أحكمت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصار تجمع الخان الأحمر شرقي القدس المحتلة، ونصبت بوابة حديدية على مدخله الرئيس، فيما قررت ما تسمى "المحكمة العليا" تعيين جلسة قبل 15 من الشهر المقبل، للبت في هدمه.
وقال منسق حملة أنقذوا الخان الأحمر في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، عبد الله أبو رحمة، إن المحكمة أبقت على القرار السابق بتأجيل هدم الخان الأحمر، إثر جهود قانونية.
وأوضح أبو رحمة أن قرار الهدم يمكن أن ينفذ قبل 15 من الشهر المقبل إذا قررت محكمة الاحتلال ذلك في جلستها المزمع عقدها.
وأشار إلى أن محامين نجحوا في وقف تنفيذ الهدم في الدقائق الأخيرة، في انتظار عقد جلسة أخرى.
وبيّن أن قرار عدم الهدم مؤقت لحين الجلسة المقبلة وقراراتها ودراستها للملفات والحثيثات الجديدة التي يقدمها المحامون.
ونبه إلى أن محامي هيئة مقاومة الجدار، بحثوا عن بعض الثغرات وطالبوا بتقديم مخطط تفصيلي للتجمع، وتم قبول هذا الطلب، وحصل المحامون على فرصة لتقديم الأوراق، قبل أن يتم تحديد موعد جلسة.
وتبلغ مساحة المنطقة المستهدفة بالهدم 40 دونماً فيها 30 عائلة، ومدرسة تشمل 180 طالباً من خمسة تجمعات، بحسب أبو رحمة.
وحذر من أن هدم تجمع الخان الأحمر مقدمة لهدم تجمعات أخرى سواء داخل هذا التجمع، أو 46 تجمعاً من بادية شرق القدس حتى البحر الميت ومحيط أريحا.
وعما إذا كان بالإمكان إلغاء قرار هدم التجمع في الجلسة المقبلة، أجاب بأن ذلك من الممكن إذا لم تتدخل السياسة، لافتاً إلى أن ضغوطاً من رأس هرم كيان الاحتلال، من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان، والمستوطنين واليمين المتطرف وأعضاء كنيست، للتسريع في عملية الهدم.
وفي وقت سابق من العام الجاري، اقتحمت قوات الاحتلال هذه المنطقة وأخطرت بهدم 40 منزلاً، ومدرسة "الخان الأحمر" المعروفة "بمدرسة الإطارات" التابعة لمديرية تربية ضواحي القدس، التي تخدم عدداً من التجمعات البدوية في بادية القدس.
النضال على الأرض
من جهته، قال الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا، إن كل إجراءات محكمة الاحتلال عبارة عن محاولات "لتلميع الوجه القبيح لدولة الاحتلال"، لكنه أوضح أنه لابد من الترافع أمام هذه المحكمة كجزء من الإجراءات التي توصل لتقديم ملف للمحكمة الجنائية الدولية، إذ إنه لابد أولاً من المرور بـ"المحاكم المحلية".
وأضاف الخواجا، لصحيفة "فلسطين"، أن 96% من قرارات محاكم الاحتلال، كانت دائما لصالح الاستيطان في مناطق الضفة الغربية المحتلة.
وبيّن أن نشطاء المقاومة الشعبية يعتبرون أن ما يحسم أي معركة أو تحدي لسياسة الاستيطان والتوسع ونظام الفصل العنصري "الأبارتهايد"، هو النضال والكفاح على الأرض، لافتاً إلى أنهم يعولون على دور هؤلاء النشطاء، وعلى صمود أهل الخان الأحمر لإفشال المشروع الإسرائيلي وعملية التطهير العرقي والترانسفير لـ46 تجمعاً آخر في شرقي القدس ومنطقة الأغوار وجنوب منطقة الخليل.
وبشأن الحصار على الخان الأحمر، ذكر الخواجا أن الاحتلال نصب بوابات على مداخله ومنع الدخول والخروج حتى لسيارات الإسعاف، وسبق أن تصدى أهل التجمع لجرافات الاحتلال وأوقفتها عن العمل، في تحدٍّ كبير، مشددًا على ضرورة استمرارية مواجهة هذه الإجراءات.
وأشار إلى أن أهالي الخان الأحمر قدموا اعتراضات لأربع مرات وأدارت محكمة الاحتلال ظهرها لهم، لكن النشاط الشعبي في الأيام الأخيرة والتصدي لجرافات الاحتلال حسمت المسألة، ما يوجب الحفاظ على المواجهة والمقاومة ضد الاحتلال وسياسة الإجرام التي تقوم بها حكوماته.
ونوه الخواجا، إلى أن ذلك يتطلب جهداً شعبياً ورسمياً بمشاركة كافة القوى الوطنية والإسلامية، لافتاً إلى أن الفلسطينيين نجحوا في إزالة البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، وفي تحرير آلاف الدونمات من قبضة جدار الفصل العنصري، بالنضال والكفاح، وهو ما يجب أن يظل حاضراً في الأذهان.
وطالب الخبير في شؤون الاستيطان، بأن يتحول هذا الكفاح لاستراتيجية وطنية جامعة موحدة تعتمد بالأساس على وحدة الشعب الفلسطيني وتصعيد مواجهة الاحتلال.
ويقول مراقبون، إن هدف هدم الخان الأحمر، هو تنفيذ المشروع الاستيطاني المسمى "E1"، الذي يفصل القدس نهائياً وبشكل كامل عن امتدادها الفلسطيني، ويتمثل في إخلاء كلّ الفلسطينيين الذين يعيشون في محيط المدينة والمناطق المحيطة بمستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس، في مسعى لتطبيق خطة استيطانية واسعة جدًّا تربط المستوطنة بالمدينة.

