فلسطين أون لاين

​مزاج الأم مرآة مستقبلية للطفل

...
غزة - نسمة حمتو

تؤثر البيئة التي تعيش فيها الأم على الحالة النفسية والمزاجية التي تعيشها، فضغوط الحياة وأعباؤها المختلفة والمسئوليات والواجبات الملقاة على عاتقها قد تجعلها عرضة للتوتر والقلق وتعكر الحالة المزاجية وتتسبب لها في حالة من عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي، وهو ما ينعكس على أداء الأم وتقديرها لذاتها ودرجة الرضا ويؤثر على علاقتها مع الآخرين، سواء الأقارب أو الأصدقاء ولكنها تؤثر بشكل أكبر على الأطفال في الأسرة..

الحالة النفسية

الأخصائي النفسي والاجتماعي إياد الشوربجي، قال: إنه "من الطبيعي أن تنعكس الحالة النفسية للأم على سلوكياتها اليومية وتعاملاتها مع الأبناء بحيث قد نلاحظ كثيرًا من المظاهر في التعامل مع الأطفال، كسرعة الاستثارة أو الغضب وعدم تحمل أخطاء الأطفال وحتى على أسلوب التعامل معهم بحيث يغلب عليه الحدة والشدة في التعامل".

وأضاف الشوربجي: "إن ذلك قد يرافقه تقصير في واجباتها المنزلية ومسئولياتها تجاه أبنائها ودرجة الاهتمام الموجه نحو الأبناء"، مشيراً إلى أن هذا النمط من الشخصية للأم سينعكس سلباً على سلوك الأبناء وتقديرهم لذاتهم واستقرارهم النفسي والاجتماعي.

وأوضح بأن الأبناء خاصة في مراحل الطفولة يبحثون عن حياة آمنة ومستقرة بعيدة عن جو القلق والتوتر فهم ينظرون إلى الأم كمصدر للحنان والعطف وعندما يجدون غير ذلك من توتر وقلق عندها سيتأثرون بشكل سلبي.

تصرفات عدوانية

ونبه الأخصائي الاجتماعي إلى أن هؤلاء الأطفال سيكون لديهم خوف من المستقبل وعدم الشعور بالأمان وتأثير الحالة المزاجية عليهم، وقد ينعكس على المستوى الدراسي إذا كان الأبناء في المدرسة، وعلى العلاقات في الأسرة ومع الزوج.

وتابع قوله: "يتأثر الأطفال بشكل أو بآخر بالحالة المزاجية للأم بحيث يتطبعون بطباعها، وقد نجد في تصرفاتهم العدوانية والشدة والغلظة"، مؤكداً أن هذه الخلافات كذلك تؤثر على جميع الجوانب النفسية والاجتماعية والعقلية والانفعالية لدى الأطفال.

وأشار الشوربجي إلى أن تطور هذه المشاكل واستمرارها بشكل دائم ينعكس على كافة جوانب الشخصية؛ بحيث يصاب الطفل بضعف الشخصية والانطواء والخجل وعدم الثقة بالنفس، أو ببعض المشكلات النفسية كالتبول اللاإرادي أو الغيرة وقضم الأظافر أو الاعتداء على الممتلكات وتخريبها.

الانطواء والعزلة

وبين أنه من ناحية اجتماعية قد يؤدي ذلك إلى شعور الطفل بالانطواء والعزلة وضعف العلاقات الاجتماعية، منوهاً إلى أنه من ناحية عقلية يؤدي إلى ضعف التركيز والاستيعاب.

أما فيما يتعلق بالنصائح المقدمة للأم في هذا الجانب، فتبدأ بتقدير الحياة الأسرية فهي تحتاج إلى الهدوء والسكينة والاستقرار وأن تتفهم حاجة الأبناء إلى الاستقرار والهدوء والجو الأسري المناسب وإن كانت تعاني من مشكلات أن تحاول إيجاد الحلول المناسبة لها بعيداً عن الأبناء، كما أوضح الشوربجي.

وأكد على ضرورة عدم زج الأبناء في الخلافات الأسرية والحالة المزاجية السيئة للأم لما لذلك من آثار سلبية على الأبناء، لافتاً إلى أهمية محاولة تحييد الحالة المزاجية التي تعيشها والخلافات جانباً حتى لا يتأثر الأبناء بهذه المشكلات.

الحوار والتفهم

وأفاد الأخصائي الاجتماعي أنه يمكن اللجوء لوسائل مختلفة من أجل التخفيف من ضغوطها أو مشكلاتها كالاستعانة بالزوج أو الأقارب أو الأصدقاء، مشيراً إلى أنه في حالة كانت المشكلة من الزوج نفسه عليها أن تلجأ لأسلوب الحوار والتفهم، وإن تعذر أسلوب الحوار مع الزوج من الممكن أن تصل لوسطاء من أهل الثقة لحل الخلاف الموجود أو إنهاء المشكلة.