فلسطين أون لاين

​كذبٌ وتدليسٌ وعملٌ مسرحيٌ رخيصٌ

أمريكا تتوقف عن دفع 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية، وأمريكا تتوقف عن دفع 20 مليون دولار مخصصة لمستشفيات القدس، وأمريكا تتوقف عن دفع 350 مليون دولار مخصصة للأونروا، وأمريكا ستغلق مكتب منظمة التحرير في واشنطن!

وماذا بعد؟ وهل هذا ضغط حقيقي على قيادة السلطة الفلسطينية كي توافق على صفقة القرن كما يقولون، أم هو عمل مسرحي ساذج، ومكشوف النتائج لشعب أثخنت جسده المؤامرات على مدار عشرات السنين؟

الجواب يكون في استمرار الدعم الأمريكي للأجهزة الأمنية الفلسطينية، وهذا هو مقياس العقوبات، حيث واصلت أمريكا دفع مبلغ 76 مليون دولار، مخصصة للأجهزة الأمنية الفلسطينية، وهذا ما أكده محمود عباس حين أشاد بالتعاون الأمني مع المخابرات الإسرائيلية الذي وصل إلى نسبة 99%، لتمضي صفقة القرن مخترقة جسد القضية الفلسطينية بخنجر له شعبتان، الشعبة الأولى تتمثل بالتعاون الأمني، والشعبة الثانية تتمثل بالتضييق على حياة الفلسطينيين.

ولتأكيد ما سبق، راقبوا سلوك الحكومة الإسرائيلية، التي ترفض حتى اللحظة مشاركة ربيبتها أمريكا في الضغط على السلطة، فهي تواصل تسليم قيادة السلطة الفلسطينية كل المبالغ المالية التي تجبيها من ضرائب غزة والضفة الغربية، وكأن إسرائيل تعرف سابقًا المدى الذي ستصل إليه الضغوط الأمريكية.

ضمن هذه الحالة من العبث السياسي، والبطولات الوهمية الزائفة، أزعم أن القضية الفلسطينية لم تعد قضية وطن، وتحرير أرض، وإقامة كيان مستقل، وتخلص من الاحتلال، القضية الفلسطينية الكبيرة صغرت في ظل هذه القيادة حتى صارت عقابا ماليا وثوابا إعلاميا، وتبخرت دماء الشهداء حتى صارت صرافا آليا، وضاقت الزنازين على آلاف الأسرى حتى صارت بطاقة شخصية مهمة في يد أحد القادة العابرين للحواجز الأمنية!

ويبقى السؤال الذي يجول في خاطر كل فلسطيني:

ما العمل؟ وكيف يمكن التصدي لصفقة القرن ويدنا ممدودة للمنح والعطايا والهبات الأمريكية؟

الجواب على ما سبق منوط بمحمود عباس، والذي يجب أن يبدأ بالخطوات العملية التالية:

1ـ وقف التعاون الأمني مع المخابرات الإسرائيلية فورًا.

2ـ رفع العقوبات عن غزة، والاعتذار لأهلها ومقاوميها الشرفاء.

3ـ الموافقة على الشراكة السياسية، وممارسة ذلك عمليًا في أسرع وقت.

4ـ إطلاق يد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية كي يدافع عن وطنه بكل ما أوتي من قوة.

دون ذلك فكل ما نسمعه عن التصدي لصفقة القرن هو كذب وتدليس وعمل مسرحي رخيص!!

ملاحظتان على حديث د. صائب عريقات:

1ـ بعد 25 عامًا، اعترف القائد صائب عريقات بخطأ اتفاقية أوسلو التي اعترفت بدولة إسرائيل مقابل اعتراف إسرائيل بالمنظمة ممثلًا شرعيًا وحيدًا للشعب الفلسطيني، ويطالب صائب عريقات بتعليق الاعتراف بإسرائيل لحين الاعتراف بالدولة الفلسطينية كما جاء في قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير!

بعد 25 عامًا من الفشل، تصر يا دكتور صائب أن تظل أنت ورئيسك قادة لا يشق لهم غبار، وتقترحون تعليق الاعتراف بدولة يرفض رئيس وزرائها أن يلتقي بكم؟ فما قيمة تعليقكم؟ وما قيمة حضوركم وغيابكم؟ لقد قضي الأمر، وتم تهويد الأرض بفضل سياستكم.

2ـ يقول الدكتور صائب عريقات: "الحكومات الإسرائيلية استمرت في التوسع الاستيطاني وفي سياسة الإملاءات، وأصبح لدينا 650 ألف مستوطن في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وسيطرة إسرائيلية على الثروات الطبيعية".

أنت تعترف يا دكتور صائب بأننا خسرنا الأرض بعد 25 عامًا من المفاوضات، وتعترف بأن أصدقاءكم ربحوا زمن المفاوضات، واستثمروا كل دقيقة في تغيير معالم فلسطين؟

كل هذا، ولا تخجلون من ضياع الوطن؟ ألا تخجلون من هذا التدليس السياسي؟

فكيف تعترفون بالفشل، ولا تفرون عن وجه الأرض التي تلعن سيرتكم؟