فلسطين أون لاين

​في الذكرى الأولى لـ"هبة الأسباط".. المقدسيّون يجددون العهد

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ عبد الرحمن الطهراوي:

تزامنًا مع حلول الذكرى السنوية الأولى لانتصار المقدسيين في هبة الأسباط ضد مساعي الاحتلال الإسرائيلي نصب بوابات إلكترونية أمام مداخل المسجد الأقصى المبارك، جدد الفلسطينيون عمومًا والمقدسيون خصوصًا عهدهم بالتمسك بالأقصى والدفاع عنه بكل ما أوتوا من وسيلة.

وكانت معركة البوابات الإلكترونية أو ما عرف بـ"هبة الأسباط" قد بدأت في 14 يوليو/تموز 2017، احتجاجًا على إغلاق الاحتلال للمسجد الأقصى ومنع الصلاة فيه في سابقة هي الأولى من نوعها منذ حرق المسجد الشريف عام 1969.

وبعد يومين من إغلاق المسجد -وتحديدًا يوم الاثنين 17 يوليو/تموز- أعلن الاحتلال إعادة فتحه أمام المصلين، إلا أن المقدسيين فوجئوا بوضع بوابات تفتيش إلكترونية عند الأبواب فرفضوا الدخول عبرها وقرروا مواصلة اعتصامهم حتى يتراجع الاحتلال عن كل إجراءاته، التي فرضها عقب عملية نفذها ثلاثة شبان فلسطينيين من عائلة جبارين من مدينة أم الفحم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.

وبعد قرابة الأسبوعين من الاعتصام المفتوح في ساحة باب الأسباط وعلى وقع الضغط الشعبي والرسمي الرافض للإجراءات الإسرائيلية الجديدة اضطرت قوات الاحتلال للتراجع عن نصب البوابات الإلكترونية، ليحقق المقدسيين وقتئذ نصرا فلسطينيا على الاحتلال وسياساته العنصرية.

وأصيب، أمس، عشرات المصلين بعد اقتحام قوات الاحتلال بأعداد كبيرة لباحات المسجد الأقصى بصورة مفاجئة عقب انتهاء صلاة الجمعة، لتندلع عقب ذلك مواجهات بين المصلين العزل وجنود الاحتلال الذين أطلقوا بكثافة قنابل صوتية ومسيلة للدموع صوبهم وحاصروا المسجد القبلي، وحطّموا السياج الحديدي الموجود على مدخل سطح المتحف الإسلامي.

وأدى مئات المصليين صلاة العصر أمام باب الأسباط وأبواب أخرى، مرددين عقب الصلاة هتافات حماسية، مثل "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، "لن تركع أمة قائدها محمد"، "الأقصى إلنا إلنا ما إلكم هيكل عنا"، "من المي للمي فلسطين عربية"، وذلك في الوقت الذي دعت فيه المرجعيات الدينية إلى اعتصام مفتوح أمام أبواب المسجد حتى فتح قوات الاحتلال بواباته.

لكن سلطات الاحتلال، أعادت فتح أبواب المسجد الأقصى بعد ساعات من إغلاقها، في حين أنهى المقدسيون اعتصاماتهم، ودخلوا المسجد الأقصى مكبرين، مكررين مشهد العام المنصرم في ذات الوقت "عصرا" والتاريخ 27 يوليو/تموز بعد رضوخ الاحتلال لشروطهم وإزالته البوابات الإلكترونية.

وحمل مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، سلطات الاحتلال مسؤولية ما جرى في ذكرى اليوم الذي حقق فيه المقدسيون انتصارهم المشهود ضد البوابات الإلكترونية العام الماضي، محذّرًا من خطورة هذا التصعيد.

وذكر المسعف وسام حمودة أن قوات الاحتلال اقتحمت عيادة المسجد الأقصى وصادرت مفتاحها وجهازًا لا سلكيًّا من الأطباء، واحتجزت الهويات الشخصية والأجهزة النقالة من المسعفين، واقتادوهم إلى باب السلسلة، وسلموهم الهويات والأجهزة لدى خروجهم من الأقصى.

فيما قالت المرابطة وفاء بياطرة لصحيفة "فلسطين" إن خيار العودة للاعتصام المفتوح في ساحة باب الأسباط كان قائم في حال استمرار إغلاق الأبواب، إلا أنّ سلطات الاحتلال خشية أن تصيبها هزيمة جديدة؛ لذلك تراجعت للوراء وأعادت فتح أبواب المسجد أمام جموع المصليين، الذين دخلوا الأبواب مكبرين.

وأضافت بياطرة: "كانت رسالة المقدسيين واضحة: بأنهم لن يقبلوا باستمرار انتهاكات الاحتلال بحق الأقصى التي تصاعدت في الأسابيع الماضية، مهما كان الثمن، وإن كل شبر من القدس هو إسلامي عربي يرفض أي وصاية إسرائيلية أمريكية عليه".