فلسطين أون لاين

​خمسة معايير يمكنك الاستفادة منها لصنع قرارك

...
م. لينا شامية - المدير الإقليمي لمؤسسة بيتا

لا يختلف اثنان بأن التميز المعرفي وجدارة الموهبة يلعبان دورا فاعلا في إيجاد بصمة وميزة تنافسية للخبراء وأصحاب الكفاءات. يعتبر الكثير من أرباب الأعمال ورياديي العصر بأن المهارة والكفاءة تسبقان الدرجة العلمية في الأهمية. وبالتالي الاهتمام بالزاد العلمي لتنمية المهارات يعتبر جزءاً مهماً في عالم يتوجه بقوة نحو اقتصاد المعرفة.

وبينما تتصدر المعرفة والكفاءة المعايير الأولى لبناء المستقبل خاصة في ظل التواصل الرقمي العابر للحدود، فإن هناك بعض النصائح التي يمكن البناء عليها حتى تتمكن عزيزي القارئ من "توجيهك" بشكل أمثل إلى "ما بعد التوجيهي".

ففي بداية مشوار حياتنا، نعتقد أن التوجيهي مرحلة فاصلة أو نقطة محورية بعدها تنقلب المعايير وتتغير الحياة. ومن ثم تمر الأيام ونعيش التجارب والمراحل المختلفة من الجوانب الحياتية ونكتشف أن الأهم هو ما بعد هذه المرحلة.فتلك السنتان ما بعد التوجيهي بالحد الأدنى (دبلوم)، أو الأربع كمتوسط أو حتى السبعة بالحد الأقصى (بكالوريوس) لها واقع الأثر على مستقبلنا. ولذلك لا بد من التخطيط لها بشكل سليم.

ماذا نريد أن نكون؟ وما هو موقعنا الحالي من طريق العلم والعمل؟ ما هي إبداعاتنا؟ وبماذا لدينا شغف؟ كيف نرى مستقبلنا؟ هل واقعنا وظروفنا تدعمنا لنحقق حلمنا؟ هل نقدر أن نكون متميزين مهاريًا وممتازين علميا بنفس اللحظة؟ هل لو حققنا حلمنا سيكون لنا مستقبل غني بالمعرفة ومختلف أنواع الرزق؟

النصيحة التي أحب أن أقدمها لك ليست مرتبطة بأن تتابع أكثر الوظائف التي عليها طلب للمستقبل، ولا عن أنسب الدراسات. لأن هذه المجالات من الممكن أن تتغير الى حين تخرجك الجامعي.

نصيحتي تبدأ مما بعد تقبل المعدل، وما هي المجالات التي يتيحها لكم؟ والتي تعد ثمرة التعب المسبق. محاولة الموازنة ما بين مختلف المعايير التالية والأسئلة التي تستهدفها من الممكن أن تساعدكم حتى تفكروا بالخيار المناسب وأن تجعل قراركم أفضل من خلال بناء القاعدة السليمة.

وهذه المعايير هي:

الشغف:

هذا المعيار يفضل أن يكون بنسبة لا تقل عن 25% من قراركم. بالنسبة لي، انتهيت من التوجيهي بمعدل98.5% وكان بإمكاني أن أدرس الطب. ولكني أدرك أنه ليس المجال الذي أحبه أو من الممكن أن أبدع فيه وبالتالي لم أفكر أبدا أن أدخل هذا التخصص واخترت التخصص الذي أشعر أنه أقرب بالنسبة لي.

المهارة:

من الممكن أن تشكل نسبة 25%. لأن الشغف وحده لا يكفي كما أن المهارة هي زادك للمستقبل للعمل من مختلف الأماكن سواء من البيت عبر الإنترنت أو من خلال الوظائف المختلفة أو العمل الحر أو غيرها ولذلك فلابد أن تكون عالأقل قد حددت أين تكمن مهاراتك؟ أغلب الناس الناجحة بحياتها قد بدأت من قبل الجامعة من خلال التركيز على الأنشطة اللامنهجية التي تدعمها أو التركيز على المجالات التي تحبها ولديها شغف بها. فما هي المهارة التي تتميز بها؟ حتى لو كانت موهبة، هل أنت قادر على تحويلها لمجال عمل بالمستقبل؟ وهل فعلا ستكون الشيء الذييغذي روحك ويميزك عن الآخرين؟

تذكر دومًا أنك كلما كنت تشتغل على تنمية مهاراتك وتطويرها، كلما كسبت عمرًا من عمرك.

الديناميكية:

هل تفكر بتخصص ممكن بأقل وقت تنخرط بعده بسوق العمل؟ إذا عليك بشيء مهني أو تقني. أو هل تفكر بتخصص يكون مرنًا ومناسبًا لأكثر من مجال؟

أو ربما تفضل تعلم شيء لمرة وحدة؟ أو هل تظن نفسك قادرًا على أن تتعلم بطريقة ديناميكية؟ خذ بعين الاعتبار أن تخصصات مثل تكنولوجيا المعلومات مثلا بحاجة الى تطوير وتنمية ذاتية طوال الوقت بينما تخصصات أخرى قد تكون تحتاج تطوير ذاتي أبسط المدى.

تذكروا أن التعلم الذاتي والمستمر هو جزء من أساسيات النجاح لأغلب التخصصات. وبالتالي ممكن أن يشكل نسبة 20% من القرار.

التجربة:

جرّب! حتى تستطيع أن تحدد من البداية بشكل سليم قرارك وألا تتوه بعجلة التحويلات من تخصص لتخصص آخر. 20-25% من قرارك اعتمد فيه على التجربة الذاتية المسبقة.

هل جربت أن تشارك ببرامج صحفية أو اعلامية؟ أو هل شاركت مسبقا بمنصات عمل حر بمجال تقني مثلا ؟ أو هل أخذت دورة عبر الانترنت عن موضوع اداري؟ أو هل ناقشت مجموعة من أهل التخصص مثل الطب وعرفت مميزاته وتحدياته؟

هذه التجارب سوف تعطيك انطباعًا أفضل عن كيانك.

المسمى:

ممكن أن يشكل نسبة ما بين 5-10% من الاختيار ولكن لا تجعله هو العامل الأساسي لتحديد المستقبل. أن تكون دكتور أو مهندس شيئا ملهما ومفيدا للمجتمع ولكن الأهم هي البصمة التي تتركها بمجالك أكثر من لقبك لأن ابداعك واتقانك لعملك سواء بمجال صناعي أو تجاري أو أدبي أو علمي أو غيره هو الإرث الذي سوف يعبر عنك وهو الأساس لتبني مستقبلك وتخدم مجتمعك.

هذه المعايير الخمسة ممكن أن تساهم ولو بشكل أولى أن تساعدك لتخطط بشكل أصح لاختيار مستقبلك.

وتمنياتي بالتوفيق للجميع.