في عتمة الليل يأتيك اللصوص الخطّافون، تُمسِك بهم أسلحتُهم ذات الأفواه المفتوحة، يقتحمون البيوت بعيونهم الوقحة، وتدوس أقدامهم أرضاً طاهرة ... وفي علانية لا شرف فيها يقطعون الأرحام وينتهكون الحرمات يتعمّدون إظهار قدرتهم على بث الرعب وكسر القامات كما يفعل كل وغد يتقوّى بسلاحه البلطجي .
لقد تجاوزا كل البيوت الخليلية في ليلة معتمة، واختطفوا أمّاً نبيلة من بين أولادها، وتركت دمعة جامدة لطفلها المتعلق بها، وكأنها تقول له: مِش مطولة ... عندي مشوار وراجعة إن شاء الله !
لمى خاطر ليست امرأة عادية، إنها اليوم أيقونة فلسطينية، إنها إحدة تجليات القضية الفلسطينية، بل هي قضية متولدة عنها، أتاح لها قلمُها الباذخ، ومواقفها المشهودة، ودفاعها الشرس عمّ تؤمن به من حق شعبها الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ومقاومة المحتل، وحضورها المهيب الدائم في كل محاولة لاستدراج الشعب نحو متاهة جديدة ... أتاح لها ذلك أن تكون واحدة من الملهمين لنضال هذا الشعب وكفاحه ضد الاحتلال.
أعرف أن لمى حزينة القلب على مفارقة أولادها وزوجها، ولكنها اعتادت أن تكون قوية لا تهتزّ للأسر أو الخطف أو التهديد، ولذلك تراها تستعد للأسر بحقيبة سوداء تحمل عدّة صبرها في الأسر المرتقب، وأعلم أنها ستكون أكثر إيماناً بقضيتها والتزاماً بالدفاع عنها مع كل ابتلاء تتعرض له.
لم تحمل لمى سلاحاً ... كل ما تحمله كلمة صادقة قوية جريئة وثبات لا يتضعضع ، ومع ذلك فإن هذا المحتل لا يريد فلسطينياً على هذه الشاكلة ، لابد من كسره وإهانته وجرّه أمام الناس ليتعلم البقية أنه لا كبير عندهم وإلا ... .
هذه المرأة المناضلة الأم تستحق أن يعمل كل حر من أجل تحريرها بكل سبيل متاح، وفي كل يوم تظل فيه في سجنها يكون خصماً من كرامتنا ومن شرفنا ومن ديننا ومن عروبتنا ومن إنسانيتنا .
ولا يجوز أن يمر اعتقالها الآثم مروراً سريعاً ، فأديروا لها أيها الناس حملة تستحقها هذه المرأة القضية، ولا تكفّوا عن المطالبة بتحريرها حتى تنظفئ عيون المحتل بكل ضوء مبهر نسلّطه عليها.
الحرية لحروف فلسطين التي نحتت قامة #لمى_خاطر