استضاف مركز العودة الفلسطيني، المقرر الخاص لحقوق الإنسان للأراضي الفلسطينية المحتلة مايكل لينك، لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، وذلك ضمن ندوة خاصة عقدها المركز داخل قصر الأمم المتحدة بجنيف على هامش الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان.
وناقشت الندوة الأوضاع الميدانية التي آلت إليها أحوال الفلسطينيين في ظل استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة للمطالبة بحق العودة، وتشديد وطأة الحصار الإسرائيلي وفرض مزيد من القيود على الخدمات الصحية والتعليمية والمعيشية خاصة مع قطع التمويل الأمريكي عن وكالة "أونروا".
وأطلع "لينك" في اتصال عبر الفيديو كونفرنس، الحضور على المعطيات التي رصدها لجهة الواقع الاجتماعي والاقتصادي في غزة، محذرا من تداعيات خطيرة على غزة.
وشدد على أن غزة هي القضية الأكثر إلحاحًا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث توضح المؤشرات الإحصائية أن ما يزيد عن 60٪ من الشباب يعانون من البطالة في حين أن النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار مع فقدان نحو 40٪ من الأدوية، فضلًا عن وتيرة التراجع التي يمر بها اقتصاد غزة مع تشديد الحصار.
وأكد على ضرورة الاهتمام بمخرجات لجنة التحقيق التي أنشئت حديثًا، والتي من المقرر أن تنشر تقريرها عن ملابسات مسيرة العودة الكبرى سعيًا إلى تكريس إجراءات المساءلة الفعالة للمجتمع الدولي.
وقال لينك إن على الدول الأعضاء الالتزام بسد الفجوة المالية التي خلفتها الولايات المتحدة والوفاء بمسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.
من جهتها، ركزت الباحثة القانونية غادة الريان على التحديات المستقبلية التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون في ضوء قرار الإدارة الأمريكية بوقف تمويل "أونروا" بصفتها أكبر مانح منفرد تغطي تبرعاته أكثر من 30٪ من ميزانية الوكالة.
وأشارت الريان إلى أن الإعلان مؤخرا عن أن المئات من موظفي "أونروا" في غزة سيصبحون "زائدين عن الحاجة" أو أن "رواتبهم ستتأثر بشكل كبير" مؤشر يحمل في طياته نذير خطر كبير يحيق بالفلسطينيين والمنطقة، خاصة وأن أكثر من 90٪ من موظفي "أونروا" في المنطقة هم فلسطينيون.
وتأتي هذه الندوة في ختام سلسلة فعاليات عقدها المركز خلال الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان، والتي تستمر حتى الثامن والعشرين من سبتمبر الجاري.
يذكر أن مركز العودة يشارك بصفة دورية في اجتماعات الأمم المتحدة في جنيف ونيويورك بصفته منظمة ذات عضوية استشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة منذ العام 2015م.