فلسطين أون لاين

تَدخّل الإعلام العبري في أزمات غزة هدفه "زعزعة الأمن"

...
صورة أرشيفية
غزة - ربيع أبو نقيرة

اعتبر مختصان، تدخل وسائل الإعلام العبري، والسخرية من معاناة المواطنين في قطاع غزة، نتيجة أزماتهم المعيشية المترتبة على الحصار الإسرائيلي، ولا سيما أزمة الكهرباء، هدفه إشاعة "الفوضى والانفلات الأمني، والتضييق على المقاومة".

وأشار المختصان في حديثهما لصحيفة "فلسطين" إلى أن البعدين الأمني والتحريضي مرتبطان ببعضهما، والقصد منهما الإخلال بالأمن وتأليب حراك مجتمعي ضد حركة حماس والمقاومة.

وحاولت العديد من وسائل الإعلام العبرية، إثارة الرأي العام وزعزعة الأمن والاستقرار الذي يشهده قطاع غزة، عبر استغلال أزمات الأهالي المعيشية، وخاصة أزمة الكهرباء التي تفاقمت الأيام الماضية.

واعتبر الخبير في الشئون الأمنية د. إبراهيم حبيب، تدخل الإعلام العبري في أزمات قطاع غزة، مباشرة، والسخرية من المواطنين عبر الاتصال الهاتفي عليهم، يحمل أبعاداً أمنية، يحاول الاحتلال من خلالها استغلال نقاط الضعف والأزمات المعيشية التي يعتقد أنها ستضيق الخناق على المقاومة.

وقال حبيب، لصحيفة "فلسطين": إن "الاحتلال يحاول تضخيم الأزمات واللعب على وتر التوترات، بهدف تحقيق مكاسب أمنية، سيما أن الحالة الأمنية لديه في القطاع بعد سيطرة المقاومة عليه، أصبحت هشة وضعيفة، وبالتالي تبرز حاجته للعنصر البشري".

وأضاف حبيب: "الاتصال عبر الهاتف من أهم الأدوات التي يستخدمها الاحتلال للإيقاع بأبناء شعبنا، من خلال اللعب على الأزمات وحاجة الناس"، مشيرا إلى أن ذلك أمر طبيعي، لكن المهم في الأمر ردود المواطنين تجاه ذلك".

ولفت إلى أن ردود المواطنين تدلل على حرصهم الأمني في كيفية التعامل مع الإعلام العبري، وذلك يحسب لحالة الوعي الفلسطيني تجاه محاولات الاختراق التي يمارسها الاحتلال ضد شعبنا.

وأشار حبيب إلى أن "التحريض لن يجدي نفعا للاحتلال في هذا الواقع، فالأخير يدرك تماما أنه لن يستطيع تحقيق إنجاز في التحريض على المقاومة، بل إن ذلك سيزيدها صلابة، ويزيد المواطنين اقتناعا بها".

وسائل موجهة

من جهته، أشار الأكاديمي في الجامعة الإسلامية د. جواد الدلو، إلى أن الغالبية من وسائل الإعلام العبرية موجهة ومرتبطة بأجندات سياسية، تجعله يتدخل في القضايا الفلسطينية المجتمعية لمحاولة التأثير على الرأي العام الفلسطيني.

وأوضح الدلو، لصحيفة "فلسطين" أن الإعلام العبري يقوم بدور تحريضي على المواطنين في اتجاه الانتفاض في وجه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تدير قطاع غزة.

"وإن كانت تدخلات الإعلام العبري في القضايا الفلسطينية، ذات أبعاد أمنية أكثر منها تحريضية"، لفت الدلو إلى أن البعدين الأمني والتحريضي مرتبطان ببعضهما، وقال: "التحريض هنا القصد منه الإخلال بالأمن وصنع حراك مجتمعي جماهيري في وجه حماس، وبالتالي أجندات إعلام الاحتلال التي ينطلق منها، هي لخدمة السياسة والأمن الإسرائيليين".

وتابع: "كثير من وسائل الإعلام العبري مرتبطة بأجندات مخابراتية في هذا المجال، حيث كثير من العاملين فيها وخصوصا في الصحف، نجدهم ضباط مخابرات واستخبارات، يعملون كمحررين ومراسلين لشئون الأراضي المحتلة في الضفة والقطاع".

وأضاف الدلو: "التحريض والأمن مرتبطان ببعضهما، فالاحتلال يحرض ليصنع زعزعة في الأمن والاستقرار داخل قطاع غزة، وتأليب الرأي العام الفلسطيني على حماس، ومن هذا المنطلق تتدخل إذاعات الاحتلال في طرح وتناول قضايا فلسطينية".