يشارك الزوجان محمود وهيام أبو حمد من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بصورة مستمرة في فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار، ويعدّانها نقطة عبور مؤكدة ويقينية نحو القدس والمدن الفلسطينية المحتلة، وتحرير الأسرى.
وترفع الزوجة أبو حمد وعلى طول مشاركتها وتحركها في مساحة مخيم العودة المقام في بلدة خزاعة وإلى جوار السياج الفاصل عن الأرض المحتلة عام 1948، يافطة بين يديها خُط وسطها "على القدس راجعين فاتحين محررين".
وتشير إلى "رؤية صالحة" رأت فيها في المنام خلال ليلة اليوم الأول لمشاركتها في مسيرة العودة 30 مارس/ آذار الماضي، رجوع الفلسطينيين إلى القدس بعد تحريرها وطردهم لليهود المحتلين، فيما حُرر الأسرى من قيودهم، وهو ما جعلها تقدم على تصميم اليافطة وتخط داخلها كلمات "على القدس راجعين فاتحين محررين".
وتقول إنها تتعمد الاقتراب إلى أقرب نقطة أمام نظر جنود الاحتلال الإسرائيلي، رافعة اليافطة بين يديها وبما تحمل من شعار، لإغاظتهم، والتأكيد على أن مصيرهم واحتلالهم للقدس وتقييدهم للأسرى لن يطول مهما علت قوتهم، دون خوف أو خشية مما يمكن أن يحدث كإطلاق النار صوبها.
وتؤكد أن يقينًا لا يزحزحه أي شك في نفسها بأن استمرار المشاركة بزخم في مسيرة العودة، وعدم التراجع عن المطالب المرفوعة خلالها من شأنه أن يصل حتماً إلى الوصول للقدس والصلاة في المسجد الأقصى المبارك وتحرير الأسرى.
وتضيف أنها وزوجها وبعض من أطفالها يشاركون منذ بداية مسيرة العودة، "لاسترداد الحق المغتصب"، مشيرةً إلى أن ما يقوم به جنود الاحتلال من بطش بالمشاركين في المسيرة لا يبدي في نفسها أي خوف، أو زحزحة عن قرارها في المشاركة باستمرار.
ويوضح الزوج أبو حمد أن مسيرة العودة شكلت لديه أملًا كبيرًا في العودة لبلدته الأصلية "بئر السبع"، وتحرير الأقصى، بعد أن وصل "انعدام الأمل" حداً كبيراً في نفوس الجميع طيلة السنوات الماضية.
ويُقسِم أبو حمد أن العودة لفلسطين وتحرير الأقصى أقرب من أي وقت مضى، ويجد في مشاركته وتكرار مشاركة المواطنين والشباب رغم ما يصيبهم من جراح وآلام أكبر دليل على ذلك.
ويرى أن الاحتلال وطيلة أيام عمره عمل كثيرًا على زرع الخوف والرعب في نفوس الناس بما يمتلك من قوة وآلة بطش، وقد نُسف ذلك عبر الالتحام المستمر في مسيرة العودة، وبات الرصاص وقنابل الغاز أمراً عديم التأثير على نفوس المشاركين.
ويبدي إصراره على أن الاحتلال ورغم قوته وبطشه إلا أنه أثبت ضعفه حيث يخشى من إلقاء الحجارة، وإشعال الإطارات، وإطلاق البالونات، وهو أمر يعزز اليقين بأن الحق الفلسطيني قارب على العودة والتحقق.
ويؤكد أبو حمد وزوجته أن مشاركتهما ضمن فعاليات مسيرة العودة والقدوم للمخيم شرق خان يونس، لن يتوقف يومًا، حتى يتحقق حلمهم برؤية المسجد الأقصى محرراً، ويُعود اللاجئون ويُحرر الأسرى.