فلسطين أون لاين

​استعمال برادة الحديد في الزراعة خطأ شائع يجب تجنّبه

...
صورة أرشيفية
إعداد/ م. بتول الجبوري مهندسة زراعية من العراق

من المفاهيم الخاطئة في الزراعة لكن الكثير يتبعها وعلى يقين أنها نافعة هي إضافة برادة الحديد للنبات، من خلالها إضافتها للتربة أو وضع المسامير حول جذوع الأشجار وذلك لتعويض نقص عنصر الحديد.

فمن ناحية علمية لا يمكن للنبات أن يمتص أو يستفيد من إضافة برادة الحديد أو المسامير في التربة، ولكي يستفيد النبات من الحديد يجب أن يكون بصورة يمكن امتصاصها من قبل أنسجة النبات، لذلك يعطى الحديد للنبات بشكل مخلبي (شيلات) كلمة شيلات Chelat أصلها من اللغة اليونانية وتعني المخلب Claw، وبهذه الصيغة يفقد العنصر الغذائي المخلوب خواصه الأيونية مع احتفاظه بالقدرة على الحركة والذوبان وبذلك يكون جاهزاً للامتصاص من قبل النبات.

وتتميز شيلات الحديد بمجموعة من الصفات التي تجعلها قادرة على إمداد النبات بحاجته من الحديد وأهم هذه الصفات صعوبة استبدال أيون الحديد المخلوب بأيون آخر، وأن يعتبر جزيء الشيلات ثابتاً ضد التحلل المائي، وأن لا يتحلل بواسطة الأحياء الدقيقة في التربة، بالإضافة إلى أنه لا يثبت على الجزء الغروي بالتربة بسهولة وسهولة الامتصاص من قبل النبات.

كما يمكنأن يرش على المجموع الخضري باستخدام كبريتات الحديد الذائبة بالماء ورشها على أوراق الأشجار، إلا أن رش الأشجار بالمركبات الحديدية أو بالأسمدة السائلة والتي تحتوي على مجموعة من العناصر الغذائية ومنها عنصر الحديد وهذه الطريقة لم تعطِ نتائج مشجعة للقضاء على حالات النقص الشديد للأسباب الآتية:

1) عدم إمكانية الحصول على تركيز محلول يصحح النقص من جهة ولا يسبب احتراقات للأوراق من جهة ثانية.

2) لا يعود اللون الأخضر الطبيعي لكامل الورقة بعد الرش بل تأخذ الأوراق شكلاً مبرقشاً لعدم إمكانية تغطية كامل الورقة بالمحلول والتحكم بدرجة امتصاصه.

3) تبقى النموّات الحديثة صفراء اللون لذلك لا بد من تكرار الرش عدة مرات خلال الموسم وفي هذا ضياع للجهد والمال.

4) تكرار رش الأسمدة السائلة يضعف مقدرة الجذور ويعمل على ترسيب العناصر الغذائية في أعناق الأوراق.

ما عدا ذلك لا يمكن للنبات أن يمتص الحديد ويستفيد منه، وكذلك لا يمكن امتصاصه من قبل النبات إذا ارتفعت حموضة التربة.