لا يخاف أهل غزة من جيوش الصهاينة، وهم الذين كسروا شوكة شارون، وأذلوه، وأجبروه على الانسحاب ونزع مستوطنيه من أرضها، ولا يخاف أهل غزة تهديدات ليبرمان وزير الحرب، فهم يعرفون قدرات جيشه، وقد خبروها في حروب ثلاث، كانت نتائجها صفر لصالح العدو، الذي ترك غزة تتكئ على كتف البحر المتوسط مطمئنة على أمنها رغم حصار الجيش الصهيوني لها.
الذي يخيف أهل غزة هو حصان طروادة، ذلك الحصان الذي وضعه الإغريق على بوابات مدينة طروادة، وتخلوا عنه في لحظة ضعف وهمي، ليكون الخديعة التي دخل من خلالها الإغريق إلى قلب المدينة المحاصرة لأكثر من عشر سنوات، لينقضوا بجنودهم على أهلها الصامدين، فقتلوا رجالها، وهتكوا عرض نسائها، لتظل طروادة عبرة لكل مخدوع على مر الزمان.
شروط المصالحة التي يفرضها محمود عباس على أهل غزة، والتي تقوم على تصفية (المليشيات،) ويقصد كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب أبو علي مصطفى وغيرها، ونزع سلاح المقاومة، هذه الشروط بمثابة حصان طروادة الذي يخيف أهل غزة أكثر من الجيش الصهيوني المدجج بالسلاح النووي، لذلك فإن أهل غزة العاشقين للوحدة الوطنية، يرفضون أي مقترح للمصالحة يدنس بحروفه السلاح الذي تصدى لجيش شارون وليبرمان وباراك.
أهل غزة يعشقون الوحدة الوطنية والإسلامية القائمة على الشراكة السياسية، ويرفضون أي مصالحة تقوم على فرض شخص واحد منطقه على بقية التنظيمات، من هنا جاء ترحيب أهل غزة وكل فلسطين بمقترح الامين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، والذي مثل السكين التي ستقطع رأس حصان طروادة، وتفتح الأفق لمصالحة وطنية تقوم على الشراكة السياسية، ولا تقوم على سياسة أنا ربكم الأعلى فأطيعون.
صلب المقترح الذي قدمه زياد النخالة في خمس نقاط يدعو إلى استكمال عقد اجتماعات اللجنة التحضرية في القاهرة، تلك اللجنة التي عقدت آخر اجتماعاتها في بيروت شهر يناير 2017،
وشارك فيها كل ألوان الطيف الفلسطيني، وتوافق بالإجماع على تشكيل حكومة وحدة وطنية في زمن معلوم، يسبق الانتخابات العامة، كأساس لتصفية الانقسام، وتحقيق المصالحة الوطنية.
مقترح زياد النخالة يؤكد أن شراكة حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي في أعلى المستويات القيادية لمنظمة التحرير، وبالقدر الذي تمثلانه على أرض الواقع، هو نهاية الانقسام، ودون ذلك، فأي حديث عن المصالحة مع التفرد بالقرار السياسي هي أقرب إلى الوهم.
ملاحظة:
بعد موافقة الأمم المتحدة ومعها الرباعية الدولية، استعدت دولة قطر أن تدفع مبلغ 60 مليون لصالح تحسين الكهرباء في غزة، لمدة ستة أشهر، وقد تسلمت إسرائيل المبلغ، ولكن شركة "باز" الإسرائيلية للنقل لم تتجرأ على نقل الوقود إلى محطة توليد الكهرباء في غزة، والسبب، تهديد محمود عباس لشركة "باز" بإلغاء عقود النقل معها، وتحويلها إلى شركة "دور" الإسرائيلية!
قطع الكهرباء عن أهل غزة عقاب جماعي يضر بسكان غزة كلهم، بما فيهم بحركة حماس.
فهل في صالح القضية الفلسطينية تدمير أهل غزة، وكسر شوكتهم وتقويض صمودهم؟
وهل صار محمود عباس حصان طروادة الذي سيدخل من خلاله جيش ليبرمان إلى مدن غزة، مثلما يدخل جيش أرغومان إلى مدن الضفة الغربية، يذبح رجالها، ويهتك حرمة نسائها، وينسف بيوتها، ويسبي أطفالها، ليصنع منهم حراس أمن أغبياء للمستوطنات اليهودية؟