فلسطين أون لاين

أبو ركاب: إشباع الأبناء بالأمان ينمّي فكرة الذات الإيجابية لديهم

​الأمان النفسي.. أولى خطوات تعزيز الثقة لدى الأطفال

...
غزة - مريم الشوبكي

يشكل الأمان النفسي الذي تمنحه الأمّ لأبنائها المعضلة الأهم والأقوى في تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم، لأنه يضع الأبناء في غلاف حماية كامل من جميع الجوانب النفسية والجسدية والعاطفية.

وفقدان الطفل هذا الأمان يفقده الثقة بذاته، ويجعل منه شخصية ضعيفة غير قادرة على مواجهة الحياة وصعوباتها، ويجعله عرضة للاضطرابات النفسية بعد البلوغ وتحدّ من ذكائه لأنه يعيش مشغول الفكر مشتت التركيز.

والأمان النفسي هو شعور الطفل بالحماية الكاملة من جميع الجوانب النفسية والجسدية والعاطفية، بحيث يشعر الطفل بالإشباع النفسي وفق أخصائي الصحة النفسية اسماعيل أبو ركاب.

ويؤكد أبو ركاب لـ"فلسطين" أن منح الأمان النفسي من قبل الأم لطفلها له أهمية بالغة في تشكيل شخصيته لأنها ستكون مرآته في المستقبل، ولما سيكون عليه الطفل مستقبلًا، لذلك إشباعه بالأمان ينمي فكرة الذات الإيجابية لديه، وكذلك تزيد من مفهوم الأنا الإيجابية.

ويشير إلى أن شعور الطفل بالأمان النفسي يقلل من قلقه في المستقبل، كما يقلل من الاضطرابات النفسية بعد البلوغ، ويحدّ من ذكائه لأن شعوره بالتهديد يشتت التفكير والانتباه ويشغل تفكيره بأمور ثانوية، كما أن عدم شعوره بالأمان يهدد البناء النفسي المتكامل لديه.

ويدعو أخصائي الصحة النفسية في سياق حديثه الأمهات إلى الاهتمام بمنح الأمان النفسي لأطفالهن، بداية من خلال الاهتمام به واحتضانه والاستماع باهتمام لشكواه، وإبعاد الطفل عن مواقف الخصام والنزاع التي تحدث بين الزوجين ومع كل ذلك يشعر الطفل بالأمان النفسي.

ويشير إلى أن الاهتمام بمحاور شخصيه الطفل، من ناحية الاهتمام بالأفكار التي يطرحها الطفل، والاهتمام بمشاعره وإعطائه الفرصة للتعبير عن سلوكياته دون قيود كل ذلك يزيد من شعور الطفل بالأمان النفسي.

قضاء الوقت معه

ويؤكد أبو ركاب أن إسماع الطفل عبارات المحبة والأمان بشكل دائم وخاصة عبارة "أنا أحبك" لما لها من وقع في نفس الطفل، وتشعره بالاطمئنان، إضافة إلى عدم الانفصال عن الطفل لفترات طويلة.

ويشير إلى أن الأمان النفسي للطفل يكون ببناء علاقة متوازنة بين الطفل والمولود الجديد إن وجد، بدلًا من علاقة الغيرة والمنافسة، وعدم فقدان الطفل الأول حقه في الرعاية والاهتمام.

ويؤكد ضرورة اصطحاب الطفل في زيارات عائلية، أو رحلات ترفيهية، وغيرها من الأنشطة الخارجية المشتركة مع الطفل.

ويختم بالقول: إن "بعض العائلات تهمل تخصيص وقت للعب من أطفالهم، ويعتبرون أن توفير الألعاب لهم كاف، ولكنهم لا يعون أن قضاء وقت للعب مع الطفل يوميًا، وفقًا لمرحلته العمرية، لما يشكله اللعب من حاجة نمائية ماسة، وتفاعل وجداني مع الطفل يمنحه الأمان النفسي".