اقتحم الجيش البيت بطريقة عنيفة مرعبة وهذا هو حال جيش الاحتلال الدائم في اقتحاماته الليلية ، صحيح أنه قد اتخذ أسلوبا جديدا هذه الأيام وهو اقتحام البيت وفتح بابه الرئيسي دون إحداث أية ضجة وكأنهم قد ركّبوا لعملية الاقتحام كاتم صوت .. فجأة ينتبه أهل البيت من نومهم فيجدون الجيش حول أسرّتهم .. جهاز يركب على الباب يعمل على مبدأ ضغط الزيت فيضغطون الباب دون صوت الا عندما يفتح بين ايديهم ، فيندفعون داخل البيت خلال ثوانٍ معدودة ..
هذه المرة دخلوا البيت دون ان يكون رب البيت موجودا ، قالوا لزوجته ان لديك في البيت خمسة الاف دولار نريدها والا قلبنا البيت سافله على عاليه وكسرنا فيه كل شيء .. وجدت نفسها امام خيار صعب : تسليمهم المبلغ صعب وتكسير البيت أصعب فاختارت اهون الضررين وسلمت المبلغ ، وقالت لهم وهي صادقة تماما بما تقول : هذه سلفة اخذها من المؤسسة التي يعمل بها بامكانكم الرجوع اليها والتاكد من هذا ؟ كان الرد : الا يوجد مبلغ اخر في البيت .. لا تغامري وتجعلينا نضطر لتكسير البيت .. قالت ببراءة وهي لا تتصور ابدا ان يأخذوا مبلغا صغيرا كهذا : لدينا خمسمائة شيكل وهي عيديات الاطفال .
طلبوها وضموها للمبلغ المصادر .. وغادروا المكان ..
بالتأكيد هناك محاكم عسكرية تفتح شهيتها لمثل هذه الشكاوى .. النتيجة بعد عدة سنوات وعشرات الجلسات يصدر القرار ونادرا ما يعود الحق لصاحبه ، كذلك تصادر السيارة ولا تعود واذا اخذت المحكمة قرارا بإعادتها فإن هناك ما يسمى بدل أرضيات حجزت السيارة عليها وهذه قد تصل الى ثمن السيارة او نصف ثمنها ..
الجيش السارق يتغنون باخلاقياته ويعتبرونه يتحلى بأخلاق رفيعة ، طبعا لا يشاركهم احد في هذا العالم هذا الرأي الا الولايات المتحدة التي تناصرهم مناصرة عمياء .. من يقول عنه انه جيش اخلاقي وهو يعرف دموية المجازر الكثيرة التي ارتكبها ، وهو يعرف انه قبل كل شيء جيش احتلال اي انه الاداة التي أقامت دولة على أرض مغتصبة ، الاداة التي تنفذ دوما العمليات القذرة على الفلسطينيين من قتل واعتقال واقامة حواجز تقطع الطرقات وتمنع التجول ، وفي الحروب تنطلق جحافلهم بعد ان تستمع الى حاخاماتهم وهو يصفون الفلسطينيين بالافاعي والصراصير .. وقد استخدم هذا الجيش كل المحرمات الدولية من قنابل فراغية وعنقودية وفسفورية ، ماذا يعني هدم ابراج سكانية اثناء العدوان على غزة ، وقصف عشوائي على الاف المساكن الشعبية ؟ والحروب السابقة تم ارتكاب مجازر كثيرة راح فيها الاف الاطفال والنساء حتى انهم لم يتورعوا عن قصف مقر للامم المتحدة كما في مجزرة قانا ، ومدرسة الفاخورة والقائمة طويلة ..
فأن يقتحموا البيوت لمصادرة ما فيها من اموال يدعون انها اموال لدعم الارهاب هذا يعتبر من نافلة القول امام الجرائم المريعة التي ارتكبها هذا الجيش وأثبت فيها أخلاقياته العالية ! ولكنه رغم هذا يبقى انتهاكا واعتداء صارخا على ممتلكات المدنيين الخاضعين تحت احتلاله .
لا بد من فضح هذه الجريمة التي طالت الاف البيوت الامنة حيث سرقوا منها كل ممتلكاتها ، كل ما له قيمة من مال او ذهب او اجهزة الكترونية او سيارة وتركوها خاوية من كل مدخراتها . لا بد من تكريس جهود اعلامية وقانونية على صعيد محلي وعالمي وتجنيد مؤسسات دولية ناشطة تقف بالمرصاد لكل حالة سرقة وسطو مسلح من قبل هذا الجيش على بيوتنا الامنة . كذلك حالة الدخول الصامتة الى حرمات بيوتنا خلسة جريمة طالت الاف البيوت انا واحد منهم اذ استيقظت من نومي فوجدتهم حولي في غرفة النوم .
العالم كله يتحدث عن ممارسات داعش ولا يرى هذه الممارسات الداعشية التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي .