هنالك مؤامرة إسرائيلية تهدف إلى تصفية الرئيس عباس كما استُهدف الرئيس عرفات! هذا ما أعلنته جماعة محمود عباس قبل سبع سنوات، وهي تحذر من العواقب الوخيمة. ذلك التحذير أوجب عليّ الرد في حينه بمقال تحت عنوان: أطمئنكم على رئيسكم. قلت فيه:
لو توقف الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية تماماً، ولو تعرضت حياة المستوطنين للخطر، وباتوا يرتعبون من البقاء، لو حدث ذلك، لتوجب الخوف على حياة السيد محمود عباس!
ولو أطلقت النار على الجنود الإسرائيليين، وسال دمهم في اشتباكات مسلحة مع رجال المقاومة، وأمسوا يعيشون في قلق وهم يتجولون في طرق الضفة الغربية، لو حدث ذلك، لتوجب الخوف على حياة الرئيس،
لو انفجر الوضع في القدس، وبات التوسع الاستيطاني فيها مزلزلاً لوجود اليهود في المنطقة ككل، لو حدث ذلك، لتوجب على الفلسطينيين الخوف على حياة رئيسهم، وتوجب عليهم توخي الحذر من الغدر اليهودي، وأخذ تصريحات وزير الخارجية "أفيغدور ليبرمان" ضد السيد عباس على محمل الجد.
إن الذي يحدث على الأرض الفلسطينية هو عكس ما يتمناه الفلسطينيون، وإن الحياة اليومية في الأراضي المحتلة لتمشي وفق الأماني اليهودية، فما هي مبررات خوفكم على حياة رئيسكم محمود عباس؟ وما مبررات قلق السيد صائب عريقات، وتصريحه بأن أقوال "ليبرمان" هي بمثابة تحريض على قتل عباس؟! وما مبررات شكوى مندوب فلسطين في الأمم المتحدة إلى أمينها العام، وتصعيد الموضوع إعلامياً إلى حد السيولة في التصريحات المتشددة، في حين يجري الإمساك الشديد عن الفعل الميداني الرشيد.
تمنيت أن يغضب بعض المسؤولين الفلسطينيين من التسريبات اليهودية عن لقاء السيد عباس مع شمعون بيرس، واتهام اليهود لرئيسهم بأنه تآمر معهم على حياة ياسر عرفات! إن هذا الاتهام أجدر بالتعليق والانتباه والمتابعة، بل ورفع قضية في الأمم المتحدة ضد الإسرائيليين الذين يشوهون سيرة رئيسنا، ويتهمونه بالتعامل معهم، وخيانة رفيق دربه، ولا سيما بعد أن نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" رسالة تتضمن محضر جلسة سرية عقدت بين "شمعون بيرس" و "عباس" من وراء ظهر الرئيس الراحل "ياسر عرفات"، وتشير الرسالة إلى أن "عباس" حذر "شمعون بيرس" قائلاً: "إذا انكشف أمر اللقاء سأكون في عداد الأموات". وينبغي أن تتوقف (إسرائيل) عن الثناء عليّ في وسائل الإعلام، بمعنى آخر: تعمدوا مهاجمتي في وسائل الإعلام، وهددوني بالتصفية والقتل، واعتدوا عليّ بالكلام الجارح، كي أبدو بطلاً في عين قومي.
أطمئنكم على حياة رئيسكم، فهو بخير، وسيظل بخير، ولن يمسه الضر من اليهود، فهو الذي هندس اتفاقية أوسلو، وهو الذي لما يزل يرى المفاوضات طريقاً لحل الصراع العربي الإسرائيلي، أطمئنكم على حياة رئيسكم، واشكروا الله كثيراً لأن غضب اليهود وحقدهم وغدرهم وتآمرهم ينصب توسعاً استيطانياً على الأرض، واعتقالاً لشباب الضفة الغربية، وخنقاً لقطاع غزة، ولا يقترب من حياة الرئيس!.
ويبقى السؤال:
هل تغير شيء لصالح فلسطين منذ تلك الدعاية الرخيصة للرئيس سنة 2011 وحتى يومنا هذا؟
أما آن لأولئك الدجالين أن يلتفتوا للوطن فلسطين ولو قليلاً، ويكفوا عن ضخ الأوكسجين الملوث في رئتين استوطن فيهما الوهم والوهن.