فلسطين أون لاين

​غذاؤك بين الخرافة والحقيقة

...
غزة - هدى الدلو

كثيرة هي المعلومات الصحية المتعلقة بالتغذية يعرفها الناس ويتناقلونها فيما بينهم، ولكنها تندرج تحت قائمة الخرافات التي لا أساس لها من الصحة، "فلسطين" تستعرض خلال التقرير التالي معلومات بين الخرافة والحقيقة العلمية.

اختصاصية التغذية مرام بشارة، قالت: "خرافة أن الدّهون المشبعة تسبب أمراض القلب والشرايين، مما دعا البعض لحذف جميع مصادر الدهون المشبعة كليًا من الأغذية، حتى الجيدة منها، وهذه الادعاءات مبالغ فيها وأسِيء تطبيقها، فالدهون المشبعة تلعب دورًا مهمًا في بناء الخلايا، ونقل الفيتامينات الذائبة في الدهون، وبالتالي هي مهمة وضرورية للجسم".

وأضافت: إن "أمراض القلب والشرايين أمراض متعددّة العوامل، ولا تحدث بسبب واحد فقط، ومع ذلك لا ندعو لتناول جميع الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة دون توزان، (...) فقط ركّز على الأطعمة أو المصادر الطبيعية، كاللحوم الحمراء والجبنة البيضاء والحليب، وحتى الزبدة".

وأشارت بشارة إلى المعلومة المغلوطة التي تقول: إن البيض غير جيد لصحة القلب، وتجنّب الكثيرون البيض (وخصوصًا صفار البيض) بسبب انتشار الاعتقاد الخطأ بأنه يرفع من الكوليسترول في الدم.

لكن دلّت دراسات – وفق قولها - مؤخرًّا على أنّه ليس للبيض تأثير ملموس على مستوى الكوليسترول في الدم، بالإضافة إلى أن الكبد تحديدًا يصنّع كوليسترول أكثر مما يتناول الشخص في غذائه، لذا للاستهلاك الغذائي للكوليسترول تأثير أقل مما يُعتقد.

وأوضحت أن البيض مصدر ممتاز للنوعية الجيدة من البروتين وهو الذي يوفر جميع الأحماض الأمينية الضرورية والأساسية للجسم، وهو غني أيضًا بفيتامين د، و بي 12، والريبوفلافين، وحمض الفوليك.

ومن الشائعات المغلوطة أيضًا، الأطعمة قليلة الدّهون تمنع السمنة وأمراض القلب، ولكن بينت بشارة أن الحقيقة هي أن استهلاك أطعمة مخفّضة الدهون لن تمنع السمنة وأمراض القلب إن كان مجموع الاستهلاك الغذائي يفوق الحاجة اليومية بكثير، أو إن كان الشخص يستهلك المزيد من الكربوهيدرات بدلًا من الدهون، أو إن لم يسيطر الشخص على الوزن الزائد.

كما أشارت بعض الدراسات إلى أن حميات إنقاص الوزن المبنية على كربوهيدرات أقل ودهون أكثر، تساعد على تخفيف الوزن بشكل أسرع من تلك منخفضة الدهون والمرتفعة بالكربوهيدرات، بالإضافة إلى أن العديد من الأطعمة التي تسوّق على أنها مخفّضة الدهون تكون مليئة بالسكريات المضافة، والتي لها آثار سلبية أكبر على الصحّة مقارنة بالاستهلاك المعتدل للدهون.

ولفتت بشارة إلى أن المحليات الصناعية بديل آمن وصحّي للسكر العادي، وتستخدم المحليات الصناعية كبديل للسكر للمساعدة على ضبط مستوى سكر الدم عند مرضى السكري، ولتخفيف الوزن كونها ليست كربوهيدرات ولا تنتج طاقة، لكن بعض الدراسات بينت زيادة فرصة بعض المخاطر الصحية كبعض أنواع السرطان جراء استهلاك المحليّات الصناعية، كما أظهر بعض الأشخاص –ولأسباب غير معروفة للآن- زيادة في الوزن بدلًا من نقصانه باستخدامهم لهذه المحليات.

وأضافت: استخدام المحليات الصناعية كبديل للسكر لا يحفّز تغيير سلوك الشخص في السيطرة على النفس والتخفيف من الحلويات، فمن المفضّل أن يتحكم الشخص برغبته في السكريات وتقليل استهلاكها تدريجيًا للوصول إلى الحد المعقول، وليس خداع حواس التذوّق.

ويعدّ البعض الوجبات الصغيرة والمتعددة خلال اليوم هي الطريقة الأفضل، ولكن بشارة أوضحت أن الوجبات الصغيرة والمتكررة أحد الأساليب والطرق لتوزيع الوجبات وقد تكون مناسبة للبعض –كمرضى السكري للمحافظة على مستوى سكر الدم ضمن المستوى الطبيعي- لكنها ليست الخيار الوحيد أو الأفضل وقد لا تناسب الجميع، فتوزيع الوجبات خلال اليوم بما يتناسب مع برنامج الحياة والمهام اليومية هو المفضّل.

ونبهت إلى أن الصيام أحد المواضيع التي تلقى اهتمامًا ورواجًا في تخفيف الوزن، ويوفّر فوائد عديدة للجسم، وتطبيقه من فترة لأخرى يساعد على منع الجسم من البقاء في مستوى ثابت من معدّل الأيض.

وبينت بشارة أن البعض يعدّ عدد السعرات الحرارية الداخلة والخارجة من الجسم هو الأهم، فإذا استهلك شخصان نفس العدد من السعرات الحرارية كل يوم -لنفرض 2000 سعر حراري- لكن استهلكها الأول من الأطعمة المقلية والحبوب المكررة ومن اللحوم المعالجة، بينما استهلكها الشخص الثاني من الأطعمة الصحية والطبيعية وراعى تغطية المجموعات الغذائية، فمن المستحيل أن يتساويا في النتائج الصحية والجسدية، ولن يخسرا الوزن بالسرعة نفسها إن كانا يحاولان تخفيف الوزن.

وتابعت حديثها: "بناء حميتك فقط على عدد السعرات الحرارية لن يساعدك في تخفيف الوزن، ولن يعزز صحّتك –على الأقل ليس على المدى البعيد-، فنوعية ومصدر هذه السعرات الحرارية مهم أيضا".

ويوجه البعض للبندورة والجزر اتهامًا بأن كليهما يزيد من احتباس السوائل في الجسم، وهذه المعلومة الأكثر رواجًا بين الناس، ولكنها لا تمت للصحة بصلة لأن كليهما يحتوي على البوتاسيوم وليس الصوديوم الذي يعمل على احتباس السوائل في الجسم في حالة الإكثار منه.

ولفتت بشارة إلى أن البعض يلجأ لتناول الخبز الأسمر خاصة للرجيم، ولكن هو والخبز الأبيض كلاهما يحتوي على نفس السعرات الحرارية، لذلك يعتقد كثير من الناس أنه إذا تناول الخبز الأسمر فإنه لا يزيد الوزن، لكن الخبز الأسمر مفيد أكثر من الأبيض لما يحتويه من ألياف وفيتامينات.