فلسطين أون لاين

هويدي: عدم توفير مستلزمات اللاجئين يعرِّضهم "للموت المحتم"

​المزيد من الأخطار تحدق بفلسطينيي سوريا

...
صورة أرشيفية للاجئين فلسطينيين في سوريا
بيروت / غزة - نبيل سنونو

كأنَّ اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بحاجة إلى المزيد من العناء حتى تتفاقم أزمة المياه لدرجة يتعرضون عندها إلى خطر الموت المحتم، كما يؤكد مراقبون، في ظل التحديات المتلاحقة التي يواجهونها يوميًّا وليس آخرها النزوح والصواريخ والبراميل المتفجرة.

هي سوريا التي تشهد صراعًا داميًا لا ناقة فيه للاجئين الفلسطينيين ولا جمل، لكنهم يتحملون تداعياته رغمًا عنهم، بحكم تواجدهم كضيوف هناك، ريثما يتمكنون من العودة إلى ديارهم في فلسطين المحتلة.

ودقت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، أول من أمس، ناقوس الخطر محذرة من أن آلاف اللاجئين الفلسطينيين يعيشون معاناة كبيرة ومتفاقمة جراء قطع الماء عن العاصمة دمشق ومناطق في محيطها، مشيرة إلى أن السكان هناك يفتقرون لمياه الشرب منذ أكثر من 20 يومًا بعد توقف نبعي بردى وعين الفيجة اللذين يخدمان ملايين السكان.

ويوضح المدير العام للهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدي، أن اللاجئين يواجهون صعوبات كبيرة جدًا في تأمين أدنى المستلزمات التي يفترض أن يحصل عليها كل إنسان، مثل المياه والمواد الطبية والإغاثية، مع "عدم السماح لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا بدخول المخيمات الفلسطينية لتقديم المساعدات لاسيما في مخيم اليرموك".

وفي ظل هذا الوضع الإنساني غير الطبيعي، يؤكد هويدي لصحيفة "فلسطين" ارتفاع عدد المصابين بأمراض مختلفة داخل مخيمات اللاجئين، واصفًا ذلك بأنه "مأزق كبير".

ويشير إلى أن المياه في السابق لم تكن متوفرة بنسبة كبيرة، "فما بالنا اليوم؟"، مضيفًا: "هذا النقص في مياه الشرب ومياه الاستخدام المنزلي ينذر بمزيد من المشاكل الصحية والاجتماعية وبالتالي يهدد حياة الناس بخطر محدق إذا لم تتوفر مستلزماتهم، خاصة إذا علمنا أن بينهم سلسلة كبيرة جدًا من الأطفال والنساء وكبار السن".

ويؤكد هويدي أن هؤلاء "هم بأمس الحاجة لهذه المساعدات، وفي حال لم تتوفر هذه المساعدات الضرورية والملحة حتمًا سيواجهون الموت المحتم".

ويلفت إلى أنه، حتى الفلسطينيين الذين اضطروا للخروج من مخيم اليرموك نتيجة أعمال القصف واستهداف المخيم، الآن باتوا يعانون من مشكلة إضافية تتمثل في انقطاع المياه عنهم، بالتالي هم في أمسِّ الحاجة لتدخل "أونروا" وتأمين ما يلزم من احتياجاتهم على اعتبار أن وكالة الغوث هي المسؤولة المباشرة عن هؤلاء الفلسطينيين وعن معاناتهم، سواء على مستوى توفير المياه النقية أو بقية الخدمات.

ويشدد على أن النظام السوري أيضًا "مطالب بتسهيل عمل هذه المنظمة الدولية (أونروا) لتقديم ما يلزم من مساعدات عاجلة لهؤلاء الفلسطينيين الذين ازدادت مشكلتهم بشكل أكبر مع انقطاع المياه".

وينوه هويدي إلى الأوضاع التي تشهدها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، مبينًا أن مخيم حندرات الواقع شمال حلب، خال حاليًا من السكان وغير مسموح أن يعود اللاجئون الفلسطينيون إليه، وينطبق هذا الحال على مخيم سبينة في ريف دمشق.

ويضيف فيما يتعلق بمخيم خان الشيح، أنه يضم حاليًا فقط 10 آلاف لاجئ فلسطيني من أصل 30 ألفًا كانوا يسكنون فيه، بينما مخيم درعا تم تدمير 70% من مبانيه ونسبة كبيرة من سكانه غادروه نتيجة الاستهداف.

"يعانون الأمرَّيْن"

بينما مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، والكلام لا يزال لهويدي، يتواجد فيه حاليًا ما يتراوح بين أربعة وخمسة آلاف لاجئ فلسطيني، يعانون الأمرين من انقطاع الكهرباء منذ أكثر من ثلاث سنوات، بالإضافة إلى الدمار الكبير جدًا داخل المخيم، والمعاناة على مستوى عدم توفير الاحتياجات الإنسانية بشكل عام، سواء المواد الطبية أو الإغاثية والأهم من ذلك عدم دخول "أونروا" للمخيم بشكل دائم لتقديم ما يلزم.

وبشأن مخيم خان الشيح في ريف دمشق، يوضح أنه كان يسكن هذا المخيم حوالي 30 ألف لاجئ بينما تقلص هذا العدد إلى 10 آلاف، ومن حين إلى آخر يواجه كما بقية المخيمات معاناة اقتصادية وإنسانية.

وقبل بدء الأزمة السورية، كانت إحصائيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، تشير إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، يبلغ نحو 560 ألفًا، لكن يدور الحديث عن هجرة 80 ألفًا منهم إلى أوروبا، وحوالي 17 ألفًا إلى الأردن، ونحو 30 ألفًا إلى لبنان، و1000 في غزة، إضافة إلى قرابة ستة آلاف في مصر.

من جهته، ينبه الباحث في شؤون اللاجئين حسام أحمد، إلى أن مخيم اليرموك للاجئين محاصر منذ مدة، وأن ما يجري على الشعب السوري من تهديد لحياته، يجري على هذا المخيم.

ويواصل جيش النظام السوري والمجموعات الموالية له حصار "اليرموك" لليوم الـ1311 على التوالي، وقطع الكهرباء منذ أكثر من 1369 يومًا، والماء لـ827 يومًا على التوالي.

ويوضح أحمد، لصحيفة "فلسطين"، أن تخفيف المعاناة عن اللاجئين الفلسطينيين هي بالأساس مسؤولية الأمم المتحدة، وبالذات "أونروا" "لأنها وجدت بالأساس من أجل حماية وتوفير سبل العيش الكريم للاجئين لحين عودتهم" إلى ديارهم في فلسطين.

لكنه يتمم: "أونروا كما هو معروف تتخلى عن مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين وحتى منظمة الأمم المتحدة هي ضعيفة أمام هذه الأنظمة السياسية المتجذرة والتي تنتهك حقوق الإنسان، ولا تفعل لها شيئًا".