عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "ليأتين على الناس زمان، لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام".
ففي الحديث "النهي عن الكسب الحرام, وتساوي الحلال مع الحرام, وهذا إخبار عن أمر غيبي وقد وقع على وفق ما أخبر".
وفي هذا الحديث من الفقه: تحذير رسول الله من زمان لا يبالي المكتسب فيه مما اكتسب وممن أن يجد زمانًا، وأيما يعرف ذلك الزمان بأن أهل الاكتساب فيه لا يبدون بمعرفة علم الاكتساب، فإن كانوا تجارًا لم يعبؤوا بالتعلم لعلم عقود البيوع وعلم الربا والصرف، وبيع ما لم يقبض، وبيع المكيل بالمكيل نسأً وغير ذلك, وإن كان عاملًا جابيًا لم يعبأ بتعلم أحكام الأموال والصدقات، وما يجب فيه الخراج والجزية، ومقادير الزكوات والحبوب والثمار، ومصارف ذلك, وعلى هذا، فإنه من لم يعلم علم كسب من وجوه المكاسب، فمتى دخل في عمل من أعمال الكسب على جهل منه تعلم ذلك الكسب لم يأمن أن يكون آكلًا للمال بالباطل.
وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم.