجراءاته من قمع وإجرام وإرهاب بحق الشعب الفلسطيني.
مسيرات العودة اليوم هي شعلة مضيئة تعبر عن روح شعبنا وقدرته على التضحية واستمرار الثورة، وهي رسالة لكل من فقد البصر والبصيرة في كيفية استخدام قوة الشعب في اجتراح المعجزات وخلق الإبداع في مقاومة شعبية تجمع كل شركاء الوطن.
وفق المعطيات الجارية، فإن الأمل في أن تنجح مسيرة العودة الكبرى بفك الحصار عن قطاع غزة كبير، مسيرة العودة الكبرى هي الطريق الصحيح نحو كسر الحصار وإنجاز حقوقنا العادلة، ولن تكون في يوم من الأيام انتحارًا بل ستصنع نصرًا كبيرًا يتكلل بتحقيق حياة كريمة عادلة ورفع للحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، فقد أثبت التاريخ أن إرادة الشعوب لها الغلبة على الاحتلال، وأن الهزيمة والانتحار لن تلحق إلا بأصحاب التشكيك والتضليل وبيع الوهم في مشاريع سياسية خادعة.
منذ أن انطلقت في الثلاثين من مارس ذكرى يوم الأرض، وامتدت لإحياء ذكرى النكبة السبعين تزامنًا مع افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، أثارت مسيرات العودة الكبرى لكسر الحصار عن غزة جدلًا واسعًا بين مؤيد ومتحفظ ورافض لجدواها، استخدم خلالها المتظاهرين أسلوب المقاومة الشعبية بأشكاله المختلفة، وقابلت قوات الاحتلال هذه المسيرات بالبطش والقمع والرصاص الحي والغاز المسيل للدموع.
ستة أشهر وأكثر مضت على مسيرات العودة استشهد خلالها 198 مواطنًا، وحوالي 22 ألف جريح، لم يبالِ الفلسطينيون يومًا بأعداد شهدائهم، وجسيم فقدانهم، وما توقفوا طويلًا عن كون شهداء "الذكرى" يفوقون كثيرًا يوم الأرض نفسه؛ فالعبرة لديهم ليست بالأرواح المبذولة على علو قيمتها، وإنما بجدوى ما يفعلونه ودوره الكبير في تحريك القضية والسعي نحو إيجاد حلول لقضية الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم ومحاولة التخفيف من قبضته ونيل حقوقهم المشروعة.
كثرت التساؤلات والجدل خلال الفترة الماضية حول جدوى مسيرات العودة، أمام حالة التضحية والصمود التي يسطرها المتظاهرون في كل مخيمات العودة، ولعل من أبرز ما حققته هذه المسيرات منذ انطلاقتها، أنها أكدت جملة كبيرة من القضايا المهمة، أولاها هو تعزيز الوحدة الوطنية بالمشاركة الفصائلية الكبيرة التي شهدتها مسيرات العودة مذ انطلقت وحتى اليوم، بل وبعثت هذه المسيرات برسالة واضحة للاحتلال والإدارة الأمريكية وللعالم أجمع، أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتنازل عن حقوقه وثوابته، وأعادت إحياء القضية الفلسطينية من جديد على الطاولة الدولية.
استطاعت مسيرات العودة أن تعيد للذاكرة الفلسطينية حق العودة حيث جاءت ردًا مباشرًا وعمليًا على مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائيًا، وذكرت العالم بحق الفلسطينيين الثابت في عودتهم لأرضهم وديارهم التي هجروا منها، ولعل من أبرز هذه القرارات القرار الأممي 194 الصادر في ديسمبر عام 1948م ، كما شكلت مسيرات العودة زخمًا سياسيًا وجماهيريًا كبيرًا نظرًا للتحديات السياسية والإنسانية التي يعانيها السكان في قطاع غزة نتيجة الحصار والانقسام.
الجدوى من مسيرات العودة بعد ستة أشهر أنها تركت أثرًا إيجابيًا منذ انطلاقها وحتى اللحظة على المستوى السياسي الفلسطيني وخففت حالة الاحتقان الداخلي نتيجة تعطل المصالحة الفلسطينية واستمرار حالة الانقسام وصنعت حالة الوحدة الوطنية الحقيقية في الميدان، وألقت بظلالها على "صفقة القرن" والمخططات الدولية والإقليمية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
شكلت مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار وما زالت بتطور أساليب المقاومة الشعبية هاجسًا كبيرًا لدى الاحتلال أمام حالة التحدي والصمود والتضحيات، حيث وجد نفسه أمام ضغط شعبي جماهيري كبير، ما دفع قيادة الاحتلال إلى الحديث عن ضرورة إيجاد حلول مع قطاع غزة.
ما حققته مسيرات العودة حتى الآن كثير رغم استخفاف بعضٍ بهذه الحقائق التي لا يمكن إنكارها، ومن أبرزها إفشال صفقة القرن، وإحياء حق العودة، وإبراز القضية الفلسطينية للصدارة على الطاولة الدولية من جديد، وفرضت أزمة قطاع غزة على جدول أعمال المستوى السياسي والعسكري والأمني لدى الاحتلال، بل وما زال هذا الملف يؤرق الاحتلال، كما أجبرت رئيس أركان دولة الاحتلال آيزنكوت على الاعتراف بأن مصدر التهديد الوحيد على الأمن الإسرائيلي هو قطاع غزة.
استطاعت مسيرات العودة وكسر الحصار أن تشكل حالة استنزاف لكل الدوائر الأمنية والعسكرية لدى الاحتلال، وإيلامه وإبقائه في حالة من التوجس والخوف، كما فضحت انعدام ثقة حكومة نتنياهو في السياسات التي تتبعها ضد قطاع غزة، ما أدى لتعاظم الدعوات الداخلية الصهيونية لتغيير النمط في التعامل مع قطاع غزة.
يقول محلل الشؤون العربية في القناة "العاشرة" العبرية تسيفكا يحزكيلي: حماس نجحت في إرهاقنا بالمظاهرات والبالونات الحارقة وهي من سيحدد ما إذا كانت هناك مواجهة أخرى.
أظهرت مسيرات العودة حالة الهشاشة التي تعيشها دولة الاحتلال، ما جعلها تتوجه لمصر تارة وللأردن تارة وللرئيس الأمريكي ترامب وللسلطة الفلسطينية تارة أخرى لضرورة العمل على احتواء الموقف ووقف هذه المسيرات التي باتت تشكل إزعاجًا حقيقيًا للاحتلال، بل وبدأت تحقق جزءًا من أهدافها وماضية حتى النهاية، بعد أن شكلت رسالة واضحة لكل الأطراف الإقليمية المتهافتة على التعاون مع الاحتلال بأن الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة قادرون على قلب الطاولة بشكل يعيد خلط الأوراق في المنطقة.
ربما يقول بعضٌ غن فاتورة مسيرة العودة خلال الستة أشهر الماضية كبيرة، وقد يطرح بين الحين والآخر سؤال إلى متى؟ وإلى أين ستمضي مسيرات العودة؟ وربما يغمز ويلمز آخرون: ماذا حققت هذه المسيرات؟ أجزم ومن متابعتي الحثيثة لمشوار هذه المسيرات أن طريق مسيرات العودة الكبرى طويل وما زال في بداياته، والحرية غالية وفاتورتها كبيرة، ومسيرات العودة ستحقق أهدافها عاجلًا أو آجلًا، وقت أن يعلن الاحتلال أن كلَّ أدوات القمع والقتل التي استخدمها لم تفلح في إنهاء هذه الظاهرة، والتجربة مع الاحتلال تفيد بأن الاحتلال لن يلبي مطالب الشعب الفلسطيني إلا بعدما يستنفد كلَّ خيارات وإجراءاته من قمع وإجرام وإرهاب بحق الشعب الفلسطيني.
مسيرات العودة اليوم هي شعلة مضيئة تعبر عن روح شعبنا وقدرته على التضحية واستمرار الثورة، وهي رسالة لكل من فقد البصر والبصيرة في كيفية استخدام قوة الشعب في اجتراح المعجزات وخلق الإبداع في مقاومة شعبية تجمع كل شركاء الوطن.
وفق المعطيات الجارية، فإن الأمل في أن تنجح مسيرة العودة الكبرى بفك الحصار عن قطاع غزة كبير، مسيرة العودة الكبرى هي الطريق الصحيح نحو كسر الحصار وإنجاز حقوقنا العادلة، ولن تكون في يوم من الأيام انتحارًا بل ستصنع نصرًا كبيرًا يتكلل بتحقيق حياة كريمة عادلة ورفع للحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، فقد أثبت التاريخ أن إرادة الشعوب لها الغلبة على الاحتلال، وأن الهزيمة والانتحار لن تلحق إلا بأصحاب التشكيك والتضليل وبيع الوهم في مشاريع سياسية خادعة.