في فلسطين هناك نوعان من الزي المدرسي المتعارف عليه منذ الهجرة عام 1984م، زي مدارس "الأونروا" بلونه الرمادي المقلم، وزي المدارس الحكومية بلونه الأخضر الغامق، ولم يتغير الزي حتى يومنا هذا.
ولكن من الملاحظ مؤخرا قيام بعض الأمهات خلال السنوات القليلة الماضية بالتباري في تغيير تصميم الزي، أو إضافة بعض التغييرات فيه مع الحفاظ على لونه الأساسي، و أمام هذه الخطوة تنوعت الآراء ما بين مؤيد لها كنوع من التغيير، وآخرين معارضين لأنهم يرون فيها ضياعا لهيبة الزي المدرسي.
رفض التغيير
هالة خضر ترفض التغيير في شكل الزي المدرسي، لأنه يضيع هيبته، قائلة: "ألاحظ أن مدارس الوكالة تتساهل كثيرا في تغيير تصميم الزي، على عكس المدارس الحكومية التي تشدد على الالتزام بالزي الاعتيادي وترفض أي تغييرات تجرى عليه".
أما صابرين أبو العوف فترى أن الأمهات تمادين كثيرا في إحداث تغييرات في تصميم الزي المدرسي، فلم يعد زيا بل جعلنه فستانا.
ولشيماء أبو مزيد رأي مخالف لسابقتيها، تقول: "التغيير جميل بالنسبة للأهل والطالبات أيضا، لأنهن مللن من الزي التقليدي، وإضافة بعض اللمسات العصرية تشجع الطالبات على حب المدرسة، وهذا ما أفعله مع بناتي اللواتي يدرسن في مدارس حكومية".
بث الغيرة
أما إحسان أبو جراد التي لديها طفلان سيلتحقان حديثا بالمدرسة، تقول: "درست في مدراس وكالة وحكومة أيضا، ومن تجربتي الشخصية فإن الالتزام بالزي التقليدي في المدارس الحكومية أكثر، وهذا ما يعجبني وسأفعله مع بناتي وأولادي أيضا".
وتردف أبو جراد لـ"فلسطين": "إحداث تغييرات على الزي يعمل على بث الغيرة بين طالبات المدرسة، وهذا ما يجب أن تبثه الأم في نفوس أبنائها بأن لا فرق بينه وبين أقرانه وأنهم كلهم سواسية".
وتضيف بسخرية: "البنت ذاهبة للمدرسة من أجل الدراسة وليس لأجل حضور مناسبة اجتماعية، وللأم أيضا يمكنك تصميم الفستان الذي تريدينه لابنتك لتحضر به المناسبات وليس لتلبسه في القاعات المدرسية".
ولفتت أبو جراد إلى أن الفرق والتميز لا يكون بالتصميمات العصرية للباس المدرسي، بل بالتفوق والأدب والأخلاق الإسلامية.
موضة
وترفض إسراء المدهون رفضا باتا اللباس المدرسي المضافة إليه بعد التغييرات، وتفضل التصميم التقليدي.
وتقول المدهون لـ"فلسطين": "مؤخرا صار تغيير الزي موضة تقوم بها العديد من الأمهات، بخلاف ما تعودنا عليه، وهذا التغيير يتطلب أن يكون هناك حدود للتغيير وليس ترك الحبل على غاربه، وعلى الأم أن تلبس ابنتها ما تريده خارج المدرسة".
تغيير الزي
وتعتبر ربا حماد أن التغيير الذي يحدث في شكل الزي المدرسي سيما في مدارس الوكالة زاد عن حده بشكل لافت، قائلة: "أصبحت كل أم تختار لابنتها موديلا يختلف عن غيره وبالتالي أصبحت ساحة المدرسة لوحة خطوط هندسية ملونة".
وتردف حماد لـ"فلسطين": "من الضروري تغيير تصميم الزي المدرسي بالكامل بشكل يتناسب مع العصرية سواء من ادارة الوكالة أو الحكومة، حتى لا يصبح الأمر فيه مبالغة في التصميمات وشكل التغيير بما يختلف تماما مع النظام المدرسي".
انعكاسات نفسية
وعن التغيير في تصميم الزي المدرسي، ترى الأخصائية النفسية مدربة الموارد البشرية د. غادة أبو القمبز أنه أمر خطأ، وله انعكاسات نفسية وتربوية واقتصادية.
وبينت أبو القمبز لـ"فلسطين" أن الطالبة التي تلبس زيا يختلف عن زميلاتها، تعتبرمنبوذة لأنها مميزة عن المجموعة، أما من الناحية الاجتماعية فالمدرسة اختارت زيا موحدا يتماشى مع ثقافة المجتمع واستحداث تصميمات عصرية يعني الإخلال بما هو متفق عليه داخل المجتمع.
وأشارت إلى أن تغيير تصميم اللباس المدرسي يسبب عبئًا اقتصاديًا على ميزانية الأسرة حيث إن تكلفته أعلى من الزي العادي، وأيضا تتسبب في إحداث نوع من الغيرة بين الطالبات اللاتي يطالبن أسرهن بمثل هذه التصميمات.
ونبهت أبو القمبز إلى أن تفاخر الأمهات بإلباس بناتهن موديلات لتميزهن عن الطالبات الأخريات يؤثر سلبًا على نفسياتهن.
التميّز بالتربية
وشددت الأخصائية النفسية على أن التميز، يكون باهتمام الأم بتميز ابنتها بأخلاقها وسلوكها وتربيتها واحترامها للنظام، واهتمامها بنظافتها الشخصية، وتفوقها العلمي، وتطبيق النظام داخل المدرسة، وليس بلبس زي مختلف.
بعض الأمهات يرين أن تغيير شكل الزي يحبب ابنتها في المدرسة، عن ذلك تقول: "على العكس يجعل الطالبة ذات شخصية مستهترة بالأنظمة والقوانين المدرسية، كما يعلمها التمرد وعدم الانصياع للأوامر وتطبيقها عليها حينما تكبر أيضا".
ونصحت د.أبو القمبز الأم التي تريد أن تميز ابنتها وتكافئها، بأن تحفزها بشراء هدية لها خارج المدرسة، فلا يكون التحفيز بتغيير الزي على الإطلاق.
ودعت الأم إلى تعليم ابنتها التعامل الحسن مع صديقاتها، والابتعاد عن زرع صفة التفاخر والكبر بينها وبين زميلات الدراسة باللباس المختلف.