خرج رئيس الأركان الإسرائيلي جادي أيزنكوت من اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي مهدداً بجاهزية الجيش لأي عمل عسكري ضد أهالي غزة، وفي المقابل التقت القيادة السياسية لحركة حماس مع قيادة كتائب القسّام التي أكدت قدرتها على تكبيد العدو (الإسرائيلي) خسائر لا تطيقها حكومته، أو جبهته الداخلية مجتمعه.
وبهدف التأكيد على وحدة الموقف الفلسطيني؛ أطلعت قيادة كتائب القسام القيادة السياسية على مستوى التنسيق وسير العمل المشترك مع بقية الفصائل الفلسطينية المسلحة في إطار غرفة العمليات المشتركة بينهم.
رئيس الأركان الإسرائيلي الذي هدد بجاهزية جيشه للحرب على غزة كان يشارك في اجتماع حكومي خصص لمناقشة التهدئة مع غزة، وجاء تلويحه بالقوة بمثابة رسالة ضغط على القوى السياسية الفلسطينية التي تجتمع في غزة، وتناقش ورقة التهدئة نفسها التي يناقشها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر.
المقاومة الفلسطينية التي ترى بنفسها الصخرة التي يتكسر على صخرها العدوان الصهيوني، لم تمرر التهديد الإسرائيلي دون ردّ، لذلك سربت خبر لقاء قادة كتائب القسام مع القيادة السياسية لحركة حماس من خلال وكالة الأناضول، مع العلم أن بعض قادة حركة حماس يتواجد في قطاع غزة بهدف مناقشة ورقة التهدئة المقدّمة من ممثل الأمم المتحدة.
تلويح رئيس الأركان الإسرائيلي باللجوء إلى القوة لا يعكس موقف الحكومة، وإنما يوسع من مدى المناورة السياسية، والضغط من أجل تحقيق بعض المكاسب التفاوضية في اللحظة الأخيرة، وللسبب نفسه كان رد كتائب القسام، التي طمأنت القيادة السياسية لحركة حماس على قدرتها، وجاهزيتها للرد الموجع إذا فكر العدو بأي عدوان على غزة.
التصريحات العسكرية المتبادلة بين العدو الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية تؤكد أن الربع الساعة الأخيرة من مفاوضات التهدئة هي الأصعب، وأن عض الأصابع يزداد وجعاً كلما اقتربنا من النهاية، وأن غزة التي صمدت على مدار السنوات الطويلة في وجه الحصار والحروب، لقادرة على مزيد من الصمود والانتصار، دون التنازل عن حقها في الحياة، ودون ملل الانتظار، طالما كانت النتائج مضمونة، والنهايات معلومة.
ذلك التحليل المنطقي لتصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي لا تعني براءة العدو الإسرائيلي من التخطيط للعدوان ضد أهل غزة، ولا تعني ركون المقاومة إلى حسن نوايا عدوها، الذي اختبر قدراته وخاب، ولا يعني أن كتائب القسام ستضع كل أوراق المقاومة في سلة مفاوضات التهدئة، فلولا الندية في الميدان لما وافق العدو على مناقشة فكرة التهدئة.