فلسطين أون لاين

​فقدت 21 شهيدًا دفعةً واحدة..

عائلة "النجار" تتحدى الاحتلال بـ"مسيرة العودة"

...
تصوير / أحمد المصري
خانيونس - أحمد المصري

تعصف في ذهن المواطن إبراهيم النجار (55 عاماً) حوادث دامية وأليمة جرت بالقرب من السياج الفاصل ما بين بلدة خزاعة جنوب قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، وذلك برؤيته أثناء مشاركته في "مسيرة العودة وكسر الحصار" وفعالياتها، قنص جنود الاحتلال الإسرائيلي للشبان والشابات والأطفال بالرصاص، ونقلهم للمستشفيات مضرجين بدمائهم.

ويصف النجار جنود الاحتلال بأنهم عطشى دومًا للدماء والقتل والتلذذ في البطش بالمتظاهرين السلميين المشاركين بمسيرة العودة، بقوة السلاح، رغم سلمية المسيرة الواضحة، وعدم تشكيل أي من المشاركين فيها خطرًا حقيقيٍّا على الجنود.

ورغم المشاهد الصعبة العالقة في ذهن المواطن النجار، وبطش الاحتلال المتكرر، إلا أنها لم تقف حائلًا عن مشاركته وأفراد أسرته في مسيرة العودة منذ انطلاقها في 30 مارس/ آذار الماضي.

وعلى عتبة كل يوم جمعة، وعبر الدراجة النارية "التوكتوك"، يصل النجار وزوجته وأبناؤه وبناته لمخيم العودة، مشاركين جميعهم في نشاط وفعاليات مواجهة الاحتلال، بعد وصولهم إلى أقرب نقاط التماس.

ويُعد النجار مسيرة العودة، نبراسَ أملٍ حقيقي للعودة إلى بلدته المحتلة عام 1948 "سلمى"، ونقطة تحوّل نحو كسر الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على قطاع غزة منذ نحو 12 عاماً.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "مسيرات العودة مسيرات وطنية بامتياز، همّها الوطن والعودة، وهي غير محسوبة لفصيل أكثر من كونها محسوبة على الشعب الفلسطيني كله، ولا أتورع عن المشاركة الدائمة فيها ودون انقطاع".

ويرى أن المسيرات أعادت الأمل فعليا لتحقيق الأهداف الوطنية، ويضيف: "ليت مسيرة العودة بدأت منذ زمن طويل، وقبل سنوات، لظفرنا بحل لقضيتنا وحصارنا الخانق الذي لم يترك شيئا إلا وأثّر عليه سلباً".

كما يرى النجار أنّ مشاغلة المسيرة للاحتلال واستنزافها الدائم له، جعلته يبحث عن مخرج، وطرح العروض على الفصائل الفلسطينية لوقف هذه الحالة التي لم يكن يتوقعها.

ولا يبدي النجار أي خشية أو خوف من إمكانية استهدافه أو أي من أفراد أسرته من جنود الاحتلال، قائلاً: "ما كتبه الله لنا سنراه، ولا يمكن أن نتزحزح عن المشاركة في مسيرة العودة".

ولفت إلى أن الاحتلال سبق وأن جرب ما هو أكثر من حالة البطش التي يستخدمها في مسيرة العودة، وذلك خلال عدوانه المتكرر على قطاع غزة، ملقياً الصواريخ الفتاكة على رؤوس الناس وهم نيام، إلا أن ذلك كله لم يُخضع الفلسطينيين للاستسلام بل ثاروا من جديد.

واستشهد في عدوان الاحتلال على قطاع غزة عام 2014م، (21) فردًا من عائلة شقيق النجار دفعةً واحدة، بعد إلقاء طائرة إسرائيلية قنبلة مدمرة على بيته، أثناء تناولهم طعام السحور في شهر رمضان.

وتقول "ريهام" ابنة المواطن النجار: "لو كنا نخاف لخفنا منذ وقت طويل، وارتدعنا مما جرى، لكننا مستمرون في مسيرة العودة حتى العودة إلى أرضنا المحتلة والسكن في بلدة سلمى المغتصبة من المستوطنين".