فلسطين أون لاين

​طواف السبعة أشواط.. شروطه وسننه

...
غزة - مريم الشوبكي

الطواف باللغة يعني الدوران أو المشي حول الشيء، أمّا الطواف شرعاً فهو أحد مناسك الحج والعمرة، وهو عبادة يقوم بها الحاج أو المعتمر بالمشي سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة بشكل متتالٍ امتثالاً لأوامر الله عز وجل وتعظيماً لشعائره.

سبعة أشواط

ويبين أستاذ الفقه المقارن في كلية الدعوة الإسلامية د.عبد الباري خلة أن الطواف حول الكعبة هو أحد الأركان الأساسية في الحج والعمرة، وهو عبارة عن سبعة أشواط يقوم به الحاج أو المعتمر حول الكعبة.

وأوضح د. خلة لـ"فلسطين" أن كل شوط يبدأ من أمام الحجر الأسود وينتهي به، يجعل المعتمر أو الحاج الكعبة عن يساره أثناء الطواف.

ولفت د. خلة إلى أنه من سنن الطواف أيضا أن يستلم الحجر الأسود (أي يلمسه بيده)، إن أمكن ذلك، ويقبله عند مروره به، فإن لم يستطع استلمه بيده وقبله، فإن لم يستطع استلمه بشيء معه (كالعصا وما شابهها) وقَبَّل ذلك الشيء، فإن لم يستطع أشار إليه بيده ولا يقبلها.

وبين أنه تحصل السنة بذلك، خصوصا عند الزحام فلا يزاحم من أجل ذلك، لما فيه من إيذاء الآخرين، وهو منهي عنه شرعا، كما في تخطي رقاب المصلين.

وعن أنواع الطواف في الحج، ذكر أستاذ الفقه المقارن أن للطواف ثلاثة أنواع : طواف القدوم: ويسمى طواف الورود، وطواف التحية، وطواف الإفاضة (طواف الركن): ويسمى طواف الزيارة، وهو ركن من أركان الحج بالاتفاق، وطواف الوداع: ويسمى طواف الصَّدر، وطواف آخر العهد.

الشروط

وللطواف شروط أيضا، بين أن من الشروط الطهارة عند جمهور العلماء لحديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام ...»

ونوه د. خلة أن الشرط الثاني ستر العورة: لقول الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}، والشرط الثالث أن يكون الطواف خارج البيت (الكعبة): قال الله تعالى {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}.

ولفت إلى أن الشرط الرابع أن طواف الحاج يبدأ من الحجر الأسود وينتهي إليه ويجعل البيت عن يساره، أما الشرط الخامس أن يكون سبعة أشواط كاملة.

السنن

وأما سنن الطواف، ذكر د. خلة أن الاضطباع [للرجال فقط]: وهو أن يجعل وسط إزاره تحت إبطه الأيمن ويَرُدَّ طرفيه على منكبه الأيسر، فيكون منكبه الأيمن مكشوفًا، لحديث يعلى بن أمية: «أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف مضطبعًا».

ولفت إلى أن السنة الثانية تكون في الطواف، الرَّمَل في الأشواط الثلاثة الأولى [للرجال] ومعناه: إسراع المشي مع تقارب الخطى وهزِّ الكتفين من غير وثب، ويكون في الأشواط الثلاثة الأولى فقط.

وعن السنة الثالثة، بين أنها تكون باستلام الحاج الحجر الأسود وتقبيله في كل شوط إن أمكن لحديث ابن عمر قال: «رأيت عمر بن الخطاب قبَّل الحجر، وسجد عليه، ثم عاد فقبَّله وسجد عليه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما رابعا : استلام الركن اليماني: لحديث ابن عمر قال: «لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يستلم من البيت إلا الركنين اليمانيين».

ونبه د. خلة إلى أن السنة الخامسة هي الدعاء بين الركنين اليمانيين لحديث عبد الله بن السائب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول بين الركن والحجر: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، أما السنة السادسة الانتهاء إلى مقام إبراهيم -بعد الطواف- وقراءة: {وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}.

والسنة السابعة، ذكر د. خلة أنها تكون بالصلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم بعد الطواف إن تيسَّر يقرأ في هاتين الركعتين: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، والأخيرة الشرب من ماء زمزم وصَبُّه على الرأس بعد الطواف والركعتين.