فلسطين أون لاين

​بدموع الأمهات والشقيقات..قطاع غزة يودّع الشهداء الـ(7)

...
صورة من وداع الشهداء أمس
غزة/ يحيى اليعقوبي:

بالدموع والزغاريد ودعاء الأمهات والشقيقات المكلومات، ودّع قطاع غزة، أمس، سبعة أقمار من شهداء جمعة انتفاضة الأقصى، في مشهد جنائزي مهيب حطّ فيه الحزن والغضب على قلوب المشاركين.

وانطلقت مواكب التشييع في محافظات خانيونس، والبريج، وغزة بمشاركة عشرات الآلاف بعد أداء صلاة الجنازة على الشهداء السبعة الذين أعدمهم الاحتلال خلال مشاركتهم في الجمعة الـ27 للحراك السلمي لكسر الحصار عن قطاع غزة.

ورفع المشاركون العلم الفلسطيني، ورايات الفصائل، فيما انتشرت النسوة على جانبي الطريق وأسطح المنازل يزففن مواكب الشهداء المهيبة بالورود والزغاريد في لحظة غضب توجت بالصمت.

الحضن الأخير، هو عنوان وداع الشهيد محمد انشاصي (24 عامًا) من محافظة خانيونس، قبل يوم من استشهاده كان يبتسم أمام شقيقته الصغيرة، لكنه اليوم جاءها محمولاً تناظره عن قرب وتتفحص ملامحه للمرة الأخيرة، احتضنته طويلًا ويكأنه العائد من سفر طويل.

وعلى مقربة منه شيعت عبسان الكبيرة الطفل المسعف الصغير ناصر مصبح (12 عامًا)، كان المشهد هناك لا يوصف فلا تسمع إلى كلمات أُم تحاول أن تُمني نفسها بأن ناصر ما زال حيًا، تجتهد في إيقاظه للذهاب إلى المدرسة والتركيز في اختبار الإملاء واعدة إياه بمكافأة تسرُّه، أما من حولها فلا يسمع منهم إلا نحيب بكاء يكاد يقطع أنفاسهم.

أما في وسط قطاع غزة حيث مخيم البريج، فكان وداع الطفل محمد الحوم (14 عامًا)، والشاب محمد أشرف العواودة (24 عامًا) مؤلمًا، يرتسم الغضب والألم على وجوه المشيعين، فيما كانت الدموع وحدها تروي صدمة عائلتيهما بخبر استشهادهما.

مدينة غزة كانت هي الأخرى على موعد مع الوجع، حيث شيّعت ثلاثة شبان هم، محمد وليد هنية (24 عامًا)، ومحمد بسام شخصة (24 عامًا)، وإياد خليل الشاعر (20 عامًا)، المشهد الوحيد في تلك الجنازات كان الغضب والمطالبة بالرد ووضع حد لتغول الاحتلال على المتظاهرين السلميين.

ويصف أحمد الزرد وهو أحد المشاركين في موكب التشييع"، قتل الاحتلال سبعة مدنيين على السياج الأمني العازل بـ"الفاجعة"، قائلا: "هم خرجوا سلميين متوجهين نحو الحدود الشرقية لإيصال رسالة للعالم تطالب بفك الحصار، ومن حقنا بالعيش بكرامة كباقي دول العالم وأننا نريد وقوفهم معنا".

تساءل بحرقة: "كل الشهداء قنصوا بالرأس، ما الخطر الذي شكلوه على جيش الاحتلال المدجج بالسلاح؟!".

فيما قال الشاب مصطفى كساب: "نحزن على كل قطرة دم تسقط سواء من قريب أو صديق أو أي فلسطيني كان، لكن لا نستطيع فعل شيء سوى دعمه والمشاركة في تشييع جنازته والسير على دربه والوفاء له، نحن شعب كتب عليه المقاومة".

ويرى كساب الذي شارك في تشييع الشهيد محمد شخصة أن الالتفاف الجماهيري الكبير في تشييع جثامين الشهداء، يدلل على أمر واحد، "أنه مهما انقسم الفلسطينيون سياسيًّا ولم يتوافقوا على برنامج وطني، فإن الدم الفلسطيني والشهداء يوحدونهم"، مضيفًا: "أفضل رد على هذه الجريمة الإسرائيلية هي الاستمرار بمسيرات العودة لإجبار الاحتلال على تلبية المطالب بفك الحصار".

وبدت علامات الغضب واضحة على الشاب أحمد، قائلًا: "ما حدث صدمة ليست بسيطة، كنا نقف مع الشهداء خلال المسيرات وفي لحظة خطفت روحه، دون أن يشكل خطرًا على قوات الاحتلال".

ويضيف أحمد مشيرًا بيده إلى حجم المشاركين الكبير: "هذه الجموع التي تشيع الشهداء توصل رسالة تؤكد التفاف الناس حول المقاومة، لكن لا بد من الرد، بقاعدة "الدم بالدم" لأن الاحتلال يقتل المدنيين ويجب وضع حد له".

في حين قال الشاب شادي منصور: "لن يهدأ الغضب الجماهيري حتى تحقيق مطالبنا، وسقوط الدماء سيزيد إصرارنا".

ومثلت جريمة قتل الاحتلال سبعة مواطنين بالنسبة لباسل إسماعيل "فاجعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، تدلل على عنجهية وإجرام جيش الاحتلال، وأن على العالم أن يقف مع الشعب الفلسطيني ويرفع الظلم والحصار عنه"، مطالبًا بوضع حدٍّ لجرائم الاحتلال وبإنجاز الوحدة الفلسطينية.