فلسطين أون لاين

​"التوازن في المعاملة" مفتاح منع الغيرة بين الإخوة

...
غزة/ مريم الشوبكي:

الغيرة بين الإخوة أمر طبيعي، ولكن من غير الطبيعي أن يسهم الوالدان في نشأة وتعزيز هذه الغيرة بمحاباة ابن على الآخر عن قصد أو بغير قصد من خلال تصرفات وسلوكيات قد يعتبرونها صحيحة ولكنها تأتي بأثر عكسي يعزز الغيرة.

منع الغيرة وظهورها بين الإخوة، يتطلب وعيًا كاملًا من قبل الآباء بترك الموروثات الخاطئة بتمييز الصبي عن البنت، أو محاباة ابن عن إخوته لأنه ذكي أو حتى جميل، وربما لا يفصحون عن ذلك ولكن سلوكياتهم تكشفهم.

ويبين أخصائي الصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب أن العلاقات العاطفية بين الآباء والأبناء يحددها الكثير من المتغيرات والتي منها جنس الابن فبعض الأسر وبحسب بعض المعتقدات الثقافية يميلون لتفضيل الصبي عن البنت.

ويذكر أبو ركاب لصحيفة "فلسطين" أن بعض الأسر تميل لحب الطفل الأول بدرجة أكبر من غيره ، والبعض الآخر يميل لحب الطفل الاجتماعي أو الأذى أو الأجملبين إخوته، وكل تلك الفروقات يحاول الآباء جاهدين إخفاءها، إلا أن سلوكياتهم تكشفهم وهم لا يشعرون.

ويوضح أن التفضيل بين الإخوة يظهر من خلال تفضيل أحد الأبناء في المعاملة سواء في المصروف أو في شراء الملابس، أو اصطحابه في الزيارات الخاصة، أو تقريب بعض الآباء لأحد الأبناء كأن يجلس أحد الأبناء في حضنه ويبعد الآخرين أو يبتسم في وجه أحد ويظل عابسًا في وجه الآخرين.

اشرح السبب

وينوه أبو ركاب إلى أن الغيرة تتكرس من خلال تصرف الوالدين بتلبية طلبات أحد الإخوة ويتجاهل طلبات الآخرين، منبهًا إلى أن الأطفال وكبار السن والمعاقين هم أكثر الفئات التي لديها حساسية مفرطة في جانب اكتشاف زيف العواطف.

ولتحاشي تعزيز الغيرة بين الأخوة، ينصح الوالدين بشرح المغزى من أي سلوك يقومان لتخفيف من حده الغيرة ويمنع تناميها.

وينبه أخصائي الصحة النفسية إلى أن الطفل إذا بقي يعيش في الجانب المجهول، وينمي الأفكار السلبية حسب اعتقاده الطفولي دون أي توضيح من الوالدين للسلوك الذي قاموا فيه، فإن ذلك يدمر العلاقة بين الإخوة.

ويلفت إلى أن العقاب للأبناء المخطئين يجب أن يكون فيه عدل ويجب توضيح سبب ذلك العقاب.

ويشير أبو ركاب إلى أن الأطفال لديهم القدرة علي التمييز بين المواقف، ولكن في نفس الوقت لديهم القدرة على النسيان ، فلذلك تدخل الوالدين المباشر أمر في غاية الأهمية إذا كان الموقف يشكل خطرا جسديا أو نفسيا.

وينصح الوالدين بعدم التدخل المباشر والفوري عند نشوب أي خلاف بين الإخوة، بل على العكس إعطائهم الفرصة لحل تلك الإشكالية، فذلك يزيد من الذكاء الاجتماعي ويزيد من القدرة على حل المشكلات، ويجعلهم يتعرفون على مكامن القوة والضعف في شخصياتهم وشخصية الطرف المقابل لهم.

وعن تعامل الأهل مع مواقف الغيرة خارج المنزل، يقول أبو ركاب إنه قبل ضبط مستوى الغيرة خارج المنزل يجب ضبط مستواها داخل المنزل، وإن ظهرت في الخارج ألا تعطى أهمية كبرى وأن يتم علاجها داخل المنزل، وذلك حتى لا يستغل الطفل هذه الفرصة لكشف نقاط ضعف الوالدين.

ويؤكد أن العدل في التعامل أساس أي علاقة اجتماعية ناجحة، فلذلك على الوالدين إبداء التوازن في العواطف والسلوكيات بين الأبناء والعمل بقدر المستطاع لعدم التمييز في المعاملة.

ويبين أبو ركاب أن المساواة في الحب أمر غير مستحيل، ولكن يحتاج إلى ممارسة، ويحتاج إلى تدريب، فقيام الأب أو الأم بتقبيل أحد الأبناء يلزمهم القيام بنفس السلوك لجميع الأبناء، وإن كانت تلك القبلة كمكافئة الطفل للقيام بسلوك جيد فعلي الوالدين استغلال فرصة مشابهة لتعميم ذلك السلوك على باقي الأخوة.

ويخلص إلى أن زيادة الاهتمام بالأبناء يقع ضمن المرتبة الأولى لإنهاء الغيرة بينهم.