فلسطين أون لاين

​أفرزته اتفاقية "أوسلو" وحوّلته إلى أمر واقع

"الكونتينر".. حاجز إسرائيلي يفصل شمال الضفة عن جنوبها

...
صورة أرشيفية
بيت لحم – غزة/ خضر عبد العال:

يعدّ حاجز وادي النار أو "الكونتينر" الواقع بين منطقتي أبو ديس شرق القدس والعبيدية شمال شرق بيت لحم، أخطر الحواجز التابعة لسلطات الاحتلال بالنسبة للفلسطينيين، لأنه يفصل بين شمال الضفة الغربية عن جنوبها.

وتعود تسمية "الكونتينر" إلى التسعينيات، حين جاءت اتفاقية أوسلو ونصت على أن هذا المكان "سيادة الفلسطينيين" على أرضهم، وحينها تم عزل مدينة القدس وأصبح طريق اعتبرته السلطة الفلسطينية أنه مؤقت وما زال إلى الآن، هو شارع شقته الجرافات في رمال وصخور وادي النار الواقع بين منطقتي أبو ديس والعبيدية.

وفي السياق، قال المواطن محمود عابد (40 عاماً)، من بيت لحم: "إن الكونتينر كان عبارة عن بقالة صغيرة في غرفة حديدية على رأس وادي النار من جهة أبو ديس، وعندما أصبح الاحتلال ينصب حاجزًا عسكريًّا قرب تلك البقالة، تداول الناس المعلومة من أجل أخذ الحيطة والحذر بأن هناك حاجزًا قرب الكونتينر".

وتابع: "مع تقدم السنوات تم تعبيد الشارع الذي هو عبارة عن منعطف خطير، ولم تكن تتوفر فيه وسائل حماية حديدية لصد المركبات المنزلقة، فأجبر الاحتلال صاحب البقالة في ما كان يعرف الكونتينر على المغادرة".

ولا يزال مصطلح "الكونتينر" متداولا بين المواطنين المارين للشارع الذي أصبح بفعل "سياسة أوسلو" الممر الوحيد الواصل بين جنوب الضفة الغربية وشمالها.

من جانبه، قال الناشط في شؤون الاستيطان أحمد جرادات: "هذا الحاجز هو المعبر الوحيد الذي يربط بين شمال الضفة وجنوبها (بيت لحم والخليل) والتي تمثل حوالي40% من سكان الضفة".

وأكد خلال حديثه مع فلسطين على خطورة هذا الحاجز كونه الطريق الوحيد الذي يوصل بين شقي الضفة الغربية، بقوله: "تكمن خطورة هذا الحاجز في عدم وجود طريق غيره يوصل بين مدن شمال الضفة وجنوبها، وبالتالي في حين يتم إغلاقه من الاحتلال فذلك يعني فصلا كاملا بين مدن الضفة".

وأضاف: "لا يوجد بديل آخر على الإطلاق، عدا عن كونه طريقا صحراويا متعرج وخطير جدا، وكثيرا ما تحدث فيه حوادث سير خصوصا في فصل الشتاء".

وعد جرادات هذا الحاجز بمثابة معبر بين دولتين، حيث لا يوجد بديل للتنقل بين مدن جنوب وشمال الضفة غيره.

وحول تأثيرات هذا الحاجز، قال: "يغلق الاحتلال الحاجز لساعات طويلة خصوصا في الفترة الصباحية، وبالتالي فهو ذو تأثيرات مدمرة على الفلسطينيين اقتصاديا وسياسيا وتعليمًا وطبيا، فهو يؤثر على حركة الشاحنات التجارية، المواطنين، الطلاب، المرضى".

وأوضح جرادات أن الفلسطينيين كانوا يعبرون من خلال طريق القدس قبل تشييد هذا الشارع، لأن سلطات الاحتلال كانت ملزمة تجاه الشعب الواقع تحت الاحتلال وفق اتفاقيات جنيف الرابعة، وبعد تشييده تم إغلاق طريق القدس.

وحول سؤال ماذا قدمت السلطة الفلسطينية من حلول تجاه هذه العقبة؟ أجاب جرادات: "لا تستطيع السلطة ايجاد حل لهذا الحاجز، بسبب أنه واقع في منطقة (ج) التي تسيطر عليها سلطات الاحتلال".

وأشار إلى أنه تم تقديم آلاف الشكاوى إلى الجهات الحقوقية من أجل إزالة هذا الحاجز لأنه يشكل عقبة كبيرة أمام حركة المواطنين، دون تلقي أية ردود.