لو تنبه موظفو الأونروا الذين أضربوا عن الطعام، وما زالوا يعتصمون في مقرات الأونروا، يطالبون بحقوقهم الوظيفية، وحقوق شعبهم السياسية والإنسانية، لو تنبهوا للاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لمناقشة الأوضاع في غزة، والذي أعرب عن تخوف (إسرائيل) من إمكانية فشل بدء الموسم الدراسي في غزة، والذي سيزيد من الضغط الداخلي، إلى حد التصعيد، لذلك فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وقيادة الجيش الإسرائيلي اقترحت جملة من الأفكار، ومنها تحويل الأموال إلى سكان قطاع غزة عبر كيانات أخرى؛ غير تابعة للأونروا، وبطريقة من شأنها أن تمكن من تسديد المدفوعات للمدرسين وتشغيل المدارس!.
إن مناقشة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لموضوع مدارس الأونروا في قطاع غزة لا يعكس توجع الحكومة الإسرائيلية لأحوال الناس في غزة، ولا يعني التفجع على مستقبلهم، وإنما يعكس القلق على مستقبل الأمن والاستقرار على خطوط الهدنة نتيجة لتردى الوضع المعيشي لسكان قطاع غزة، وهذا شأن يجب أن تتنبه له الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، وموظفو الأونروا، ليكون الحراك في المستقبل مجدياً، ويعود بالنفع السريع على مطالب الموظفين الإنسانية، وعلى مطالب شعبهم السياسية، وذلك من خلال الاقتراب من السياج الحدودي، ونقل المشكلة من دوائر الأونروا في غزة إلى الدوائر الأمنية في دولة الكيان الصهيوني.
وفي هذا الشأن فإنني أحض الهيئة الوطنية لمسيرات العودة على ترشيد فعاليات الموظفين، واعتصامهم، وإضرابهم عن الطعام، وحضورهم مع أطفالهم ونسائهم إلى الحدود، هنالك حيث الحضن الإسرائيلي الخائف من تطور الأحداث، هنالك فلتنصب خيمة الإضراب تحت علم الأونروا، هنالك حيث تصل رسالتكم إلى المجتمع الدولي سريعاً بعد أن تدق جدران خوف الإسرائيليين، وجميعكم يعلم بأن الإرهابي داني دانون، سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، يقف وراء تقليص ميزانية الأونروا بالتحالف مع سفيرة أمريكا الصهيونية نيكي هيلي.
دولة الصهاينة هي الأقدر على قلب المعادلة، والضغط على كل الأطراف لدفع مستحقاتهم للأونروا، وبالتحديد أمريكا التي صارت الخادم المطيع للأطماع الصهيونية.
أيها الموظفون، وظفوا ورقة الأمن الإسرائيلي على خطوط الهدنة، إنها أقوى ورقة في أيديكم، وظفوها جيداً، واستثمروا نتائجها، شرط أن يكون اعتصامكم سلمياً، وبلا حجارة، ودون الاقتراب المؤذي من السلك الزائل، وحددوا مطالبكم العادلة، بجملة واحدة تقول: حق العودة إلى فلسطين بديلا عن خدمات الأونروا، هذا الشعار البسيط الذي سيقدم باسمكم مكتوباً إلى كل المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة، بما في ذلك منظمة الصليب الأحمر الدولي، هذا المطلب البسيط تقف من خلفه كل شعوب الأرض، ويساندكم شعبكم بكل ما أوتي من صبر وصمود.