فلسطين أون لاين

​حكمت نعامنة حرٌّ بعد 23 شهرًا قضاها في سجون الاحتلال

...
صورة أرشيفية
غزة/ نسمة حمتو:

منذ نعومة أظفاره كان يحب الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، وعلى الرغم من الصعوبات التي كانت تقف في طريقه في كل مرة فإنها لم تُبعده يوماً عن الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، فمواقفه النضالية وثباته على الحق دفعا الاحتلال الإسرائيلي لاعتقاله والحكم عليه بالسجن 23 شهراً حتى تنسم هواء الحرية أمس الأحد. "فلسطين" تتحدث في مادتها لهذا اليوم عن د. حكمت نعامنة.

دعم الأقصى

د. حكمت نعامنة من مدينة عرابة، كان يشغل سابقاً منصب مدير مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات التي تدعم مشاريع الأقصى، والتي حُظرت بعد حظر أعمال الحركة الإسلامية في الداخل المحتل.

تقول ياسمين نعامنة زوجة الأسير المحرر حكمت نعامنة لـ "فلسطين": "حكمت عوقب وحوكم على مواقفه الثابتة تجاه القدس والمسجد الأقصى، فقرار سجنه كان سياسيًا بالدرجة الأولى، فالاحتلال الإسرائيلي يرفض كل من يحاول حماية المسجد الأقصى أو يعمل على إعادة إعماره وترميمه".

وتجدر الإشارة إلى أن وزير داخلية الاحتلال أرييه درعي نشر مؤخرا رسالة تهديد لبلدية عرابة بقطع الميزانيات عنها في حال تدخل أحد في مراسم استقبال الأسير حكمت نعامنة، والذي اعتبره داعماً للإرهاب، كما قال رئيس بلدية عرابة علي عاصلة إنه تلقى تهديداً من قائد شرطة الاحتلال بالسجن إذا ما شارك في مراسم استقبال الأسير أو كان للبلدية أي دورٍ في استقباله.

وتضيف نعامنة بالحديث عن معاناة زوجها في سجون الاحتلال الإسرائيلي:" المعاناة التي كان يعيشها حكمت كونه أسيرا بعيدا عن زوجته وأبنائه، وهي المعاناة ذاتها التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال، إضافة إلى معاناته الطبية التي اضطر خلالها لخوض حرب مع إدارة السجن للحصول على العلاج اللازم".

منع الزيارة

وتتابع زوجته الحديث عن معاناته: "هذه المعاناة يعيشها أغلب الأسرى داخل سجون الاحتلال، ولكن للأسف حكمت كان يمنع من الزيارة على الرغم من أن أسرى الداخل المحتل من حقهم أن يحصلوا على أكثر من زيارة خلال فترة حكمهم".

وتشير نعامنة إلى أن زوجها كان يعاني بشكل كبير بسبب بعد المسافة؛ فقد وضعته قوات الاحتلال الإسرائيلي في أقصى الجنوب في النقب ونحن في الشمال، قائلة:" حتى أبناؤه عوقبوا دون ذنب وحرموا من زيارته، فقوات الاحتلال لم تسمح بالزيارة إلا لمن هم دون الثامنة فقط".

وعن سر حبه للمسجد الأقصى تقول زوجته: "حكمت منذ صغره يحب المسجد الأقصى ولديه قناعة تامة بأن الدفاع عنه هو فرض مطلوب من كل فلسطيني؛ فكان حب الأقصى لديه بالغريزة واليوم يعاقب للأسف على هذا الحب، وكل هذا بسبب القرارات السياسية الجائرة".

وعلى الرغم من محاولة "صحيفة فلسطين" التواصل مع د. حكمت من أجل الحديث معه بعد تنسمه عبير الحرية إلا أن التعب الشديد الذي كان يعاني منه بعد خروجه من السجن وانشغاله باستقبال الزوار حالا دون ذلك.

لن يتراجع

وفي معرض رد زوجته على سؤال: "هل يمكن أن يثني السجن عزيمة حكمت ويتراجع عن دعم المسجد الأقصى؟" أجابت:" زوجي لديه ثوابت معينة لا يمكن التنازل عنها أبداً فهو عنيد، ورغم كل محاولات تقييد حركته ومنعه قبل ذلك من دخول المسجد الأقصى المبارك فإنه مصمم على الدفاع عنه حتى بعد أن سجن".

وكانت المحكمة المركزية في مدينة الناصرة، قد صادقت على تسوية بين محامي الدفاع عن د. حكمت نعامنة من مدينة عرابة، والنيابة العامة، وفق لائحة اتهام معدلة توافق عليها الطرفان.

وقضت التسوية بالسجن الفعلي لنعامنة 23 شهرا ودفع غرامة مالية مقدارها 100 ألف شيكل، مع احتساب المدة التي قضاها في السجن منذ اعتقاله أواخر تشرين أول/ أكتوبر 2016، ما يعني تبقي نحو 15 شهرا من محكوميته.

وقال المحامي الموكل بالدفاع عن د. نعامنة، حسان طباجة، - في حينه- إن "الاتفاق بين الدفاع والنيابة تم وفق لائحة اتهام معدلة ومخففة، حيث تم إسقاط معظم بنود لائحة الاتهام الأصلية، بما يقرب 80% منها، وقد طلبت النيابة العامة وفق لائحة الاتهام الأصلية، السجن الفعلي للدكتور حكمت من 4 - 6 أعوام".