فلسطين أون لاين

​اغتنمه بالذكر والصلاة على النبي

الفراغ وقتٌ ثمينٌ لكسب الحسنات وجلب الرزق

...
غزة/ مريم الشوبكي:

تمر في هذه الحياة أوقات فراغ كثيرة، في البيت أو في المواصلات، أو حتى لحظات الانتظار في عيادة الطبيب، وبات الانشغال في هذه الأوقات باللعب على الهواتف المحمولة أو تصفح مواقع الإنترنت ومنصات التواصل، وتذهب هدرًا دون أخذ الأجر والثواب عليها بالذكر.

اقتناص أوقات الفراغ هذه في العبادات والذكر من أعظم الأعمال التي تقرب العبد إلى ربه، فما السبل والطرق التي يمكن استغلال أوقات الفراغ بها، الداعية عدنان حسان يجيب على هذه الأسئلة وغيرها في سياق التقرير التالي:

عبادات غائبة

وبيّن حسان لـ "فلسطين" أن عبادة ذكر الله من العبادات الغائبة عن كثير من الناس، وهي من العبادات التي يبارك فيها الله، وكثير من الآيات تتدلل على أن ذكر الله من الطاعات الهامة للإنسان، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ"، والشاهد هنا أن الله عظيم ويريد من الإنسان أن يتفرغ لطاعته وذكره.

وأوضح أن سورة العصر هي دليل الاهتداء باستغلال الوقت في العبادات والطاعات وذكر الله، قال تعالى: "وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ".

وأشار حسان إلى أن الإنسان مغبون على فراغه، يقول النبي صل الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ"، أي أن الإنسان لديه في الحياة كثير من الأوقات التي تذهب عبثًا، في المواصلات، والانتظار في العيادات، والإنسان مغبون على فراغه هذا.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم لرجل وهو يعظه: (اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) رواه الحاكم، وذكر أن هذا الحديث يشير إلى أنه على الإنسان استثمار الوقت, وهو من وسائل البركة له.

السبل

ومن آليات وسبل اغتنام الفراغ، أكد حسان أن الإكثار من ذكر الله من أهم وأجل العبادات التي يتقرب بها الانسان لله عز وجل، قائلا في محكم تنزيله: "فاذكروني أذكركم واشكروني ولا تكفرون".

ولفت إلى أن ذكر الله من عظيم اغتنام الوقت وهي أيسر العبادات لا تحتاج إلى طهارة ولا وضوء أو التوجه للقبلة، ولها أجر عظيم، والله يدلل على الوسيلة، قال رسول الله: ( لايزال لسانك رطباً بذكر الله عز وجل)، والحديث دليل على أن اللسان وسيلة من وسائل ذكر الله، وتعطير المجالس والابتعاد عن الغيبة والنميمة به.

وذكر النبي صل الله عليه وسلم، في الحديث الشريف: (سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من عَلّم علماً, أو أجرى نهراً, أو حفر بئراً, أو غرس نخلاً, أو بنى مسجداً, أو ورّث مصحفاً, أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته).

وأوضح حسان أن الشاهد في: "أو ترك ولدا يستغفر له بعد موت"، حيث أن عبادة الاستغفار والتوبة أجرها لا ينقطع وينتفع بها العبد حتى بعد موته.

وشدد على المداومة على العمل الصالح، وألا يمل الإنسان من ذكر ربه ومن فعل الطاعات، كان الصحابة والتابعين ومنهم سعيد ابن مسيب قال: "ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة"، ويدل ذلك على خشوعه في ذكر الله وعبادته.

فوائد الذكر

ولذكر الله فوائد، ذكر حسان منها أن العبد يكسب رضا ربه، وإذا رضي الله عن العبد سيدخل الجنة خالدًا فيها، بالإضافة إلى أنه تكفير عن الذنوب التي قد يرتكبها سواء في الليل والنهار، ومن خلال الاستغفار والذكر والتوبة فإن الله يزيل هذه الذنوب.

ولفت إلى أن ذكر الله يزيل الغم والهم والحزن الذي يتعلق بالقلب في شظف العيش وقلة المال، والحصار الذي يعيشه الفلسطيني في قطاع غزة.

وأشار حسان إلى أنذكر اللهوقراءةالورد الصباحي والمسائي يطرد الشياطين والجن، سواء في البيت أو العمل أو في السيارة، فإن الشياطين لا تكون مع ذكر الله.

وذكر الداعية أن ذكر الله يورث ضوء ووضاءة في وجه المسلم، فإذا كان القلب خاشعًا يكون ذلك جليًّا وواضحًا في وجه هذا الإنسان الذي يستغفر ربه.

وأكد حسان أن ذكر الله مجلب للرزق، قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)، فالاستغفار مجلب للرزق، ويفتح على الإنسان في علمه، ومن أصيب أو ابتلي بمرض عليه بالاستغفار.

وشدد على أن ذكر الله سبيل من سبل النصر والعزة، فإن الله ينصره بقوة إيمانه وعقيدته، وبحسن توكله بالإعداد والاستعداد لمقابلة عدوه.

ونبه حسان إلى أن من أهم الامور أن ذكر الله ينفي عن صاحبه النفاق، والتي تعتبر من الكبائر كالغيبة والنميمة، وسيد الاستغفار في قوله صلى الله عليه وسلمَ: "سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ".

ولفت إلى أن أفضل أوقات ذكر سيد الاستغفار بعد الانتهاء من الصلاة كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم.

حكمه مندوب

وبين أن حكم الاستغفار مندوب، كما قال تعالى: "فاستغروا الله إن الله غفور رحيم"، عندما يكون استغفار في غير معصية، وإذا عمل العبد معصية فإن الاستغفار يدخل في دائرة الوجوب، وقد يصبح الاستغفار مكروها "خلف الجنازات" واستغفار المسلم للكافر.

وذكر أن من العبادات والأعمال التي يغتنمها الإنسان في وقت الفراغ، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من صلى عليه صلاةً صلى الله عليه ألف صلاة, ومن صلى عليه عشراً كانت له نوراً يوم القيامة، ومن صلى عليه ألف صلاةً كاملة كانت له شفيعاً يوم القيامة، ومن صلىّ عليه في كل يوم ألف صلاة لم يعذب في قبره ولو كانت ذنوبه كزبد البحر".

ومن العبادات أيضا، أوضح أن الدعاء له ولغيره من المسلمين، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ؛ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ.

وأكد حسان أنه من أفضل الأعمال أيضا قراءة القران: (فاقرءوا ما تيسر من القرآن)، بل قراءة القران تدبرًا وتفسيرًا، لذلك قال النبي الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)، رواه الترمذي.