فلسطين أون لاين

​وليالٍ عشر يتضاعف فيها الأجر

...
غزة - نسمة حمتو

تتقلب الأمة الإسلامية من خير إلى خير ومن موسم طاعة إلى موسم آخر، فقبل مدة قصيرة كنا في رحاب شهر رمضان وما تبعه من عبادات وصلاة تراويح وقيام، واليوم تأتي أيام مباركة أخرى، العشر الأوائل من ذي الحجة، ولهذه الأيام فضل كبير عند الله (تعالى)؛ فمن أحسن الذكر فيهن نال مرتبة عظيمة عند الله (تعالى).

ركن الحج

يقول الشيخ الداعية عدنان حسان: "هذا الموسم من أهم مواسم الله في العبادة، وركن الحج هو من الأركان العظيمة، لذلك جاء في قوله (تعالى):"والفجر وليالٍ عشر"، وهو يقصد العشر الأوائل من ذي الحجة".

ويضيف: "وقال (تعالى): "ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام"، وعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "ما العمل في أيّام أفضل في هذه العشرة"، قالوا: "ولا الجهاد؟"، قال: (ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء)".

يتابع قوله: "لذلك أهل العلم قالوا إن هذه الأيام العظيمة يتضاعف فيها الأجر، وقال رسولنا الكريم: "نحن الآخرون الأولون يوم القيامة"، فأعمار أمة الإسلام قليلة مقارنة بالأمم السابقة، وهي ما بين الستين والسبعين، فكيف لصاحب العمر القصير أن يسبق تلك الأمم؟!، لذا جعل الله لنا مواسم وأعمالًا تتضاعف فيها الأجور، ومن هذه الأيام العشرة الأوائل من ذي الحجة".

فضل الصيام

ويؤكد حسان أن من أفضل الأعمال في هذه الأيام الصيام؛ فعن أبي هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا، إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ)".

ويقول: "هذا الحديث يدل على أنه لا شيء من الأعمال أفضل من الصيام، لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا"، فمن عظيم الصيام في هذه الأيام أن الأجور تتضاعف".

ويضيف: "عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: "أربعٌ لم يكن يدعهن النبي: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة".

يتابع قوله: "ومن مزايا هذه الأيام أن فيها يوم عرفة، لأنه يوم مشهود عند الله يجتمع فيه الحجيج في مكة، ويُسن لمن لم يكتب لهم الحج أن يصوموا هذه الأيام التي تبدأ من الأول من ذي الحجة حتى التاسع، وأما العاشر (يوم النحر) فلا يجوز صيامه، لأنه يوم العيد، ومن لم تسعفه صحته أو بدنه أو قصر في صيام هذه الأيام فصام يوم عرفة؛ فصيام يوم عرفة يكفر عامين ماضيين".

الصلاة

ومن الأعمال المحببة في العشر الأوائل من ذي الحجة الصلاة، وهي ركن واجب على المسلمين في كل الأحوال، والدليل على ذلك حديث رواه مسلم في صحيحه من حديث عُثْمَانَ (رضي الله عنه) أنه دَعَا بِطَهُورٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: "مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ".

ويبين حسان أنه من الأعمال المحببة كذلك في العشرة الأوائل من ذي الحجة الصدقة، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "ما نقص مال من صدقة"، و"الصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ النار"، و"اتقوا النار ولو بشق تمرة".

ويذكر أنه من الأعمال التي يستحب للمسلم القيام بها في هذه الأيام الاستغفار، وكذلك الدعاء، قائلًا: "الله يحب الدعاء، لقوله: "ادعوني أستجب لكم"، وقول رسولنا الكريم: "أفضل العبادة الدعاء"، و(الدعاء هو العبادة)".

يتابع قوله: "ورسولنا الكريم يقول: "إن ربكم (تبارك وتعالى) حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا"، وقال كذلك: "من لم يسأل الله يغضب عليه".

التكبير والتهليل

ويشير حسان إلى أنه من الأعمال المحببة كذلك التكبير والتحميد والتهليل والذكر في هذه الأيام، مستذكرًا قول الرسول الكريم: "ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة"، وقوله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله (تعالى) من عشر ذي الحجة".

يضيف: "وعن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) عن النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)".