فلسطين أون لاين

​جرحى مسيرات العودة.. إصرار على حقهم في أرضهم المحتلة

...
أحد جرحى مسيرة العودة (أ ف ب)
غزة - يحيى اليعقوبي

على عكازين تصر الخمسينية عطاف وادي على تقدم صفوف المتظاهرين في مسيرات العودة وكسر الحصار شرقي مدينة غزة، تأكيدًا على حقها بالعودة إلى بلدتها الأصلية "بيت دراس" في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.

ما بين الأمس واليوم اختلفت الحال بالنسبة لـ"وادي"، بعد إصابتها برصاص الاحتلال، لكن إصرارها وإرادتها لم يتغيرا. تتوشح بالكوفية وترفع علم فلسطين على السلك الفاصل شرقي القطاع.

وتتنقل "وادي" بين صفوف المتظاهرين بقدمها المصابة، فهي لم تتخلف جمعة واحدة عن المشاركة بمسيرات العودة. "حب وطني أغلى من قدمي" هذا الوقود يدفعها لمواصلة المشاركة، قائلة: "حقنا العيش بكرامة كباقي العالم، لذا نشارك بالمسيرات لتأكيد حقنا في العودة، رغم كل المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية".

ولطالما أبدت "وادي" شجاعة كبيرة، تقدمت في إحدى المرات تحمل علم فلسطين كما تحمل همَّ العودة إلى "بيت دراس"، وقد أبهرت الجميع بشجاعتها، حيث تجاوزت صفوف المحتشدين شرق مدينة غزة، حتى أصبحت المسافة بينها وبين السلك الفاصل مع الاحتلال لا تزيد على أربعة أمتار وباتت في مرمى قناصة الاحتلال.

"يا حجة تعالي ارجعي".. لم تأبه "وادي" لنداءات الشباب وهي تركض حاملة العلم الفلسطيني وتردد بصوت عالٍ "هذي أرضي بدي أدخلها"، لتغرس العلم أمام أعين جنود الاحتلال.

ولم يختلف كثيرًا ما فعله المصاب محمد فوجو الذي جاء من محافظة رفح جنوب القطاع للمراجعة الطبية بمستشفى الشفاء الطبي في مدينة غزة، للحصول على حقنات وأدوية طبية، لكنه غادر المشفى منطلقا نحو مسيرة العودة شرقي القطاع.

يرسم "فوجو" لوحة واضحة صادقة على وجهه، بدت علامات الإصرار والعزيمة كبيرة، كانت قدمه اليمنى المصابة وملابسه مليئة بالغبار، "كنت بدافع عن أرضي وعن المسجد الأقصى، اليهود ليس لهم حق فيه" بصعوبة أخرج تلك الكلمات التي تدلل على حب كبير يعيش في قلبه تجاه وطنه وأرضه.

أحمد البسوس أصيب بمسيرات العودة في الرابع عشر من أيار/ مايو الماضي، مر برحلة علاجية صعبة، رفض الاحتلال إدخاله للعلاج في الضفة الغربية المحتلة لإجراء عمليات لقدمه إثر الرصاصة التي سببت له قطعا في الشريان الرئيس للقدم.

لم تمنع الإصابة الشاب البسوس من التقدم نحو السياج الفاصل، ومشاركة الشباب في إشعال الإطارات وقص السلك ورمي الحجارة على جنود الاحتلال، يقول: إن "الإصابة لا يمكنها منعه عن تلبية نداء الوطن".

لكن أصعب المواقف التي يواجهها هذا الشباب كحال غيره من المصابين، أن حرمته الإصابة من الركض ولعب كرة القدم وقيادة الدراجة النارية والسير بشكل طبيعي، ومع ذلك يوجه رسالة للاحتلال: "مهما أطلقوا النار علينا وحاصرونا سنبقى صامدين".

أربع إصابات لم تثنِ رامي طه عن المشاركة في مسيرات العودة، لم تحبط عزيمته، ولم تقتل إرادته، أصيب رامي عام 2014 بشظايا صاروخ إسرائيلي، وعام 2017م بالرصاص شرق غزة، وفي 10 آب/ أغسطس برصاصتين بقدم واحدة إحداهما أصابت ركبته والثانية أسفل القدم.

كانت قدم "طه" على وشك البتر، حيث أجرى عمليات عدة بغزة ومصر، أدى ذلك لتحسن وضعه الصحي، يقول: إنه لم ينقطع عن المشاركة بمسيرات العودة، وكذلك في التظاهرات الجديدة بنقطة "زيكيم"، وحاجز بيت حانون "إيرز" شمال القطاع، مردفا: "ليس للاحتلال عندنا أي شيء لذلك لن نتراجع إلا عند تحقيق مطالبنا بكسر الحصار والعودة لبلادنا".