فلسطين أون لاين

​ضحى حبيب.. خلطة التفوق تكمن بالتوكل على الله

...
غزة/ هدى الدلو:

بدقائق معدودة انقلب حال الطالبة ضحى حبيب رأسًا على عقب، بعد أن خانها القلق والتوتر وتملّكها الخوف قبل إعلان نتائج الثانوية العامة، هي لحظات صعبة تشعر حينها بأن دقات قلبك تكاد أن تقف، وينتهي كل شيء، وتصبر نفسها بقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، منتظرة سماع الرنين المخصص للرسائل على هاتف والدها لتعرف نتيجتها من خلال اشتراكها بخدمة مخصصة لذلك، إلى أن جاء خالها وقطع عليها حبل أفكارها التي توسوس لها حاملاً معه بشارة النتيجة 99.3%، ولم يكن يعلم بأنها الأولى على الفرع الشرعي على مستوى قطاع غزة..

ضحى محمد حبيب من مدرسة دلال المغربي الثانوية للبنات، لم تسعها الدنيا فرحًا وابتهاجًا بما حصلت عليه ساجدةً لله شكرًا على ما أعطاها وأرضاها به، واكتملت فرحتها بعدما علمت بأنها حازت على المرتبة الأولى في الفرع الشرعي على مستوع القطاع، فلم تتمالك دموعها هذه المرة فرحًا وسعادة.

ووصفت فرحة النجاح هذا العام بأنها "تسوى الدنيا وما فيها"، رغم أنها على مختلف المراحل الدراسية كانت من المتفوقين، إلا أن فرحة هذا العام لا تضاهيها فرحة.

وقالت حبيب: "لم أكن أتوقع أن أحصل على هذه المرتبة، رغم توقعي للمعدل"، ونقلت للطلبة المقبلين على مرحلة الثانوية العامة سر تفوقها في هذا العام، وهو التوكل على الله، والاعتماد عليه في الأمور الصغيرة قبل الكبيرة يضمن لأي شخص النجاح والتميز، وذلك بعد الأخذ بالأسباب.

الطالبة لم تألُ جهدًا خلال هذا العام من الجد والاجتهاد والدراسة، ولكنها في ذات الوقت تعاملت معه كأي عام دراسي، وأضافت: "مر العام بشكل طبيعي، وكل ما هو عليّ فعله الدراسة أولًا بأول، ومتابعة دروسي بشكل منظم ومراجعتها، فلم أحدد ساعات معينة للدراسة".

وأوضحت حبيب أن سيرها على هذه القاعدة سهل عليها كثيرًا الدراسة والمراجعة فترة الشهرين اللذين جلست خلالهما بالبيت، فلم يكن عليها دروس متراكمة، إلى جانب تنظيم وقتها، ولم تضغط على نفسها بساعات معينة، فكان بمجرد شعورها بالتعب تأخذ قسطًا من الراحة.

وفي أيام تقديمها للامتحانات، كانت قبل خروجها من البيت تصلي ركعتين لله لتهدئ من روع نفسها، ومن حالة الخوف والتوتر، لافتة إلى أن التفوق والنجاح لا يأتي بيوم وليلة، بل هو حالة تراكمية تدفع بالطالب المتميز نحو الجد والاجتهاد، وشق طريق التفوق مهما كانت وعورته.

وبينت حبيب أن من أراد النجاح والتفوق لا يلتفت للصعوبات التي تواجهه على مستواه الفردي أو العائلي، أو حتى المجتمعي كالظروف التي يمر بها القطاع من حصار، وحروب متتالية، وانقطاع مستمر للتيار الكهربائي.

وتابعت حديثها: "اخترت القسم الشرعي في الثانوية العامة (الإنجاز) لميولي نحو المواد الشرعية، ولما يحتويه على علوم شرعية ومعلومات دينية تفيدني في الحياة اليومية، ولأغير النظرة السلبية لدى المجتمع باعتقادهم بأن من يلتحق بهذا القسم معدله متدنٍ، بل هناك متفوقون لديهم ميول للدراسة في مقاعده"، لافتة إلى أنه بالرغم من تفوقها العلمي إلا أنها ستختار تخصصًا جامعيًا ضمن كلية الشريعة أو أصول الدين.

ونصحت حبيب الطلبة المقبلين على مرحلة الثانوية العامة بإصلاح علاقتهم مع الله أولًا، ثم بوالديهم وأن يكونوا بارين بهم، وطرد الخوف والتوتر خلال العام الدراسي، الذي من شأنه أن يؤثر على نفسية الطالب، ودراسته، والالتزام بالدراسة أولًا بأول، وتهدي نجاحها لوالديها اللذين كانا عونًا وسندًا لها خلال العام، ولمدرستها ومعلميها، ووطنها، راجية من الله أن ينفع بعلمها الإسلام والمسلمين.