رأى محللان سياسيان أن موسكو حاولت إثبات نفسها ودورها في منطقة الشرق الأوسط باستضافتها لقاء بين فصائل فلسطينية بما فيها حركتا حماس وفتح، لبحث المصالحة المتعثرة.
وقال المحلل السياسي تيسير محيسن: إن الملف الفلسطيني حاضر في البعد الدولي لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويعلم أنه لا غنى عن البوابة الفلسطينية للعودة لمنطقة الشرق الأوسط.
وأضاف محيسن لصحيفة "فلسطين": البوابة الفلسطينية بات لها مسارات مختلفة خاصة في ظل صعوبة التدخل المباشر لروسيا في العلاقة بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي نجحت فيه فرنسا بعقد مؤتمر للتسوية.
ورجح أن روسيا تريد الخروج برؤية تستطيع أن تستثمرها وتبني عليها للدخول للساحة الفلسطينية بثقل كبير أكثر من السابق، وتستخدم تاريخها الطويل في دعم القضية الفلسطينية وعلاقة الاتحاد السوفيتي سابقًا مع منظمة التحرير والفصائل.
واعتبر محيسن التصريحات التي أدلى بها قادة الفصائل "تأكيدا على المؤكد في التعاطي مع الخلاف الداخلي"، موضحًا أن حماس أكدت انتهاء بحث الخلاف والمطلوب تنفيذ ما تمَّ الاتفاق عليه والالتزام به، فيما أكدت الفصائل الأخرى ضرورة إنهاء الانقسام.
لكنه رأى أن روسيا لا تملك إلزام الأطراف الفلسطينية بشيء، وبات الانقسام لا يتعلق بإيجاد آليات لإنهائه ولكن الإرادة السياسية لدى بعض الأطراف الفلسطينية غير متوفرة.
من جهته، قال المحلل السياسي سامر أبو العنين: إن روسيا هدفت من استضافة لقاء الفصائل الفلسطينية تثبيت حضورها في ساحة الشرق الأوسط، بعد أن تبين أن الإدارة الأمريكية التي ستنتهي خلال يومين لم تقدم أي شيء إيجابي بالمنطقة.
وقال أبو العنين لصحيفة "فلسطين": إن روسيا لمست نوعًا من الغضب تجاه سياسة أمريكا فأرادت استغلال ذلك على أنها الشريك الذي يمكن أن يعول عليه لحل هذه المشكلات.
وأوضح أن روسيا دخلت على الملف الفلسطيني لاستغلال حالة اليأس الموجودة في المنطقة من عدم وجود أي تحرك على الساحة.
وذكر أن روسيا لا تستطيع أن تقدم أي شيء في الملف الفلسطيني لأن الأمر يحتاج إلى ضغوط على دولة الاحتلال بسبب تعنتها في الضفة الغربية، وقال "من الصعب تخيل إقامة دولة فلسطينية على ما تبقى من أراضي الضفة في ظل سياسة الاستيطان".