الحياة لا تقف عند العثرة الأولى, وتستمر لمن أرادها جميلة, هكذا ترى إيناس الأمر من زاويتها بعد رسوبها للمرة الثالثة على التوالي في امتحانات الثانوية العامة الفرع الأدبي.
إيناس (لم نذكر تفاصيل كاملة عن اسمها حفاظًا على خصوصية الأمر) تقول لـ "فلسطين": "حزنت جدًا يوم صدور نتيجة الثانوية العامة – التوجيهي عام 2016م، حينما لم أجد اسمي في كشوفات الناجحين"، مستدركة: "تحاملت على نفسي واستجمعت قوتي وعزمت على إعادة دراسة الثانوية العامة مجددًا".
بدأت إيناس بالدارسة من جديد محاطة بصعوبات كثيرة وعوائق جمة، "ولم تكن الدراسة المسائية كالنظامية, بل كانت أكثر صعوبة لعدم انتظامي في الدراسة"، وفق قولها.
نبرة الأسى لفّت صوتها وهي تكمل: "مرت الأيام والشهور حتى تقدمت للامتحان مرة أخرى, ثم كانت النتيجة التي لم تختلف عن سابقتها".
فإيناس رسبت في عدة مواد كانت منها مادة الرياضيات والتاريخ والانجليزي والتربية الاسلامية, لكن كان الفرق بين العامين أنها حصلت على معدل أعلى من العام السابق رغم رسوبها في عدة مواد.
غرغرت عيناها لكنها قاومت ذرف الدموع، وهي تضيف: "رسوبي للمرة الثانية في التوجيهي بمواد أقل من المرة الأولى, دفع التفاؤل ليسري في عروقي", لتعزم على إعادة السنة رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه.
وحاولت جاهدة إيناس أن تركز كثيرًا وأعطت الدارسة كل وقتها حتى تقدمت للامتحان هذا العام، شاعرة أنها سوف تحصل على معدل يفرح قلبها ولو قليلاً بعد رسوب تكرر مرتين.
هذه المرة لم تجرؤ على الاشتراك برسائل شركة جوال، ولم تعطِ أحدًا رقم جلوسها، فالخوف سيطر على كل نبضات قلبها، غير أن أهل بيتها لم يحتملوا ذلك، وبدأوا البحث عن اسمها في كشوفات الناجحين.
مع الأسف، المرة الثالثة وقفت في صفّ سابقتيها وكسرت بخاطر إيناس لتحصل على معدل (35.6%), وتعلق على رسوبها: "سهرت وتعبت الليالي لكي أنجح في المرة الثالثة في التوجيهي, لكني فشلت".
المثل يقول الثالثة نابتة، لكن إيناس لا تعترف به، فتزيد على حديثها: "لم ولن أستسلم أبدًا سأجتهد بكل ما تحمله الكلمة من معنى, وسأتقدم لإعادة الثانوية العامة مرة رابعة ولن أتكاسل أبدًا حتى أنجح وأحصل على معدل يسمح لي بالالتحاق في الجامعة".