فلسطين أون لاين

في التدريس العقاب يهزّ شخصية الطفل

...
صورة أرشيفية
غزة/ نسمة حمتو:

تعاني الكثير من الأمهات من صعوبة كبيرة أثناء تعليم أبنائهن، أو مساعدتهم في حل الواجبات المدرسية، ورغم استخدام بعد الطرق المحببة للأطفال من محفزات أو تشجيع، إلا أن البعض يرفض هذا الأسلوب كذلك، فلا يكون أمام الأم خيار آخر أمام إجبار طفلها على الدراسة سوى استخدام أسلوب العقاب، فما سلبيات استخدام هذا الأسلوب؟

جذبهم للدراسة

الاختصاصي التربوي علي قطناني، أكد أن العنف في عموم استخداماته ليس أسلوباً تربوياً، وعلى هذا الأساس فهو ليس وسيلة من وسائل حث الأبناء على القيام بواجباتهم، لافتاً إلى أن هذا الأسلوب يخلو من عناصر مهمة مثل إقناع الابن أهمية الدراسة.

وأشار إلى أن هذا الأسلوب كذلك يخلو من جذب الأبناء إلى الدراسة وترغيبهم بها بلطف، مبينًا أن هذا الأسلوب قد يسبب نفور الأطفال من الدراسة، وزيادة كرههم لها.

ونبه قطناني إلى أن أسلوب العقاب الذي يستخدمه الآباء لتعليم أبنائهم يخلخل العلاقة بين الكتاب والطالب على المدى البعيد بحيث يصبح الكتاب مصدر إزعاج وألم له.

وأضاف: "قبل البدء بالدراسة لا بد وأن ينتبه الأهل لعناصر مهمة جداً، أولها الإقناع والتعرف على أهمية الدراسة، وتحبيب الأبناء وجذبهم للتعليم بطريقة سليمة، وإقامة علاقة ودية بن الابن والكتاب".

علاقة شرطية

وأكد قطناني أن هذه العناصر أساسية ولا بد من الحرص على تحقيقها أثناء تدريس الأبناء، لافتاً إلى أن استخدام العنف يفقد عملية التدريس هذه العناصر الأساسية.

وأفاد الاختصاصي التربوي أن العنف على مستوى الأسرة يضيّع الأمان الأسري الواجب تحقيقه أثناء الدراسة والتعامل مع الأطفال، محذراً من أن هذا الأسلوب يحول العلاقة بين الوالدين والطفل إلى علاقة شرطية تسلطية.

وبين أن أسلوب العقاب كذلك يعصف بشخصية الابن وجرأته على الإجابة وتحمّل المسؤولية عندها وإن كانت خطأ ومحاولة تصحيحها، موضحاً أن بعض الأطفال الذين يعانون من العنف أثناء الدراسة قد يعانون من أعراض مشابهة لأعراض الشخصية الانسحابية.

رفع المستوى الدراسي

أسلوب العقاب الذي يتبعه الأهالي لتدريس الطفل يقلل من تركيزه، لأنه يترقب من والده الضرب والصفع مع كل خطأ قد يرتكبه، إضافة إلى أن العنف يصبح الأسلوب المتبع له في علاقاته محاولة منه للخروج من ضعفه والتسلط الذي يمارس بحقه، كما أشار قطناني.

وقال: "من المهم في التعامل مع الأبناء، إعطاؤهم فرصتهم في محاولة فهم دروسهم وحفظها ومساعدتهم في ذلك وتقبل أخطائهم، لأنها وإن تكررت سوف تشكل خبرة لديهم في المرات الآتية أثناء دراستهم، كذلك تفهم قدرات الأبناء".

وتابع قوله: "ليس من المطلوب من الأبناء أن تكون معدلاتهم في كل المواد 100 % والابتعاد بهم كل البعد عن المقارنة بزملائهم، يجب على الآباء الانتباه إلى أن المنافسة بين أبنائهم وزملائهم غير صحية".

ومن الواجب أن يهتم الأبناء بالتعاون مع زملائهم بدل التنافس معهم، ولعل البديل المهم عن هذا التنافس هو رسم مستوى عالٍ للابن عن نفسه في ذهنه ليحاول دائمًا الوصول إليه، فإذا ما أخفق الابن في درس ما، ذكّره والداه بالمستوى الذي يتمتع به دائما أثناء دراسته، كما أوضح قطناني.

وشدد على ضرورة بناء الأبناء ورفع مستواهم في طريقة تفكيرهم وتطوير اهتماماتهم وبناء منهجية للحوار والنقاش معهم باستخدام الأساسيات التي تساعد في تفوقهم في دراستهم وتعزيز ثقافتهم العامة.