قال الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 48م ، إن اعتقاله لنحو 9 أشهر لن يرهبه عن المضي في رسالته، ولم يزده إلا إصرار على التمسك بالثوابت الإسلامية والفلسطينية والعروبية.
وأضاف صلاح، "لا يمكن أن نخاف في يوم من الأيام من السجون، سنبقى نؤكد ونقول نحن لا نحبها ولكن إن فرضت علينا فمرحباً بها، ولم يزدنا السجن إلا إصراراً وتمسكاً بالثوابت".
ورداً على تلويح شرطة الاحتلال الإسرائيلي بتقديم لائحة اتهام جديدة ضده قال" أعتبر ذلك تفاهات لا تخيفني، إن شاء الله سأبقى ماضٍ في طريقي وفي دوري الذي انتصر فيه لثوابتي بكل أبعادها الإسلامية والفلسطينية والعروبية".
وشدد في هذا السياق على أنه سيواصل الدعوة إلى الرباط في المسجد الأقصى، رغم التحقيق معه بشأنها، كونها عبادة لا يمكن التفريط فيها.
وأشار الشيخ صلاح إلى أنه لم يتعرض للتعذيب الجسدي أثناء اعتقاله ولكن قال:"كانت مطاردة بكل معنى الكلمة، أستطيع أن أسميها مطاردة دينية وسياسية شديدة جداً،من خلال التحقيقات المكثفة التي كانت معي، مرة من قبل أجهزة شرطة ومرة من قبل أجهزة مخابرات".
وقال" قضيت فترة اعتقالي في سجن يسمى "رامون"، وهو في جنوب أرضنا المباركة وقريب من قطاع غزة، وقضيتها لوحدي بما يعرف بالسجن الانفرادي أو العزل".
وأضاف :"العزل يعني أنك ملزم أن تعيش لوحدك في غرفة وحيداً طوال الوقت، ممنوع أن تختلط أو تصافح أو تأخذ من أو تعطي أي أسير .. كل شيء ممنوع وتبقى لوحدك".
واعتبر أن العزل "نظام فيه تعذيب، وحصار، و إشعار للإنسان أنه مقطوع بالمطلق عن العالم الذي يحيط به، هذه الأجواء صعبة جداً على الأسير".
وتابع:" إضافة إلى ذلك فإن مسافة السجن بعيدة جداً عن الأهل، فكانوا ، إذا أرادوا زيارتي، يسافرون من البيت بعد صلاة الفجر مباشرة ثم يعودون في ساعات متأخرة لأن المسافة طويلة جداً".
وبين أن سجن العزل هو عقوبة للأسير و لأهله، قائلاً:" لذلك يجب أن تكون هناك جهود مكثفة على صعيد إعلامي وسياسي وشعبي تطالب بإلغاء هذا النوع من الأسر الانفرادي".
وأشار إلى أنه خلال فترة سجنه تمكن من الحديث عبر النوافذ مع الكثير من الأسرى، من الضفة الغربية، وقطاع غزة، أصحاب محكوميات عالية جداً، منهم من هو محكوم 9 مؤبدات ومنهم من مضى عليه في السجن 14 عاماً.
وقال:" الأسرى بحمد الله معنوياتهم عالية وقوية وهم ليسوا على استعداد أن يساوموا على الحقوق الإسلامية أو العربية والفلسطينية، أو أن يظهروا نوعاًَ من الانكسار والذل والضعف، هم شامخون كالجبال بحمد الله رب العالمين".
وأضاف:"هناك نوع من التعذيب المتواصل وهو التعكير على حياة الأسير بكثرة التفتيش للغرفة التي كنت فيها، في بعض الأحيان كان التفتيش يتم في ساعات الصباح الباكر، تدخل قوة كبيرة تفتش كل الغرفة وتخلط كل ما فيهاوفي بعض الأحيان كانوا يفعلون ذلك بعد صلاة العشاء".
وأشار إلى أن الاحتلال " في بعض الأحيان منعوا عني وصول الصحف لفترة طويلة جداً وفي أحيان أخرى منعوا عني وصول الكتب 3 أشهر".
وشدد على أن السجن لن يخفض وتيرة نضاله، قائلاً:" السجن هو تغذية، نتغذى به فتزيد معنوياتنا و ثوابتنا ويزيد إصرارنا ونبقى نؤكد أننا دخلنا السجن ونحن أحرار وعشنا فيه ونحن أحرار ونخرج منه ونحن أحرار".
وأشار إلى أنه تعرض للتحقيق من قبل جهاز في شرطة الاحتلال يسمى "لاهف 433""وبناءًعلى هذه التحقيقات فقد أعلنوا أنهم سيقدمون لائحة اتهام ضدي بتهمتي التحريض و الانتماء إلى مؤسسة محظورة".
وأضاف بالقول:" أنا أعتبر ذلك تفاهات لا تخيفني، ولا يمكن أن تردعنا لغة التهديد إن كانت من أفراد أو من مؤسسات ، نحن ماضون حتى نلقى الله سبحانه وتعالى".
وأوضح أن التحقيقات كانت محورها موضوع الرباط في المسجد الأقصى، "فقلت لهم ولا زلت أقول، الرباط هو عبادة كالصلاة والصوم، كالزكاة والحج".
وأضاف:" قلت لهم: إذا أردتم أن تحاكموني على موضوع الرباط فأنتم تحاكمون الإسلام، كأنكم تحاكمون من يصلي و مَنْ صام فهذه عبادة لا يمكن أن نتنازل عنها".
وأردف قائلاً:" دعونا في الماضي للرباط في المسجد الأقصى وسنبقى ندعو إلى ذلك فهذه عبادة ثابتة في القرآنن وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ".