يقول أحد أولياء الأمور إنه دوماً يجعل من بيته جنةً لأوده يجمع فيها بين حسن المعاملة وإدخال الفرحة والسرور والتربية بالمحبة وتوفير ما يلزم حتى لا يشعر الأبناء بأي ملل ولا تمضي إجازتهم دون فائدة .
إن الإجازة والتي ينتظرها الأبناء بعد جهدٍ كبير يعيشه الطالب وعائلته في أجواء المذاكرة والسهر والامتحانات لينتهي بها الأمر لراحة فصلية يأمل أن يحقق فيها الطفل كل ما يرغب من لهو ولعب ومرح .
ولا شك أن الإجازة الشتوية بين الفصلين مختلفة عن الإجازة الصيفية الكبرى فهي إجازة صغيرة لا تتعدى الأسبوعين وتكون في أجواء باردة وظروف مناخية تلزم من الأهل مراعاة ظروف أبنائهم كي يتمتعوا بصحة جيدة وبنفس الوقت يدخلون الفرحة والسرور ويحققون الجذب والأثر الحسن على الأبناء ولذلك يجب على الآباء إدراك ما سبق جيدا ومراعاة التالي:
- فهم المراحل العمرية لأبنائهم واحتياجاتهم النفسية والجسدية والانفعالية والعقلية .
- القدرة على توفير البيئة المنزلية الجيدة التي يشعر من خلالها الطفل بالراحة والحيوية والحميمية مع عائلته .
- وضع مخطط على مدار الأسبوعين "مدار الإجازة " بحيث ينظم أنشطته وينوعها ويحدد احتياجاته .
- الوعي والإدراك بأهمية دوره وأسلوبه القائم على العاطفة والتواضع والنزول لمستوى الأبناء والوعي بالأهداف المراد تحقيقها سواء كانت عقلية أو اجتماعية أو جسدية للطفل أو حتى روحية.
ولتحقيق ما سبق يجب على الوالدين استخدام بعض الوسائل وتجعل من الإجازة وقت نشاط وحب وحيوية ونماء لشخصيتهم وذلك في تشكيل البيئة المنزلية بشكل يحقق الدفء والمحبة لما لها من أثر على الجانب النفسي للأطفال .
- اختيار الألعاب القديمة البسيطة التي يمارسها الوالدان مع أبنائهم بالإضافة إلى الألعاب التقنية و المادية إن وجدت لإعمال العقل وتعزيز الصلة والمحبة بين الأبناء والآباء.
- تشكيل المنزل الشتوي وخاصةً في فترات المساء من حيث شكل الفراش ومكانه والجلوس كعائلةٍ بكل أفرادها تتبادل الابتسامات وتتناول القصص والآراء؛ وتفتح مجالاً للحوار مع تناول بعض الأطعمة او المشروبات التي تعزز تلك البيئة والأثر .
- الإبداع الوالدي في عملية الأنشطة واختيار الألعاب التي لا تجلب الملل مع تحلي الوالدين بالفكاهة والمرونة والتخلي عن الجمود ومعايشة الآباء الأبناء بكل وقت وتخصيص يوم بالأسبوع كمخيم شتوي منزلي تجتمع فيه العائلة وتتوزع الأدوار.
- العلاقات الاجتماعية وأهميتها على نفسيه الطفل بحيث يكون هناك اهتمام في زيارة الأقارب أو بعض الأماكن العامة حتى وإن كانت بسيطة فالمحبة وقرب الوالدين من أبنائهم تجعل كل بسيط كبيرا وجميلا.
ترك مساحة للطفل ليعبر عن مهاراته وميوله الجسدي والعقلي سواء بممارسة بعض الألعاب أو بإنتاج بعض الاشياء المرسومة أو المنطوقة كالأناشيد مثلاً لأهمية ذلك في تعزيز ثقة الطفل بنفسه وشعوره بذاته وزياده محبته لأهله ووالديه خاصة إذا كانوا هم مصدر الاحتضان والتشجيع .
وبالتالي وبهذه الوسائل والطرق والآليات يستطيع الوالدان استغلال وتنظيم الإجازة الشتوية لأبنائهم ولأنفسهم كونهم جزءا من المرحلة التعليمية وعلى عاتقهم جهد ومسئولية بعيداً عن الأجواء الرسمية للمدرسة وسماتها أو وقت الفراغ القاتل أو الروتينية المملة حتى يحقق الوالدان الأهداف النفسية والعقلية والاجتماعية والروحية؛ والتي لها انعكاساتها الإيجابية في تشكيل شخصية الأبناء وتعزيز العلاقة الاجتماعية داخل الأسرة وخارجها لينتقل بعدها ويعود للمدرسة وقد نقشنا في قلبه قبل عقله أوقاتا جميلة قضاها في كنف الأسرة في حنو وابتهاج .