فلسطين أون لاين

​المدلل: عقوبات السلطة تمهّد لـ"صفقة القرن" والمقاومة تحافظ على الثوابت

...
صورة أرشيفية
غزة/ نبيل سنونو:

دحض القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، ادعاءات حركة "فتح" التي هاجمت فيها ما قالت إنها "هدنة" مع (إسرائيل) في قطاع غزة، مشددًا على أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تحافظ على الثوابت، أما الذي يفرض العقوبات على الشعب الفلسطيني في القطاع فيمهد لتمرير ما تسمى "صفقة القرن".

وقال المدلل لصحيفة "فلسطين"، ما سمعناه مقترحات مصرية ليس لها علاقة بتسويات سياسية، مبينًا أنه حتى إذا وردت كلمة "تهدئة" فمبدؤها الأساس الالتزام بها ما التزم بها الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف: "إلى هذه اللحظة، عند حديثنا عن التهدئة نتحدث عن التهدئة حسب اتفاق 2014 الذي لا يزال قائمًا والذي كان بحضور الإخوة المصريين، التزامنا بقدر التزام العدو الصهيوني به".

وأكد أنه لا يمكن إعطاء الاحتلال الإسرائيلي "تهدئة مجانية"، مبينًا أنه لا يمكن أن تقف المقاومة متفرجة عندما يعربد الاحتلال ويقتل ويسفك الدم الفلسطيني.

وشدد على أن المقاومة هي حق للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان المتكرر الذي يشنه الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

وعن الحديث الإعلامي المتداول عن اتفاق تهدئة يجري التحضير له حاليًّا مع (إسرائيل)، أجاب المدلل: "لا يوجد أي شيء، ما يأتي به الإعلام لا وجود له على أرض الواقع".

وأكد المدلل، أن الذي يفرض العقوبات على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هو الذي يزيد من حدة الانقسام ويمهد لتمرير صفقة القرن، لكن المقاومة هي التي لا تزال تحافظ على الثوابت والحقوق الفلسطينية، ولا يزال الشعب الفلسطيني مستمرًّا في نضاله خصوصًا خيار مسيرة العودة التي هي حراك جماهيري موحد للتأكيد على أن الشعب لا يمكن أن ينسى حقوقه أبدا.

لكن إلى جانب ذلك يريد الشعب الفلسطيني أن يعيش الحياة الكريمة كما كل شعوب الأرض، بحسب المدلل، الذي طالب السلطة الفلسطينية بإنهاء الإجراءات العقابية على الشعب في قطاع غزة، والتعجيل باتجاه المصالحة الوطنية التي تحفظ الثوابت وتحافظ على الشراكة دون إقصاء لأحد.

وتفرض السلطة منذ مارس/آذار 2017 إجراءات عقابية وصفها رئيسها محمود عباس بأنها "غير مسبوقة" على قطاع غزة، شملت الخصم من رواتب موظفيها في القطاع دون الضفة الغربية، وتأخير صرفها، كما مست مجالات حيوية كالصحة والكهرباء والوقود، وغيرها.

وأشار المدلل، إلى أن السلطة كانت جزءًا من التهدئة في 2014 والتي كانت من محورين؛ أولهما هدوء في الميدان مقابل هدوء، والآخر "اشترطناه كفلسطينيين بوجود السلطة وهو فك الحصار عن شعبنا في قطاع غزة وأن يكون هناك معبر مائي ومطار وحرية في التنقل وممر للضفة الغربية".

وبين أن المحور الأول كان بيد فصائل المقاومة، هدوء مقابل هدوء، لكن المحور الآخر الذي كان يحقق فك الحصار عن الشعب الفلسطيني والحرية الكريمة له كباقي شعوب العالم ومطار وميناء هذا كان بيد السلطة ولم يتحقق، "إذًا أين السلطة من تنفيذ اتفاق التهدئة بيننا وبين العدو الصهيوني عام 2014؟".

ونوه إلى ما تعرف "بخطة سيري" التي زادت من حدة الحصار على قطاع غزة، موضحا أن السلطة رفعت يدها عن فك الحصار.

وتشير هذه الخطة إلى اتفاق في 2014 بين (إسرائيل) والسلطة لإدخال مواد البناء إلى القطاع، يشمل آلية مراقبة، فضلا عن نشر مفتشين دوليين.

وقال المدلل بشأن المصالحة الوطنية، ينبغي أن يكون فيها شراكة وطنية ولا يمكن أن تنتقص حقوق الآخر، مضيفا أنه يتعين على السلطة أن تكرس المصالحة على كل الأرض الفلسطينية وأنه يجب وضع استراتيجية وطنية موحدة للخروج من هذا المأزق الذي نعيشه جميعا".

لكنه أكد أنه ليست هناك جدية في موضوع المصالحة من قبل السلطة، لافتا إلى أن الجدية تبدأ بإنهاء الإجراءات العقابية "التعسفية" عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وردا على تصريح المتحدث باسم رئيس حكومة الاحتلال أوفير جندلمان، الذي جاء فيه أول من أمس، أن جيش الاحتلال مستعد لجميع السيناريوهات حيال غزة، قال المدلل: "نحن لا نأمن جانب العدو الصهيوني، عدو مجرم، لا يفهم لغة الاتفاقيات".

وأكد أن المقاومة جاهزة للرد على أي "عدوان صهيوني، وأن المقاومة قادرة على التغيير إذا أراد العدو أن يغير قواعد الاشتباك، فالمقاومة استطاعت أن ترد الصاع صاعين وأن تكون له بالمرصاد وأثبتت أنها على أتم الجهوزية للرد على أي عدوان صهيوني".

وبشأن مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية، شدد المدلل على أنها مستمرة ولن تكون هناك مقايضة عليها، لافتًا في الوقت نفسه إلى محاولات لوقفها وإجهاضها، لكن الشعب الفلسطيني أثبت أنه مصمم على الاستمرار فيها حتى تحقيق أهدافها.

ونبه على أن كل المحاولات والحديث والحراك إلى هذه اللحظة تريد أن تصل إلى إجهاض المسيرة، لكن الشعب الفلسطيني أوعى من كل هذه الأطروحات التي تحاول إيهامه بأن هناك أشياء ستحدث على أرض الواقع وهدايا ستقدم له، مقابل وقفه المسيرة.

ونفى المدلل أن تكون "الجهاد الإسلامي" تلقت أي عروض من منسق الأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف.

وشدد القيادي في "الجهاد الإسلامي" على أن الشعب الفلسطيني لن يوقف المسيرة حتى تحقيق أهدافها، وهدفها المرحلي هو كسر الحصار عن قطاع غزة، وأن يحيا الشعب حياة كريمة.

وانطلقت مسيرة العودة في قطاع غزة في 30 مارس/ آذار الماضي حيث نصبت خيام العودة على بعد مئات الأمتار من السياج الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة سنة 1948. وواجه الاحتلال المسيرة السلمية بالرصاص الحي وقنابل الغاز ما أدى إلى استشهاد وإصابة الآلاف بينهم صحفيون ومسعفون.