يخرج من كل دولة وفد لأداء فريضة الحج.. ومن كل دولة يخرج الفريق الوطني لكرة القدم لتمثيل بلاده في مباريات كاس العالم.
عشاق كرة القدم يتابعون فريقهم الوطني لحظة بلحظة، ترنو عقولهم وقلوبهم مع كل حركة في الملعب ويصوبون أنظارهم نحو الهدف، لا تفوتهم ركلة جزاء ولا ضربة ركنية ولا فرصة ضائعة ولا ضربة مرتدة، تخفق قلوبهم مع حركة أرجل فريقهم وتلتهب مشاعرهم كلما دنوا من هدف خصمهم، وإذا أحرز هدف صدحت حناجرهم وبلغت قلوبهم عنان السماء.. فالناس وفريقهم وحدة واحدة يريدون رفع راية وطنهم بإثبات جدارتهم ببطولة كأس العالم، فالأمر يعني كل مواطن، والفوز أو الخسارة هو فوز للجميع أو خسارة للجميع، وترتيب فريقهم في البطولة هو ترتيب لهم ولدولتهم.
وهكذا ينبغي أن يتابع عشاق بيت الله الحرام وفدهم إلى الحج لحظة بلحظة، لأن الحج عبادة للأمة كلها، يلبون مع الحجيج: "لبيك اللهم لبيك"، فتلهج بها قلوبهم معاهدين الله ألّا يلبوا إلّا له، متحررين من أي خضوع أو ميل لمن لا يخاف الله فيهم، لمن وجهته أعداء الأمة وأمريكا وكل من يناصبها التآمر والعداء.
يرقبون حجيجهم وهم يطوفون حول الكعبة وقلوبهم تلعن من يطوف في الفلك الأمريكي والإسرائيلي ولو ادعى أنه حمامة مكة أو أنه خادم الحرمين. يرقبون السعي بين الصفا والمروة وينقمون على كل ساعٍ في الأمة ليدمر مقوماتها ويهدم أركانها.
يتابعون رمي إبليس وكل إبليس عدو لله والوطن، هناك من يجب أن يرمى بحجر بينما هو في واقع الحال يتم تمجيده والتسبيح بحمده.. وقبيل انتهاء هذا الوفد من مهماته يتوقعون مؤتمرًا عالميًّا في عرفة لطرح قضايا الأمة وقضية القدس توأم الحرمين الشريفين.. يصدمون بمنع أي نفس بهذا الاتجاه.. تغيب أهداف الحج وتضيع عارضة الأهداف من المشهد ليعلن الحكم انتهاء المباراة على أرض الحرم، ولينتصر فيها إبليس وتكون النتيجة كمباراة منتخباتنا العربية في كأس العالم، حيث تكون أول الخارجين منها.
الحج عبادة للأمّة كلّها وتفاعل وجدانيّ وحركيّ ينتج دافعية عالية للتحرر وتحقيق الذات التي تحسّن العلاقة مع الله، وحيث تنتج منجزات حضارية تخرجها من حالة الاستضعاف إلى حالة السيادة الحضارية العالميَّة كما كانت حيث كان الحج يعمل عمله في روح الأمّة.