قال رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في العاصمة الأردنية د. جواد الحمد، إن النضال الدبلوماسي في المؤسسات الدولية وأهمها الأمم المتحدة، ليس بديلاً عن المقاومة لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إشارة إلى توجه رئيس السلطة محمود عباس لإلقاء خطابه المقرر اليوم في مقر الجمعية العامة بنيويورك.
وأكد الحمد لصحيفة "فلسطين"، أنَّ المقاومة والانتفاضة خيار الشعب الفلسطيني الإستراتيجي لدحر الاحتلال، عادًّا الخيارات الدبلوماسية الأخرى من شأنها أن تدعم وتساند الشعب الفلسطيني وتخفف من الضغوط الدولية، كما أنها تشوش على (إسرائيل) وتكشف حقيقة صورتها أمام العالم.
وأشار إلى أهمية النضال في الأمم المتحدة وتقديم الفلسطينيين بكونهم شعبًا مثل شعوب العالم الأخرى من حقه الحياة، والحفاظ على هذه الصورة لدحض ما تسعى إلى تقديمه "الدعاية الصهيونية" بأننا شعب "غير حضاري ولا يستحق أن يعيش".
لكن الحمد شدد أيضًا على أهمية أن يعبر عباس عن الكل الفلسطيني وقضيته الوطنية، خاصة أن فلسطين دولة معترف بها (غير عضو) في الأمم المتحدة، ولا تقل أهمية مشاركتها في جلسات الأمم عن مشاركة أي دولة أخرى، في وقت يتفق العالم كله أن الأمم المتحدة مكان مهم للتأثير بالرأي العام الدولي، حيث تبث خطابات المتحدثين إلى كل العالم بلغات مختلفة.
ورأى أن الذهاب للأمم المتحدة "فرصة تاريخية ينبغي ألا تفوت في أي سنة من السنوات، خاصة أن نضالات الفلسطينيين الأخيرة في الأمم المتحدة أثبتت نجاحات مثيرة للانتباه، واحدًا منها أن الجمعية العامة للأمم المتحدة رفضت بـ128 صوتًا دخول حماس ضمن القرار الأممي المتعلق بالاشتباكات التي دارت في غزة بين المقاومة والاحتلال في إثر استمرار مسيرات العودة الكبرى، وذات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة رفضت إدانة حركة حماس كحركة إرهابية".
وقال: إن القرار مهم جدًّا، وشكل دعمًا للمقاومة الفلسطينية وحركة حماس والقضية الفلسطينية، منبهًا إلى انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال من لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بعد نضال فلسطيني من أجل إخراج (إسرائيل) من المنظومة الحقوقية.
ويذهب رئيس السلطة مجددًا إلى الأمم المتحدة بعد سنوات من انسداد أفق التسوية مع حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، وامتداد مشاريع التوسع الاستيطاني في القدس والضفة الغربية المحتلتين، واستمرار الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، في وقت تشهد فيه عقوبات عباس بحق غزة رفضًا حادًّا.
وشدد الحمد عل أن القضية بحاجة إلى نضالات على كلِّ الأبعاد، ومنها البعد الدولي، عادًّا أن الأمم المتحدة واحدة من الأدوات المهمة جدًّا التي ينبغي ألا يتركها الفلسطينيون للاحتلال الإسرائيلي، لتأثير هذه المؤسسة الدولية في سياسات الدول، كما تؤثر في مكانة (إسرائيل) الدولية.
ونبّه على أهمية تجنب عباس الخلافات الفلسطينية الداخلية كليًّا في خطابه بالأمم المتحدة إذا كان مدركًا أهمية الموضوع.