بعيدًا عن التدوير السياسي وحتى نفهم الأمور من الآخر، محمود عباس رئيس بالإكراه لم ينتخبه أحد وقد انتهت ولايته منذ مدة طويلة، وأعضاء منظمة التحرير والمجلس المركزي والمجلس الوطني جميعهم معينون ومفروضون علينا ولا نعرفهم ولا يمونون علينا بشيء لأنهم جزء من كارثتنا... ولا شرعية شعبية ولا ثورية ولا قانونية لأي مجلس فلسطيني رسمي.
هذه السلطة كلها مشروع (إجرائيّ) إسرائيلي أمريكي عربي جاء في ظرف انهيار سياسي عربي فلسطيني وبرنامجها غير وطني وغير فلسطيني، وهي لا تعدو كونها إدارة تنظيمية وبلدية وأمنية تعزز قوة الاحتلال وتؤمّن له الحياة الآمنة من خلال الوكالة عن القوة الاحتلالية.
هذا المشروع الإجرائي له دورة حياة قصيرة ذائبة ستتحول إلى عبء عليهم ولن يستطيعوا احتمالها بسبب عمق الفساد فيها.
لا يحظى برنامج عباس باحترام أي فلسطيني من داخل فتح ومن خارجها وعلاقتهم ببرنامجه وسلطته علاقة ارتزاق وظيفي واستدارة حول محور متحرك دائر نافذ ومدعوم.
عباس وزمرته ارتكبوا جناية عظيمة وخروجًا غير وطني بموجب مبادئ منظمة التحرير التي قامت عليها ثورة الشعب الفلسطيني قبل أن يجري تعديل الميثاق في مسرحية هزلية، ويحتاج إصدار حكم على أفعاله إلى إرادة وطنية تستعيد قيم الثورة الفلسطينية ومبادئها.
منظمة التحرير اليوم دكان شخصي لمحمود عباس فحسب، ولا قيمة لها ولا وزن سياسي إلا باستمرار دورها في تغطية شرعية الاحتلال وتأمينه.
لا أعرف أحدا في التيار الوطني لحركة فتح ولا فصائل منظمة التحرير ولا قوى المقاومة ينظر باحترام إلى دور محمود عباس، ويعتقدون جميعا أنه كرزاي فلسطين وسعد حداد فلسطين وأنه جزء من مشروع لم يكن يومًا يمثل حقوق الشعب الفلسطيني ويستندون إلى مواقفه الأخيرة من ياسر عرفات في محنة حصاره في المقاطعة وحديث عرفات عنه بوضوح.
المشروع الوطني الفلسطيني بكافة توجهاته بما فيه حركة فتح... متضرر من سياسة عباس واستراتيجيته الشخصية الحاكمة التي عطلت الحركة الإيجابية وشغلت المقاومة بمعارك استنزفتها وأبعدتها عن أهدافها وأخرت وصولها وأطالت من عمر المحنة الفلسطينية.
السبيل الوحيد لإبعاد أمثال عباس إنما يكون بإضعاف برنامجه السياسي القائم على تأمين مصالح المحتل والتزام أمنه وذلك يتأتى بفعل شعبي احتجاجي تصعيدي يستهدف الاحتلال ويرهقه ويذيقه مرارة الحياة ويجعل كل جندي ومستوطن يخاف على نفسه إذا اشتمّ رائحة فلسطيني بالجوار.
عندما تعجز أجهزة عباس عن خدمة الاحتلال فلن يعود لها أهمية تذكر فتعود المعركة إلى أصولها وقيمتها.
لا يملك عباس أن يواجه أي قرار أمريكي إلا بالتلويح بالتقصير في خدمة المصالح الأمنية الإسرائيلية.. بمعنى أن أي موقف منه ستكون نتيجته خصمًا على فلسطين.
قيمة كل عامل لفلسطين بمدى اقترابه منها والتزامه بقضيتها التحررية.