استهدفت القوات المسلحة اليمنية، التابعة لجماعة أنصار الله، فجر اليوم الخميس، مدينة (تل أبيب)، وسط فلسطين المحتلة، مخلفة دمارًا كبيرًا، في خطوة تؤكد مواصلة صنعاء دعمها النوعي للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة رغم كل الضغوط، وتشير إلى تحول واضح في معادلة الردع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت جماعة أنصار الله، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت هدفين عسكريين إسرائيليين في (تل أبيب) بصاروخين بالستيين فرط صوتيين نوع "فلسطين2"، مشيرا إلى أن العملية "تأتي انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني وضمن المرحلة الخامسة وفي إطار الرد على العدوان الإسرائيلي على بلدنا.
ونشرت منصات إعلامية صورا قالت إنها لأضرار في منطقة (تل أبيب) الكبرى جراء سقوط شظايا الصواريخ الاعتراضية التي تطلقها القبة الحديدية ولجأ ملايين الإسرائيليين للاحتماء في الملاجئ، وفق متحدث جيش الاحتلالا دانيال هاغاري في بيان مصور.
موقف ثابت
وعلق القيادي في جماعة أنصار الله نصر الدين عامر، في تغريدة عبر منصة "إكس"، أن موقف اليمن مع غزة ثابت ولن يتغير، قائلاً: "العمليات اليمنية المساندة لغزة لن تتوقف، والرد على العدوان الإسرائيلي حتمي بإذن الله".
وأضاف عامر: "لا شيء يمكن أن يدفع بالشعب اليمني إلى ترك غزة وحدها وهي تذبح من الوريد إلى الوريد"، مشددًا على أن "استهداف منشأة مدنية هنا أو هناك قطعا لن يكون له أي تأثير على قدرات اليمن الهجومية التي ستردع كيان العدو الصهيوني".
وكانت وسائل إعلام تابعة لأنصار الله أفادت بسقوط 9 شهداء و3 جرحى جراء غارات إسرائيلية استهدفت بنى تحتية للطاقة في العاصمة صنعاء وموانئ في مدينة الحديدة الساحلية.
أما الخبير العسكري اللبناني خليل نصر الله أوضح في تغريدة على "إكس" أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت مدينة في صنعاء كانت تهدف إلى الضغط على اليمن لوقف دعمها لغزة، لكنه أكد أن هذه الغارات لم تحقّق أهدافها، قائلًا: "مع كل غارة إسرائيلية، يأتي الرد اليمني ليؤكد أن ضرب صنعاء لن يحمي (تل أبيب)".
معادلة ردع
وقال الباحث في الشؤون السياسية والعسكرية عبد الغني الزبيدي: "قبل أن تعود طائرات العدو من صنعاء، كان هناك صاروخان فرط صوتيان قد وصلت إلى (تل أبيب).. إن لم تكن هذه معادلة الردع وتوازن الرعب.. إن لم تكن هذه هي الشجاعة والإباء والصدق والوفاء لإسناد غزة.. فماذا نسميها؟".
وأشاد الكاتب السياسي محمد المقالح بقصف (تل أيبب) قائلاً: "قصف اليمن لـ(تل أبيب) لا يساويه مجد أبدًا.. نعرف أنهم (إسرائيل) أقدر على قصف صنعاء ولكن المجد ان تقصف المكان الذي لا يجروء العالم على قصفة".
أما الكاتب السياسي د. فايز أبو شمالة قال: إن الشعب العربي اليمني ما زال يتحمل مسؤولية الدفاع عن أهل غزة، ويدفع الثمن من دم أبنائه، ومن مؤسساته.. ولن تهزم غزة، ولن يتخلى اليمن عن واجباته الإنسانية والقومية والدينية".
وغرد الصحفي التونسي حسام الهمادي عبر حسابه قائلًا: "استهداف (تل أبيب) لم يعد خطًا أحمر. نتنياهو لن يستطيع إعلان النصر المطلق كما يريد إلا بإخماد جبهة اليمن. لكن اليمن شعب عنيد، ولا يمكن كسره بسهولة. النصر لليمن العزيز ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم".
الأكاديمي اليمني حمود النوفلي كتب: "اليمن يرسل وجبة إفطار لـ(تل أببب): ما زال يمن الأحرار ويمن العروبة مستمرا في دك (تل أبيب) ولم يثنيه عن ذلك ما يجهز له من طعن في الظهر من بعض العرب".
وكان أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، دعا "أنصار الله" إلى تصعيد هجماتها ضد (إسرائيل) لوقف إبادتها الجماعية في قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 14 شهرا.
وقال عبر منصة تلغرام "نبارك الهجوم الصاروخي الذي نفذه أنصار الله باتجاه قلب الكيان الصهيوني (إسرائيل)، ونشيد بوقوفهم الصلب إلى جانب غزة، وندعوهم إلى تصعيد هجماتهم حتى يرضخ الاحتلال ويوقف حرب الإبادة".