فلسطين أون لاين

أبو الكأس: التخطيط والتنظيم والتوجيه والمراقبة والمتابعة والتقييم خطوات تبعدك عن الفشل

​تكرار المشاريع وتقليدها.. هل يُمكن الحكم عليها بالفشل؟

...
غزة - هدى الدلو

في ظل الأوضاع الراهنة التي يحياها أهالي قطاع غزة، وخاصة فيما يتعلق بزيادة معدلات البطالة، وزيادة أعداد الخريجين، وعدم توافر فرص عمل، أصبح الكثير منهم يلجأ لعمل مشاريع تجارية بقصد تحصيل فرصة عمل، والحصول على لقمة العيش، فيضطر بعضهم إلى تكرار مشاريع تجارية سبق أن تم طرحها في الأسواق، فأغلب المشاريع لم تخرج عن إطار التقليد والتكرار وتقتصر على المطاعم، والمقاهي، مما قد يحكم على المشروع بالفشل نتيجة التكرار وغياب روح الإبداع.

دراسة الجدوى البداية

يقول مدرب التنمية البشرية صابر أبو الكاس: "مما لا شك فيه أنه في ظل البطالة المتزايدة لدى الكثيرين سواء العمال أو الخريجون، فهناك من يتجه نحو المشاريع التجارية التي تأتي كبديل عن الوظيفة العمومية أو الخاصة والتي باتت صعبة المنال في ظل الواقع الاقتصادي السيئ الذي تعيشه مجتمعاتنا".

ويضيف: "تختلف توجهات الناس في إقامة تلك المشاريع باختلاف المجالات التي يعرضها أصاحبها ويتطلبها السوق؛ وهذا كله يعتمد في الأساس على ما تُعرف بدراسة الجدوى من المشروع القائم أو المنوي القيام به، الأمر الذي يحدد لي فرص نجاح المشروع من عدمه".

ويوضح أبو الكاس أن هناك من الذين لا يحالفهم الحظ في نجاح مشاريعهم بسبب تجربتهم الوليدة أو البدائية معها أو بسبب طرح المشروع بصورة متكررة، وقد أشارت الدراسات إلى أن 50% من المشاريع تمنى بالفشل في السنة الأولى لها، وأن 95% منها تُغلق قبل بلوغها السنة الخامسة؛ الأمر الذي يجب أن نقف عنده ونفكر جيدًا في عوامل نجاح وفشل المشروع.

ويشير إلى أن ما يحدد نجاح أي مشروع ليس احتراف صاحبه في المجال، بل يجب أن يعتمد الأمر أيضًا على طريقة إداراته لهذا العمل وتسويقه، فممكن أن أكون طاهيًا ماهرًا لكني لا أعرف كيفية إدارة المطبخ وإدارة الأموال والمصروفات وكم رأس المال الحقيقي الذي أحتاجه لانطلاقة قوية...

إضافة جديدة

وينبه إلى الأمر الآخر الذي يغفل عنه كثير من ذوي المشاريع هو وجود منافسين أقوياء وأصحاب خبرة واسعة في ذات المجال، الأمر الذي يمكن أن يقف سدًا منيعًا أمام نجاح المشروع، في هذه الحالة فإنه يتطلب العمل على إضافة الجديد في المشروع والذي يميزه عن المشاريع الأخرى في السوق.

وتابع حديثه: "كما أنه يجب على صاحب المشروع الفاشل لا سيما الذي كرر مشروع مطروح سابقًا بنفس الآلية أن يغير من طريقة وآلية وأدوات المشروع بعيدًا عن التقليد والتكرار، فالإبداع فيه كفيل بإنجاحه".

ولضمان نجاح المشروع يقول، لا بد من التخطيط ثم التنظيم ثم التوجيه والمراقبة والمتابعة والتقييم، وذلك في كل مراحل العمل، "وعليك ألّا تسير خلف التقليد الأعمى خلف مشاريع ناجحة ربما لا توافق تخصصك أو مجالك، فكم من مشروع كبير ناجح قلده كثيرون وفشلوا وخسروا كثيرًا"، وفق قوله.

وختم حديثه بالقول: "إنه وقبل إطلاق أي مشروع لا بد أن أسأل نفسي: ما دراسة الجدوى لمشروعي هذا؟ وما الخطة التي سأسير عليها؟ وهل هناك خطة تسويقية تسهم في إنجاح المشروع واتساعه؟ وما طريقة التسويق الأنسب له كي يحقق رواجًا ونجاحًا؟ ما مدى خبرتي في هذا المجال والاختصاص؟ وإن كنت أمتلك الخبرة والمهارة الكافية، فهل أمتلك الإدارة الصحيحة في توظيف تلك المهارة؟".