فلسطين أون لاين

​خليل لـ"فلسطين": الظروف القاسية ستساهم في دفع العوائل للهجرة نحو تركيا

الأمطار تفاقم معاناة الفلسطينيين النازحين إلى إدلب

...
صورة أرشيفية لأمطار تغرق مخيمات النازحين في إدلب
إدلب / غزة - أحمد المصري

فاقم برد وأمطار كانون الثاني/ يناير من معاناة اللاجئين الفلسطينيين النازحين من مخيم خان الشيح إلى مدينة ادلب في الشمال السوري، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وذلك في ظل انعدام وسائل التدفئة، من وقود وأغطية.

أكثر من 1500لاجئ فلسطيني اضطروا إلى النزوح من مخيم خان الشيح تحت وقع الغارات الجوية السورية والروسية، والقصف المدفعي، نحو ادلب والسكن في خيام مهترئة وتحت أسقف اصطبلات الخيول والمدارس غير المأهولة أو البيوت المهدمة جزئيًا، وجدوا أنفسهم في ظل معاناة جديدة لا تقل فصولها عن معاناة القصف والاستهداف.

اللاجئ أحمد عبده، قال لصحيفة "فلسطين": إن "استمرار سقوط الأمطار وما يصاحبها من موجات برد، يبرز كمعاناة كبيرة لا يمكن وصفها أمام اللاجئين الفلسطينيين جميعا والنازحين في مدينة ادلب، وذلك في ظل غياب وسائل الوقاية المناسبة لها".

وأشار عبده، إلى أن جميع النازحين الفلسطينيين في ادلب يقطنون داخل خيام مخيم المدينة، أو الكرفانات الخشبية، أو داخل اصطبلات الخيل والمدارس والبيوت غير المأهولة، والتي جميعها لا تقي من البرد أو رشفات المطر.

ولفت إلى أنه يكاد يكون الغاز والوقود معدومًا في المدينة، ليساعد اللاجئين على تدفئة المكان الذي يتواجدون به، مشيرًا في ذات الوقت إلى أن الهيئات الخيرية وزعت على اللاجئين ولمرة واحدة عددًا من صوبات التدفئة والأغطية والملابس.

وذكر عبده أن اللاجئين يضطرون لشراء بعض وقود المازوت لتدفئة الخيام سيما التي يتواجد بها الأطفال وكبار السن أو أصحاب الاحتياجات الخاصة، لافتا إلى أنه في ساعات الليل تنخفض درجات الحرارة بصورة لا يمكن تحملها.

وفي الثاني من ديسمبر/ كانون الأول وصل اللاجئون الفلسطينيون من مخيم خان الشيح في الجنوب السوري إلى مدينة ادلب أقصى الشمال، وذلك بعد اتفاق بين المعارضة والنظام على عدم استهداف المخيم وتحييده عن جذوة الصراع الدائر لمن تبقى من أهله فيه.

اللاجئ أبو هشام محفوظ، وفي صورة مشابهة للمعاناة، لفت إلى أن التدفئة تكاد تكون معدومة في داخل الخيمة التي يقطنها مع عائلته، وأن وسيلة التدفئة هي غطاء البطانيات، واشعال موقد الغاز المخصص للطهي في حال توفره سيما في ساعات الليل.

محفوظ قال لصحيفة "فلسطين": إن "ساعات النهار هي الأخرى تحمل مشهدا قاسيًا فاقم من معاناة اللاجئين جميعهم، حيث يضطر أرباب الأسر إلى البحث عما تجده أيديهم من كراتين أو أخشاب أو ملابس وأحذية بالية لإشعالها كوسائل تدفئة خارج الخيام".

وأشار إلى أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر تضررًا من موجات البرد الحاصلة، وأن الخشية كبيرة من وقوع وفيات في صفوفهم، مضيفا بالقول "الشتاء قاس جدًا علينا ونحن بعيدون عن بيوتنا، وفي هذا المخيم سنعذب في كل مرة تسقط فيها الأمطار وتشتد فيها درجات البرودة".

من ناحيته، شدد عضو مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، أحمد خليل، على أن أجواء البرد القارس تأتي لتضيف أبعادًا جديدًة للمأساة التي يعاني منها الفلسطينيون المهجرون من مخيم خان الشيح إلى إدلب.

وأضاف خليل لصحيفة "فلسطين": "في الواقع فإن هذا الاغتراب الداخلي كان شديد الوقع على نفوس العوائل التي وجدت نفسها في ظروف قصف وخطر يعادل إلى حد ما الخطر الذي فروا منه ولكن مع فارق أساسي هو تواجدهم في بيئة غريبة يجهلونها بخلاف المخيم الذي كان كشعاب مكة بالنسبة لأهلها".

وتوقع خليل أن تساهم الظروف القاسية بدفع العوائل النازحة في مدينة ادلب نحو محاولة عبور الحدود التركية إلى "بر الأمان مهما كلف الثمن ومهما تعددت المحاولات وفشلت، لأن احتمالية الوصول الضئيلة تبقى أملًا أفضل من البقاء وانتظار المصير المجهول".

وشدد على أن مسؤولية هذه المأساة تقع على عاتق القيادات الفلسطينية أولًا، فهي الطرف الأكثر حظاً في احتمالية زحزحة الموقف التركي الرافض لدخول فلسطينيي سورية كلاجئين إلى أراضيه، وهو الطرف الوحيد الذي يتمتع بعلاقات حسنة بمستويات متعددة فيها الرسمي والشعبي إضافة إلى العامل القانوني الذي يمكن التوصل فيه إلى حلول مشتركة ذات تكلفة منخفضة.

إلى ذلك، دفعت الحرب الدائرة في سورية مئات العائلات السورية والفلسطينية بمحافظة درعا لترك منازلهم وممتلكاتهم، نتيجة تعرض مخيماتهم للقصف واندلاع الاشتباكات بين طرفي الصراع، والنوم في العراء لأيام وليالٍ متتالية، قبل أن تضطر للمكوث في الشركة السورية الليبية للأبقار التي لا تصلح للسكن البشري.

ويعيش في هذا المخيم الذي أنشأه المجلس المحلي في مدينة درعا التابع للمعارضة السورية، حوالي 500 عائلة في خيام نصبتها داخل الحظيرة في محاولة منها لدرء برد الشتاء والاحتماء من الأمطار، إلا أن ذلك لم يحل مشكلتها بسبب تآكل الجدران وتسرب الماء منها.

ويعاني اللاجئون الفلسطينيون والسوريون داخل الشركة السورية الليبية للأبقار التي تضم عددا من الأبنية إضافة إلى أبنية الحظائر ، من أوضاع معيشية مزرية نتيجة عدم توفر الماء والكهرباء وأي وسيلة للتدفئة والطبخ سوى الحطب، وانتشار الأمراض والأوبئة.